افغانستان؛ عقود من الصراع وتدخلات القوى الاجنبية
وكالات ـ الرأي ـ
يمكن اعتبار نقطة البداية في مآسي الشعب الافغاني منذ نيسان/ ابريل 1978 وتحديدا في الانقلاب العسكري الذي قاده نور محمد ترقي وأطاح بداود خان أول رئيس لهذا البلد الذي أطاح بدوره بالنظام الملكي وأنهى حكم ظاهر شاه آخر ملوك افغانستان عام 1973 وأقام نظاما يعتمد العلمانية في هذا البلد المسلم.
يعدّ داود خان بأنه أول من فتح الابواب أمام الشيوعيين في بلاده بهدف اكتساب دعم الاتحاد السوفيتي السابق على خلفية شعوره بالهلع من نفوذ باكستان في مناطق تواجد طائفة البشتون في بلاده.
وفي هذا السياق تحول حزب “برجم” (العلم) الى أقوى حزب سياسي في افغانستان خلال فترة قصيرة وعرف الانقلاب العسكري الذي قاده في البلاد بين صفوف الافغانيين بانقلاب “ثور” وكان يتوقع ان يضع نهاية للخلافات السياسية في كابول الا ان ذلك لم يتحقق.
وتأججت الخلافات داخل الحزب المذكور حيث انقسم الى جناحين بقيادة أحدهما بقيادة نور محمد ترقي والآخر بقيادة حفيظ الله أمين وأسفر الصراع بين الخصمين الى مئات الاعتقالات والاعدامات بذرائع مختلفة واستطاع أمين التغلب على خصمه والسيطرة على مقاليد السلطة بدعم سوفيتي مباشر الا انه سقط ايضا باستلام ببرك كارمل السلطة الذي فتح أبواب البلاد للتدخل العسكري السوفيتي المباشر وغزو هذا البلد.
ماهو سبب الغزو السوفيتي لافغانستان؟
لوعدنا قليلا الى الوراء أي منذ عهد الرئيس الثاني نور محمد ترقي للاحظنا انه قام بزيارة الى موسكو في عام 1978 وتم فيها التوقيع على معاهدة عسكرية بسبب شعوره بالخوف من انتفاضة الشعب الافغاني مامهّد لغزو الاتحاد السوفيتي لهذا البلد.
وإبان عهد تلك الحكومة شهدت افغانستان انتفاضة هرات /غرب/ في يناير/ كانون الثاني 1979 وكان تأثير الثورة الاسلامية في ايران واضحا على هذه الانتفاضة مادعا ترقي الى طلب المساعدة المباشرة من الاتحاد السوفيتي الذي أمده بقاذفات توبوليف 16 واستطاع قمع الانتفاضة بقسوة والحاق دمار كبير بالمدينة كما قامت سلطات ترقي باعدام آلاف السجناء في سجن “بل جرخي” دون محاكمات.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق