التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

باحثون يتوصلون الى حل لغز اضراس العقل 

يعتقد باحثون من جامعة أريزونا في الولايات المتحدة أنهم ربما تمكنوا من حل لغز أضراس العقل، التي ربما تلعب دورا حاسما في تتبع التحولات في تطورنا.
وتقول عالمة الأنثروبولوجيا والمعد الرئيسية هالزكا غلواكا: “أحد ألغاز التطور البيولوجي البشري هو كيفية حدوث التزامن الدقيق بين ظهور الأرحاء (أو الأضراس) وتاريخ الحياة وكيف نُظّمت”.
وبمساعدة غاري شوارتز، عالم الأنثروبولوجيا القديمة في معهد الأصول البشرية بجامعة أريزونا، جمع غلواكا أمثلة لجماجم مختلفة لمقارنة تطورها.
وبتحويل عظام وأسنان 21 نوعا من الرئيسيات إلى نماذج ثلاثية الأبعاد، تمكن الباحثون من معرفة أن توقيت أضراسنا البالغة له علاقة كبيرة بالتوازن الدقيق للميكانيكا الحيوية في جماجمنا المتنامية.
وعادة ما تظهر أشكال الأسنان البالغة التي نستخدمها لطحن طعامنا وتحويله إلى عجينة، من لثتنا على ثلاث مراحل – في حوالي 6 و12 و18 عاما.
وتحصل الرئيسيات الأخرى على أضراسها البالغة في وقت مبكر. وعلى الرغم من جميع أوجه التشابه بيننا في مراحل النمو، فإن الشمبانزي (Pan troglodytes) يحصل على أضراسه في 3 و6 و12 عاما. ويُخرج البابون الأصفر (Papio cynocephalus) آخر أضراسه البالغة بحلول سن السابعة، وقرود المكاك (Macaca mulatta) في السادسة من العمر.
ويتمثل أحد العوامل المهمة التي تقيد توقيت ظهور الأسنان، في الفراغ. إذا لم يكن الفك كبيرا بما يكفي لطقم أسنان بالغ، فلا فائدة من الضغط عليها.
وليس لدى البشر بالضبط مساحة كبيرة من الفم كما هي، مع كون ضروس العقل المتأثرة مشكلة كبيرة لجنسنا البشري. ولكن هذا لا يفسر سبب ظهورها في وقت متأخر جدا من حياتنا.
ومع ذلك، فإن وجود مساحة فارغة لنمو السن لا يجعل ظهور واحد هناك فكرة جيدة. وهناك الكثير من العضلات والعظام التي تدعم الأسنان، ما يضمن أن الضغط الكافي يمكن أن يمزق طعامنا ويطحنه بأمان. ويبدو أن “الأمان” وراء نمو أسناننا المتأخرة.
ويقول شوارتز: “اتضح أن فكينا ينموان ببطء شديد، ويرجع ذلك على الأرجح إلى تاريخ حياتنا البطيء بشكل عام، وبالاقتران مع وجوهنا القصيرة، يتأخر عند توفر مساحة آمنة ميكانيكيا، ما يؤدي إلى تأخر ظهور الأضراس”.
وتقع الأضراس الخلفية في الرئيسيات أمام مفصلي الفك الصدغيين، اللذين يشكلان معا مفصلا بين الفك والجمجمة. وعلى عكس المفاصل الأخرى في أجسامنا، يجب أن يعمل المحورين بتزامن تام مع بعضهما البعض. وتحتاج أيضا إلى نقل درجة معقولة من القوة إلى نقطة واحدة أو أكثر لتجعلك تعض وتمضغ.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق