التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024

حركة المقاومة الاسلامية حماس.. اعتقال أبطال نفق الحرية لا يغير الواقع وليس نهاية المشوار 

وجهت حركة المقاومة الاسلامية حماس، التحية والتقدير للأسرى الفلسطينيين الستة الذين نجحوا في الهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي، على الرغم من إعادة اعتقالهم.
ونقلت وكالة شهاب، عن المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، في تصريح صحفي، أنه “رغم إعادة اعتقال أبطال نفق الحرية (سجن جلبوع)، ستبقى هذه العملية دليلاً دامغاً على هشاشة وضعف المنظومة الأمنية الصهيونية وعدم صمودها أمام إرادة المقاتل الفلسطيني”.
وأكد قاسم أن “ما فعله الأسرى الستة كان بطولة عظيمة وجهاداً كبيراً وإنجازاً عظيماً سيسجل بأحرف من نور في سجل جهاد ونضال شعبنا الفلسطيني”.
كما أكد المسؤول في الحركة على أن كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس، على عهدها ووعدها بأن يكون الأسرى الفلسطينيين الستة على رأس صفقة التبادل المزمع عقدها مع الاحتلال الاسرائيلي، وأن يخرجوا مرفوعي الرأس من السجون الإسرائيلية، وأن “يفتح السجان الصهيوني بنفسه أبواب زنزانتهم”، مشيراً إلى أن العمل على تحرير الأسرى كان وسيظل على رأس أولويات المقاومة.
فشل لن تمحيه إعادة الاعتقال
إن اعتقال الأسرى الستة لا يمكن أن يزيل من أفكارنا عمق الفشل الإسرائيلي المدمر الذي أظهره نجاحهم بالفرار من الجناح الأمني داخل سجن جلبوع شديد الحراسة، لقد أصبح هؤلاء الأسرى الستة أبطالاً في الشارع الفلسطيني، ودخلوا صفحات تاريخ النضال الفلسطيني مقابل السجان الصهيوني، وبشكل عام لم تتحول إعادة اعتقالهم إلى أسطورة إسرائيلية، لأن إعادة الاعتقال كانت أحد السيناريوهات المتوقعة بعد عملية الفرار.
الإعلام الاسرائيلي يتغنى بإعادة الاعتقال
الصراع مع الكيان الاسرائيلي صراع مستمر وصراع مفتوح فهذا المحتل يحاول بكل الطرق والوسائل قتل الإرادة الفلسطينية وتحطيم معنويات المقاومين، يريد ان يفرض عليهم الإستسلام الكامل،ويريد أن يخلق هالة كبيرة عن قوته وجبروته وتفوقه الأمني والعسكري والإستخباري، ويريد ان يوصل لنا رسائل بأن ” العين لا يمكن أن تواجه المخرز” وبأن خيار المقاومة، ليس أقل كلفة من خيار الذل والخضوع والاستسلام. ولهذا السبب نراه يطبل ويفرح بإعادة الاعتقال من أجل تقليل عزيمة المقاومين الأبطال، نعم صحيح أن إعادة اعتقال قادة عملية “نفق الحرية” ،تعد خسارة وضربة كبيرة، ولكنعلينا أن لا ننسى أن عملية الإعتقال هي واحدة من السيناريوهات المتوقعة، وليست بالشيء الخارق، وليست عمل أمني كبير كما يصفه الإعلام الاسرائيلي خاصة في ظل تجنيد وحشد كل أجهزتها العسكرية والأمنية والإستخبارية والمخابراتية ووحدات المستعربين والعملاء والطائرات المسيرة والإستشعار الجوي وكل الوسائل التكنولوجية والتجسسية، لملاحقة ومطاردة ستة أسرى في بقعة جغرافية محصورة، حيث الحواجز العسكرية تفصل الداخل الفلسطيني- 48 – عن الضفة الغربية، وكذلك الحدود المقفلة مع لبنان وسوريا والأردن وقطاع غزة.
نفق الحرية هدم كل تحصينات الاحتلال الأمنية
عملية “نفق الحرية” احدثت هزة في قلب الإحتلال، ليس لأن هذا الكيان المبني وجوده على الأمن والعسكر اصيب في عصبه الرئيسي فحسب، بل لأن هذه العملية حملت رسائل للمحتل، بأن الأدمغة الفلسطينية قادرة على أن تصنع المستحيل، قادرة أن تتغلب على كل تحصينات الإحتلال الأمنية وتوجه ضربة قاصمة لتفوقه الأمني والعسكري
عملية النفق وحرب غزة ضربتان قاسمتان للكيان الاسرائيلي
قبل اربعة شهور على وجه التحديد صواريخ المقاومة التي انطلقت من غزة نصرة للقدس والأقصى، استطاعت أن توجه ضربة قوية لمصانع السلاح الإسرائيلي “رفائيل”، هذه الصواريخ اخترقت وتجاوزت “القبة الحديدية”، السلاح الأكثر فعالية في مجابهة الصوايخ قصيرة وبعيدة المدى، كما سقط عدد لا بأس منها في قلب وعمق دولة الإحتلال. وها هي اليوم عملية نفق الحرية تضرب المنظومة الأمنية للكيان وتصيبها في مقتل لتكتمل الصورة وتظهر لنا هشاشة هذا الكيان وأنه أوهن من بيت العنكبوت.
ما يجري في فلسطين تكميل لسلسلة الانتصارات لمحور المقاومة
التحولات الجارية داخل فلسطين ليست منفصلة عما يحدث من متغيرات متسارعة على الصعيدين الاقليمي والدولي، نعم بتنا نشهد تراجعا في الهيمنة والسيطرة الأمريكية ومعها دولة الإحتلال، وتتوالى الهزائم عليهما، فلبنان لم يسقط ولم يبحر نحو التطبيع ولم يخضع للضغوطات الاقتصادية التي فرضت عليه من أجل سوقه إلى حظيرة التطبيع، بل جاء قرار سيد المقاومة بشراء النفط من ايران ليرسم معادلة جديدة من معادلات النصر، وليجبر الأمريكي والاسرائيلي على التسليم بها، والاستسلام لهذا الواقع نعم لقد كسر قانون قيصر وأنهى الحصار الاقتصادي، ومن بعد ذلك اتت عملية بسط السيطرة السورية سيطرتها على درعا والمناطق التي يتخذها المسلحون مراكز لشن الهجمات على قوات الجيش والقوات الرديفة في الجنوب السوري، وهذا كان تحت اعين قاعدة “التنف” وعلى حدود القواعد العسكرية الأمريكية على حدود العراق وسوريا والجولان المحتل، وما سبق ذلك من هزيمة مدوية لأمريكا من خلال انسحابها من افغانستان وقرارها بتخفيض قواتها في معظم دول الخليج.
الاعتقال ليس نهاية المشوار
نعم نعترف أن إعادة اعتقال الأسرى بعد عدة أيام من الحرية وعملية الهروب البطولية والإعجازية التي قاموا بها شكل صدمة مؤلمة بالنسبة لكل الذين يقفون في خندق المقاومة ولكنها ليست النهاية لأن ما حدث كان معركة مشرفة وكان جولة من جولات الحرب الطويلة وبكل تأكيد ستتلوها معارك وبطولات ربما أكبر وأكثر إيلاماً لخصم يدعي التفوق الأمني والاستخباراتي، ولكن ادعائه هذا بدأ ينهار أمام هزائم متلاحقة على أيدي رجال لن يتراجعوا أبداً عن هدفهم الأسمى لتحرير أرضهم، ومقدساتهم مهما تعاظمت التضحيات ومهما كان الثمن.
الأبطال الستة انتصروا على أجهزة الأمن الإسرائيلية الأكثر تطوراً في العالم، والمدججة بأحدث أجهزة المراقبة والتجسس على المعتقلين الشرفاء في سجونها، وهزموا هذا العدو المتغطرس، ووجهوا له ضربة قاتلة في خاصرته الأمنية بهروبهم الأسطوري عبر نفق الحرية الذي حفروه بأظافرهم، ومعالقهم وهذا يكفيهم، ويكفي الأمة العظيمة التي أنجبتهم.
نعم عملية ” نفق الحرية” البطولية هي عملية استثنائية بكل المعايير والتفاصيل التي تمت بها، ولا يمكن أن نحدها فقط ببطولة الأبطال وإرادتهم وعزمهم، فهده العملية وضعت المحتل بين خيارين أحلاهما مرٌّ بالنسبة له، فإما أن يدخل بمواجهة عسكرية مجدداً مع الفلسطينيين قد تكون آخر حروبه لأنها ستكون مواجهة مفتوحة على كل الجبهات أو أن يقبل ويخضع لشروط المقاومة في عملية التبادل المقبلة، لذلك نحن نقول أن هذه العملية منحت محور المقاومة معادلة جديدة وقوة جديدة في مواجهة الكيان المحتل.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق