التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 2, 2024

الإطلاق الساخن لمنظومة “باور” والإطلاق البارد لصاروخ “دزفول”… تكنولوجيا الصواريخ الهامة باتت محليةً 

أصبحت القاذفات العمودية عنصرًا قياسيًا وهامًا للسفن الحربية وحتى للقاذفات الأرضية في السنوات الأخيرة، سواء في مجال أنظمة الدفاع أو الهجوم، واتجهت إليها العديد من الصناعات العسكرية الكبرى في العالم والقوات المسلحة المتقدمة.

في الماضي، كانت الصواريخ المضادة للسفن أو الدفاعية بحر-جو أو أرض – جو، تُحمل وتُطلق بشكل مائل، وفي هذه الحالة، کان يتم شغل مساحة أكبر للصاروخ على منصة النقل، وخاصةً السفن، ونتيجةً لذلك، کان يتم تقليل كمية الأسلحة المحمولة. لكن تطوير القاذفات العمودية خلال فترة زمنية، أدى إلى التغيير في هذا الاتجاه.

لكن عندما نتحدث عن الأنظمة الجديدة، أي عمليات إطلاق عمودية، فإننا نتحدث في الغالب عن خلايا مكعبة أو أسطوانية توجد فيها الصواريخ، ومن خلال الزوايا الرأسية، تطلق الصواريخ بشكل ساخن وبارد.

بالطبع، الخلايا التي تحمل الصواريخ ليست لأنظمة الإطلاق العمودية فقط، ولكن أيضًا للقاذفات المائلة. بشكل عام، استخدام هذه الخلايا الحاملة يمنع الصاروخ من التعرض للعوامل البيئية. ونتيجةً لذلك، ستتم زيادة عمر التخزين، وفي نفس الوقت، سيتم تنفيذ عمليات التخزين والنقل بمزيد من الأمان والسهولة.

القضية المهمة بشأن القوارب التي تستخدم نظام الإطلاق العمودي، هي أن نظام الإطلاق هذا يسمح بنقل الصواريخ إلى الهيكل، مما يقلل من المقطع العرضي للرادار العائم. وهذا يجعل من الصعب اكتشاف السفينة وبالتالي يزيد من بقائها.

ما هو الإطلاق الساخن والبارد؟

تستخدم أنظمة الإطلاق العمودية كلا الوضعين الساخن والبارد لإطلاق الصواريخ.

بشكل عام، تستخدم منصات الإطلاق الباردة مصدرًا هوائيًا عالي الضغط، يرسل الصاروخ للأعلى وللخارج، ثم ينشط محرك الصاروخ.

تستخدم أنظمة مثل S300 أو Tor، وكلاهما روسي الصنع ومتوفران أيضًا لدی القوات المسلحة الإيرانية، نظام الإطلاق البارد. والشيء الإيجابي في القاذفات الباردة هو أن أمان هذه الأنظمة مرتفع، لأنه في حال حدوث مشكلة، يخرج الصاروخ من القاذفة وتقل احتمالية إلحاق الضرر بمنصة الإطلاق.

في الوقت نفسه، يعد امتلاك تقنية الإطلاق البارد أمرًا حيويًا في إطلاق الصواريخ الباليستية الثقيلة من الصوامع الموجودة تحت الأرض، وكذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز من منصات الإطلاق العمودي من الغواصات. کما تعدّ زيادة الوزن والتكلفة وسلسلة من تعقيدات التصميم والتنفيذ، من بين الجوانب السلبية للقاذفات الباردة.

لكن في أنظمة الإطلاق الساخن، يتم تنشيط الصاروخ داخل الخزان المعني، ويتم إطلاق الحرارة عادةً من خلال مواقع محددة حوله؛ ثم يبدأ الصاروخ في التحرك عموديًا ويبدأ في الطيران.

اليوم، تحظى القاذفات العمودية من النوع الساخن بشعبية خاصة في العالم، وخاصةً في العالم الغربي، وعلی وجه التحديد في معظم القوات البحرية المقربة من الكتلة الغربية، حيث يتم استخدام قاذفات عمودية مع نظام الإطلاق الساخن.

في نظام الإطلاق الساخن، الجانب الإيجابي هو أنه ليست هناك حاجة لأنظمة إضافية لإنتاج الغاز اللازم لإطلاق الصاروخ، وهذه الأنظمة أخف وأرخص من القاذفات الباردة تقريباً.

لکن تكمن مشكلة هذه الأنظمة في أنه نظرًا لتنشيط الصاروخ داخل نظام الإطلاق، فهناك احتمال تدمير الخلايا وإلحاق الضرر بحاملات الصواريخ الأخرى في حال حدوث مشكلة أو انفجار.

بعد الإطلاق الساخن، الإطلاق البارد أيضًا بات تقنيةً محليةً في إيران

في إيران، تعود أنظمة الإطلاق العمودي إلی أنظمة الدفاع Tor و S300 في مجال الدفاع الجوي الروسي، وكلاهما يستخدم نظام الإطلاق.

مع بدء مشروع بناء نظام الدفاع الجوي طويل المدى “باور 373″، بدأ أيضًا موضوع نظام الإطلاق العمودي داخل إيران. ومع تشغيل هذا النظام، نفذت جمهورية إيران الإسلامية أول نظام إطلاق عمودي ساخن.

ثم في المناورات الدفاعية الأخيرة للقوات المسلحة الإيرانية، شهدنا الكشف عن نظام “دزفول” للدفاع الجوي، وهو نوع من النموذج المحلي لنظام “تور إم 1″، ويستخدم تقنية الإطلاق البارد.

ومن خلال تشغيل هذا النظام في المنظمة القتالية للقوات المسلحة الإيرانية، يمكن القول إن كلا من وضعي الإطلاق العمودي قد أصبحا محليين في إيران. ويمكن القول الآن إن الظروف العامة لعمليات الإطلاق الرأسي في إيران قد أصبحت محليةً، وقد زال أحد التحديات الكبرى لإيران، ولا سيما في مجال تطوير السفن الحربية الجديدة. لكن السؤال المهم هو، هل هذه هي نهاية الطريق في مجال الإطلاق العامودي؟

من القاذفات الترکيبية إلى القاذفات الصغيرة الخاصة

الجيل الجديد من القاذفات العمودية يعمل الآن للبحرية الصينية، والذي هو في الواقع مزيج من أنظمة الإطلاق الرأسي الساخن والبارد، ويحمل ويطلق مجموعةً متنوعةً من الصواريخ المضادة للطائرات أو المضادة للسفن أو الهجمات الأرضية.

كما أن امتلاك مثل هذا النظام سيمنح وحدة المستخدم قدرًا كبيرًا من المرونة، ويساعد في حمل واستخدام صواريخ مختلفة في مجموعة إطلاق واحدة.

في الوقت الحاضر، تم تجهيز مدمرات البحرية الصينية من النوع 052D والنوع 555 بنظام الإطلاق هذا، وهي معروفة بالرمز GJB 5860-2006.

لكن النقطة التالية والأخيرة هي الإمكانيات التي ظهرت مع الكشف عن نظام “زوبين” الصاروخي. إذا نظرنا بدقة إلى حجم خلايا إطلاق هذا الصاروخ، فمن الواضح أننا نتعامل مع قاذفة صواريخ صغيرة.

في السنوات الأخيرة، أدى تطوير أنظمة الإطلاق الصغيرة هذه بين الصناعات العسكرية المتقدمة في العالم، إلى إنشاء العديد من الخيارات لمنصات الناقلات الصغيرة، مثل المركبات التكتيكية والمقاتلات المتوسطة والطائرات بدون طيار وغيرها، فضلاً عن حمل مختلف الأسلحة. على سبيل المثال، إذا أردنا الإشارة إلى الخيارات المختلفة المتاحة، فقد يكون صاروخ “الماس” خيارًا جيدًا.

في يوليو من هذا العام، تم الكشف عن النسخة الأرضية لصاروخ “الماس” المضاد للدبابات، في حفل إضافة معدات جديدة إلى القوات البرية للحرس الثوري الإيراني، بحضور اللواء سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني.

وفي وقت سابق أيضًا، تمت إزاحة الستار عن النسخة الجوية لصاروخ “الماس”، الذي يتم إطلاقه من طائرات “أبابيل 3” بدون طيار.

“الماس” هو صاروخ إيراني هجومي من الدرجة الأولى ومضاد للدبابات، ويبلغ مداه 8 كيلومترات؛ والآن مع الجيل الجديد لمنصات الإطلاق العامودي، يمكن تثبيته على مجموعة متنوعة من المنصات البحرية والأرضية للحرس الثوري والجيش الإيراني.

في حال تنفيذ هذا الإجراء وإنتاج قاذفة تحمل صواريخ مضادة للدروع من سلسلة الماس، والتي يتم تجميع أجنحتها ووضعها في هذه الخزانات، ستضاف قوة هجومية كبيرة إلى القوات المسلحة الإيرانية.

لقد تم تطبيق مفهوم مشابه لهذا الأمر في الجيش الأمريكي في تصميم XM501، وبالإضافة إلى ذلك، تبحث القوات المسلحة الحديثة والمهمة الأخرى في العالم بشدة عن قاذفات عمودية صغيرة يتم تركيبها على المركبات التكتيكية والسفن الخفيفة، لتكون قادرةً من خلالها على حمل وإطلاق صواريخ حديثة وبعيدة المدى مضادة للدبابات.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق