الأسرى الفلسطينيين؛ ابطال يفضلون استراتيجية المقاومة خلف القضبان على التسوية
أضرب مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، في الأيام الأخيرة، عن الطعام. وبينما من الممكن لبعض هؤلاء السجناء الاستشهاد في أي لحظة، لا يسمع اي صوت للمنظمات الدولية أو ما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان.
هناك بعض الأسرى الذين يمنع كيان الاحتلال الصهيوني الحرية عنهم، في خطر شديد، ولا يزال مئات الأسرى الفلسطينيين يناضلون للدفاع عن حقوقهم في السجون الإسرائيلية.
وفي السياق رفضت محكمة إسرائيلية، الإثنين، مجددا، الإفراج عن أسير فلسطيني مضرب عن الطعام منذ 124 يوما، اعتراضا على اعتقاله الإداري.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت، للمرة الرابعة، التماسا للإفراج عن الأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 124 يوما.
وأضافت في بيان: “ما تسمى بمحكمة الاحتلال العليا رفضت مساء اليوم (الإثنين)، الالتماس المقدم للإفراج عن الأسير المضرب عن الطعام كايد الفسفوس”.
وذكرت الهيئة أن الأسير الفسفوس “بوضع صحي حرج وقد يستشهد بشكل مفاجئ”.
وأشارت إلى أن هذا الالتماس هو الرابع الذي يقدم للأسير من قبلها خلال فترة إضرابه عن الطعام “وسط حالة من اللامبالاة والإجرام والاستهتار المتعمد بحياته من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية”.
ووفق الهيئة، فإن الأسير الفسفوس يحتجز حاليا في مستشفى “برزلاي” الإسرائيلي و “يقترب من الموت المفاجئ في كل دقيقة”.
والأسير الفسفوس (32 عاما) من بلدة دورا جنوبي الضفة الغربية، ومعتقل إداريا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020.
والاعتقال الإداري حبس بأمر عسكري من دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد 6 شهور قابلة للتمديد دون سقف زمني.
وإضافة إلى الأسير الفسفوس، يواصل 4 أسرى إضرابهم عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري وهم:
– علاء الأعرج، مضرب لليوم (100) على التوالي، ويقبع في سجن عيادة الرملة ويجري نقله إلى المستشفيات من حين إلى آخر.
– هشام أبو هواش، مضرب لليوم (91) على التوالي، ويقبع في سجن عيادة الرملة ويجري نقله إلى المستشفيات من حين إلى آخر.
– عياد الهريمي، مضرب لليوم (55) على التوالي، ويقبع في سجن عيادة الرملة.
– لؤي الأشقر، مضرب لليوم (38) على التوالي، ويقبع في زنازين سجن “مجدو”.
ويُشار إلى أنّ سلطات الاحتلال تحاول من خلال المماطلة بالاستجابة لمطلب الأسرى المضربين، إيصالهم إلى مرحلة صحية حرجة تتسبب لهم بمشاكل صحية يصعب علاجها لاحقاً.
وفي السياق أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن الأسير كايد الفسفوس المضرب عن الطعام منذ حوالي (122) يوماً، بحالة صحية صعبة للغاية.
وقال “إن الأطباء ومنهم الأطباء الإسرائيليين، أكدوا بأنه في أي لحظة ممكن أن يفقد كايد حياته، وأنه في حالة شبه غيبوبة بين فترة وآخرى”.
وأضاف: “أن الحكم الإداري للأسير كايد مجمد، لكنه مازال مضرب عن الطعام، وفي حال فك إضرابه فإن الاحتلال قد يعيد له حكم الاعتقال الإداري مع أن الحكم ينتهى في أواخر كانون الأول/ ديسمبر لهذا العام”.
وتابع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين: “نحن كهيئة نحاول خلال الأسبوع الجاري رفع أكثر من قضية، من أجل محاولة الإفراج عن الأسير كايد الفسفوس، وذلك نتيجة لتدهور حالته الصحية”.
وأشار إلى أن الأسرى الآخرين الذين لا زالوا مضربين عن الطعام ولفت إلى أن الحالة الصحية لعلاء بدأت تسوء، كذلك الأمر لأبو هواش لأنهم مازالو مضربين عن الطعام فوق ثلاثة أشهر.
وقد رصدت هيئة شؤون الأسرى الكثير من الحالات من الأسرى داخل السجون تسببت لهم الأصابات بأعاقات دائما حيث هناك مايقارب 85 حالة خلال السنتين الأخيرة كانت مثالا حياً عن نوعيه الأصابات التي تعرض لها الأسرى خلال الأعتقال , ولم يقف الأمر على ذلك بل أستمرت في اضطهاد الأسرى وأنتهاك حقوقهم الأنسانية التي ننظمتها القانون الدولي الأنساني والتي هي كفيله في تكريس الحماية للفئات المذكورة في اتفاقيات جنيف الأربعة والمحمية وفق أحكام هذه الاتفاقيات، من خلال إلزام القوات المتحاربة، وقوات الاحتلال بواجب الامتناع عن القيام بأفعال محددة كحظر إخضاعهم للعقوبات الجماعية، وحظر القيام بهدم وتدمير المنازل والممتلكات (منازلهم وممتلكاتهم) وحظر إخضاعهم للمعاملة الحاطة بالكرامة، وحظر إخضاعهم للتعذيب وغيره من الممارسات اللاانسانية، وحظر وضع السكان في ظروف معيشية صعبة، وحظر الانتقام منهم. وهذا مانصت عليه بالأصل والذي فيه خرقا واضحا لأهم أهداف القانون الدولي الأنساني كاتفاقية لاهاي المتعلقة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية لعام 1907, اتفاقيات جنيف الأربعة.
لا يقف الأمر على ذلك ولكن ما ظهر على الأعين الدولية والمحلية كحاله والأسير الطفل محمد خضر الشيخ الذي أصيب بثماني رصاصات رصاصة استقرت بالقلب قرب الشريان التاجي من قلبه بقيت ترافقه، وتشكل الخطر الأكبر على حياته. ورصاصة باليد اليسرى و6 رصاصات بالظهر ورصاصة بالقالون والمعدة.
الأسير الشاب أيمن الكرد والتي تعتبر نموذجا مؤسفا لأنتهاكات وقسوة الأحتلال , حيث أن أيمن 13 أصيب رصاصة من مسافة قريبة منهن ثلاث رصاصات في أسفل الظهر تسببت له بشلل في قدمية .
ولم يقف الأمر بأستهداف الأطفال والشابات ولكن أيضا الشابات والفطلات كالاسيرة ارة نورهان عواد القا صر في حينها والتي أصيبت بعدة رصاصات في الفخذ الأيسر، والبطن، ويدها اليسرى، وما تزال حتى اليوم تعاني آثار الإصابات .
إن نضال الأسرى الفلسطينيين في مواجهة صمت المؤسسات الدولية يفضح جرائم كيان الاحتلال امام المتشدقين بالحرية في العالم. وعلى الرغم من إضراب مئات الأسرى الفلسطينيين عن الطعام، لم يتخذ المجتمع الدولي أي إجراء لإنهاء الجرائم الصهيونية بحق الأسرى الفلسطينيين. خطوة من شأنها أن تلحق العار بالمجتمع الدولي.
يعكس إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام حقيقة أنه حتى الأسرى، باعتبار أنهم معتقلون في سجون الكيان الصهيوني، يؤمنون باستراتيجية المقاومة ضد الكيان الغاصب ويفضلون المقاومة خلف القضبان على التسوية.
كما أظهرت المقاومة الفلسطينية جانباً صغيرا من قوتها في الأيام الأخيرة بإعلانها أن لديها أسرى من الكيان الصهيوني خارج حدود فلسطين. في الحقيقة أن المقاومة الفلسطينية لديها القدرة على فرض معادلات جديدة على كيان الاحتلال إذا استمرت جرائمه بحق الأسرى. لذلك تحمل الأيام القادمة مفاجأة كبيرة للصهاينة.
المصدر/ الوقت