التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

ذكريات البلد الجريح 

علي احمد الزبيدي – 

اتذكر في عام (2006) عندما انتقل الحكم من التحالف الوطني حينها وقفت جميع الكتل والمكونات تطالب بتغيير الحكومة وعلى رأسها الدكتور الجعفري فكانت الاوساط الشعبية تقول بأن التغيير سوف يقلب الامور والموازين وينتقل العراق نحو التغيير الكلي بالوضع الامني والاقتصادي ولكن كانت الكفة لصالح الارهاب الاعمى نتيجة اختلاف الفرقاء بينهم فكانت دفة قوى الشر اكبر من المخططات التي رسمتها المرجعية عندما طالبتها القوى السياسية بالتدخل ورسم سياسية البلاد على الاقل في المشورة ليس بالتدخل المباشر.

تغيرت الحكومة برمتها وانقلب الشركاء واختلفت الاوراق وبدأ العداء بين السياسيين وكانت الحكومة ترى ان تكون مسك العصا في الوسط لكي لايدخل البلد نحو نفق مظلم, ولكننا دخلنا نفق مظلم تسيل منه الدماء وتتناثر فيهالاشلاء ويكثر فيه الشهداء والابرياء, بدأنا نعد كم شهيد وجريح في اليوم… الى ان وصلنا حد انتهاء حقبة الطائفية اللعينة وقد ارغمتنا عقولنا على تحمل تلك المأسي المفتعلة من تجار سياسيون يلعبون بدماء الشعب.

انتهت المرحلة الاولى وبدأنا بالمرحلة الثانية وكادت ان تكون الثالة لدولة الرئيس السابق لم يحقق منها سوى الخصام تارة والمصالحة تارة اخرى..

دخل التنظيم الارهابي (داعش) الى محافظاتنا العزيزة (يغتصب ويقتل ويهدد ويوعد) وضحيته كان اناس ابرياء هجروا من مساكنهم والبعض الاخر قتل والاخرين وكعادة الخائن يلتحق بسرب الارهاب ..

نرى اننا اليوم الدولة الوحيدة التي تكثر مصائبها فمن جريمة الى اخرىنقف عند ضحية قاعدة ((سبايكر)) التي ولغاية الان لايعرف الجميع كيف ومتى ولماذا حصل ذلك, هل هو تخاذل.؟ ام مؤامرة كبيرة احاكت على الابرياء الموجودين.؟ ام قوة كهرومغناطيسية اصابت الجنود الذين يصل عددهم (1700) على الاقل طبعاً يجرهم جنود الشيطان يصل عددهم اقل من 10% من عدد الجنود المغدورين, لماذا تم اخذهم بهذه الصورة التي شاهدناها.؟ هل ستغلق القضية كسابقاتها ام ماذا؟ علامات استفهام واحدة تلو الاخرى كالخطاب الذي اعلنه رئيس الحكومة السابق اثناء تسنمه المنصب!! (ان اعداء الامس الاول منهم رمزاً وطنياً والاخر رجل المهمات الصعبة) فهنيئاً لنا هذا التحول ولعله يصب في مصلحة الشعب, لانريد ان تتقاتلوا مرة اخرىوترشقوا بعضكم بالسهام التي كانت جميعها تقع على رؤوس الشعب (المساكين).

الان ومع استمرار عمل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور العبادي نتمنى ان تنتهي الخلافات وان لايرجع البعض منهم ويتذكر الامس وماجرى فيه لانها وكما اسلفت ستقع على رؤسنا.. ايتها الحكومة الجديدة تعلموا (الاخطاء التي كانت في السابق) ارجعوا واقرأوا التاريخ وماهو مطلوب فعله, وبالاساس عدم المجاملة بالحق وتذكروا بأن التاريخ لايرحم احداً (اعملوا وابنوا وانهضوا بالبلد) اقتلوا الارهاب واقلعوه من جذوره لاتعيدوا قتلة العراق الى الساحة, راعوا ظروف البلد واعملوا بمنهاجكم المكتوب على ورقكم الذي اصبح واقعاً يطالبكم فيه الجميع ليرى النور ويزول عنه رماد الماضي.. (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العلي العظيم وصلى الله على نبيه واله اجمعين.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق