التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 5, 2024

في ذكرى ثورة 26 سبتمبر .. الرئيس “المشاط” يضع شرطاً لإيقاف الهجمات على الأراضي السعودية 

قامت الریاض قبل نحو ست سنوات بتشكيل تحالف دولي لشن حرب بربرية على أبناء الشعب اليمني بحجة أنها تريد إعادة الشرعية للرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” ولكن بعد مرور وقت قصير تكشفت نوايا الرياض الخبيثة، وخاصة أنها كانت تستخدم الكثير من الأسلحة المحرمة دولياً لقتل أبناء الشعب اليمني وأصبح لا يخفى على أحد الجرائم التي قام بها تحالف العدوان السعودي في عدوانه على أطفال اليمن خلال السنوات الست الماضية من خلال تنفيذ الكثير والكثير من الجرائم ضد أطفال ونساء اليمن واستهداف البنية التحتية والمستشفيات وفرضه حصاراً خانقاً على كل أنباء الشعب اليمني، في ظل التواطؤ الاممي والتعامي عن هذه الجرائم بحق اليمنيين الذين تنتشر بينهم اليوم العديد من الامراض والاوبئة القاتلة. وخلال الأيام الماضية، تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من تحقيق الكثير من الانتصارات خلال الايام الماضية واستطاعوا التقدم باتجاه مدينتي البيضاء ومأرب آخر معقل لحكومة “عبد ربه منصور هادي” المستقيلة في شمال اليمن بعد سيطرتهم على العديد من المديريات الهامة والاستراتيجية في هاتين المحافظتين.

وفي ظل كل هذه الانتصارات التي تسطر بماء الذهب وخلال كلمة له بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر، أعلن رئيس المجلس السياسي اليمني “مهدي المشاط”، يوم السبت الماضي، الاستعداد لايقاف كل أشكال العمليات العسكرية لقواتهم، بشرط توقف كل أشكال ما وصفه بالعدوان بشكل كلي. ورحب “المشاط”، في كلمته، بما وصفها بالجهود الصادقة والضامنة لتحقيق السلام ورفع الحصار وإنهاء الحرب على اليمن ومعالجة آثار الحرب وحفظ لليمن سيادته واستقلاله، وقال: نرحب بالجهود التي تضمن مصالح اليمن وعلى أساس أيضا من التزامنا بضمان معالجة مخاوف الجوار وضمان مصالحه المشروعة مع بلدنا”. ودعا “المشاط” من وصفهم بالمنحرفين عن طريق الحرية والاستقلال لمراجعة حساباتهم والعودة إلى جادة الصواب. كما جدد رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، تأكيد الموقف اليمني الثابت والراسخ بشأن مواصلة الدفاع عن البلاد والعباد.

وقال إن “صدورنا مفتوحة وواسعة سعة هذا الوطن الذي يتسع للجميع، وليس لنا شروط سوى الإيمان بحرية هذا البلد واستقلاله، والعمل من أجل تحرير أرضه وعزة شعبه، رافضاً رفضاً قاطعاً “كل ضغط، وكل تضليل، وكل إجراء، هدفها الانتقاص من حق الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه، وعن حريته واستقلاله”. وأضاف أن “احتفاءنا وتعاطينا مع هذا اليوم من تاريخنا اليمني الكبير، يجب أن يكون مُغاير تماماً لكل الأنماط التي دأب عليها النظام البائد”، معتبراً أن الأخير حوّل هذه الذكرى إلى مناسبات موسمية للتضليل وحفلات الشتائم. وتساءل “المشاط” قائلاً، إنه “لماذا بقي بلد الثورة يراوح مكانه، ضمن قوائم الدول الأكثر فقراً وفساداً، بعد مرور قرابة 60 عاماً على ثورة الـ 26 من أيلول/سبتمبر، في حين أن الدول الأخرى تتقدَّم إلى الأفضل؟ معتبراً أن “سبب تقدم الدول، التي حققت التطور في السنوات الماضية، أنها اعتزت بنفسها، وتمسكت بقرارها، وامتلكت أنظمة تقدس أوطانها وشعوبها”.

وأضاف “كان يمكننا، وفق التوجهات الخيّرة، أن نرى يمناً عزيزاً وقوياً، لو لم يتعرض هذا اليوم التاريخي لطعنات غادرة من جانب أبناء غير بررة، أهدروا قرار البلد واستقلاله”، واعتبر أن “دروس تاريخ النضالات الإنسانية تقول لنا إن الطريق إلى بناء البلدان يبدأ بامتلاك القرار الحر والمستقل، والشجاعة الكافية للمراجعة والتصحيح”. وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، إن اليمن يدفع ثمن موقفه من القضية الفلسطينية، مؤكداً أن الجهود العُمانية للتوصل إلى حل في اليمن مستمرة “لكن الرغبة السعودية تتدحرج”. واعتبر “المشاط” أن العدوان على اليمن أمريكي بامتياز، وقال، “لدينا معطيات تحليل والأيام المقبلة ستكشف المستوى الطبيعي، الذي وصل إليه اليمن”. وأضاف “كما أن للمعركة العسكرية رجالها، فإن للمعركة الاقتصادية رجالها، وستنتصر الجبهة الاقتصادية، كما انتصرت الجبهة العسكرية”.

ويوم الثلاثاء الماضي بارك رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن “مهدي المشاط”، للشعب اليمني احتفالاته بمناسبة العيد السابع لـ”ثورة الـ 21 من أيلول/سبتمبر المجيدة”، قائلاً إن هذا الاحتفال “هو تتويج سنوي لنضالات شعب كريم قرر الخلاص من براثن الوصاية والهيمنة والارتهان”. وأشار المشاط إلى أن “ثورة 21 سبتمبر المجيدة وضعت نُصب عينيها عزة اليمن ورفعته، ثورة كل ما فيها يمني، وكل ما فيها وطني”، مضيفاً أنها “ثورة لم تولد في أقبية المخابرات الأجنبية، ولا في دهاليز الأنظمة والسفارات، وإنما جاءت من أوساط الشعب، ووُلدت من رحم معاناته”. واعتبر أنها “لم تكن نتاجاً للحظة طيش، أو نزوة عابرة، أو عملاً فائضاً عن الحاجة”، وإنما “كانت ضرورة وطنية وحاجة شعبية وإنسانية”. ورأى أن “النظام السابق عمد إلى تفكيك الجيش وتحجيمه، وتحويل مهماته من جيش وطني يدافع عن البلد ويحمي ترابه، إلى ما يشبه الشركات الأمنية التابعة لأدوات نفوذه”. وأشار رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى أنه “من فرط غباء خصوم الثورة أنهم لا يتوقفون عن عقد المقارنات بين معاناتنا المعيشية اليوم ومعاناتنا في الأمس، متناسين أن كل معاناتنا إنما هي من صنعهم”.

ووجه “المشاط” رسالة إلى “خصوم الثورة، دولاً وأدوات”، قائلاً “عليكم أن تتذكروا أنكم أنتم من تحاصرون بلادنا وتجوّعون شعبنا”، مضيفاً “أنتم من تحاربون اليمن منذ قرابة 7 سنوات، وتدمّرون الاقتصاد والعملة الوطنية، وتقصفون الأسواق والشركات والمزارع والمصانع والممتلكات”. ولفت إلى أنهم “يسيطرون على عمليات البنك المركزي وعلى النفط والغاز، كما أنهم يغلقون المطارات والموانئ، ويقتلون ويحتجزون أبناءنا العائدين من الاغتراب”، مؤكداً أن “الثورة وأبناء شعبها وقيادتها يقفون ضد عدوانكم واحتلالكم، ويدافعون عن بلدهم”. وشدد “المشاط” على أن “الثورة ماضية ومستمرة بإذن الله حتى تحقيق الاستقلال التام، واسترداد كل حقوق الشعب، كاملة وغير منقوصة”، قائلاً “لقد حاولت الثورة، منذ أول يوم، أن تُصلح الوضع عبر طرائق الحوار والسلمية، فعفت عن خصومها، وقدّمت كل التطمينات”.

الجدير بالذكر أنه عقب كل الهزائم التي مُنيت بها المملكة والتي أثرت سلباً على أقتصادها المترنح، أعلن وزير الخارجية السعودي قبل عدة أسابيع عن مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في اليمن والخروج بماء الوجه من المستنقع اليمني. ولقد جاءت المبادرة السعودية للسلام في اليمن لتمثل محاولة من الرياض للخروج من المستنقع اليمني، ولكنها أيضاً تشكل مسعى لإبراء الذمة أمام الغرب الذي بات يلومها على الحرب التي تبدو بلا نهاية. ورداً على هذه المبادرة، اعتبرت حركة “أنصار الله” اليمنية، أن المبادرة السعودية الجديدة لإنهاء الحرب في اليمن لا تتضمن أي شيء جديد. وقال عضو المجلس السياسي الاعلى اليمني، “محمد علي الحوثي”، في حديث لوكالة “رويترز”، “هذه الخطة لا تتضمن شيئا جديدا، إن المملكة جزء من الحرب ويجب أن تنهي الحصار الجوي والبحري على اليمن فورا”. وأضاف عبد السلام “أنصار الله ستواصل المحادثات مع السعودية وسلطنة عمان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام”. وشدد، على أن “فتح المطارات والموانئ حق إنساني ويجب ألا يستخدم كأداة ضغط”، كما جاء.

لقد كان السعوديون دائمًا يبدون الرغبة في القدوم إلى طاولة المفاوضات فقط كغطاء للهروب من الانتقادات الدولية والقيام بلفتات سلام، وفي الميدان اتبعوا استراتيجية العدوان المستمر، مما أدى إلى حدوث جمود في المفاوضات السابقة. لكن في الوضع الحالي، تغير الوضع بشكل جذري، وأصبحت الرياض هي التي تعمل جاهدة لوقف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” في جبهات القتال، وكذلك وقف الهجمات واسعة النطاق في عمق الأراضي السعودية، التي أصبحت طبيعية ولا يمكن للرياض السيطرة عليها. والمحادثات الأخيرة، أظهرت عدم رغبة الرياض في تقديم تنازلات بشأن إنهاء الحصار والعدوان، وهذا الامر يؤكد أن السعوديين ما زالوا يؤمنون بنهج المراوغة باعتباره السبيل الوحيد للهروب من الهزيمة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق