التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 25, 2024

شراء المغرب منظومة “باتريوت”.. حليف جديد يقع في مصيدة الأكاذيب الأمريكية 

وافق البنتاغون الأمريكي على صفقة بين شركة “لوكهيد مارتن”، والمغرب لتزويده بنظام الدفاع الجوي لنشرها على الحدود مع الجزائر. حيث أكدت شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية وهي أكبر منتج للأسلحة في العالم حصولها على موافقة البنتاغون على تسليم المغرب منظومة الدفاع الجوي “باتريوت”.

ونقل موقع “إنسايد ديفينس” المتخصص بالشؤون الدفاعية، تصريح نائب رئيس الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل لشركة “لوكهيد مارتن” لمكافحة الحرائق، سكوت أرنولد، الذي قال “إن خط إنتاج (PAC-3 MSE) الجديد في كامدن، أركنساس، “سيكون جاهزا العام المقبل لدعم الطلب القوي على نظام الدفاع الجوي العالي السرعة، صاروخ أرض – جو”.

وتابع أرنولد في تصريحات لموقع “إنسايد ديفينس” خلال المؤتمر السنوي لرابطة الجيش الأمريكي: “نحن نزيد معدل إنتاجنا إلى 500 صاروخ سنويا لمواكبة الطلب محليا ودوليا”.

كما أشار الموقع أن المغرب سيتسلم منظومة Patriot Pac-3 MSE عام 2022 رفقة خمس دول عربية أخرى، هي السعودية، الإمارات، قطر، الكويت والبحرين، إلى جانب عدد من بلدان أوروبا وآسيا.

وذكر موقع إخبارية عالمية أن وزارة التجارة الأمريكية أعلنت بشكل رسمي، في ديسمبر العام الماضي أن صفقات الأسلحة والمعدات العسكرية بين واشنطن والرباط تشمل منظومة الدفاع الجوي “باتريوت” القادرة على “التصدي لتهديد الطائرات والصواريخ الباليستية”، وهوالاتفاق الذي جرى في عهد إدارة الأمريكي الرئيس السابق دونالد ترامب، لكنه كان يحتاج لموافقة البنتاغون لإتمامه، الأمر الذي تحقق بعد تولي الرئيس الحالي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة.

والباترويت هو منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع أرض-جو يستعمل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من حلفائها، يصنع النظام من قبل شركة رايثيون الأمريكية. حل الباترويت محل كل من نظام (نايك-هرقل) للدفاع العالي والمتوسط ونظام إم آي إم-23 هوك التكتيكي للدفاع المتوسط فضلا عن دوره كنظام مضاد للصواريخ الباليستية (TBM) وهي مهمته الرئيسية في الوقت لحاضر.

ويستعمل الباترويت أنظمة للصواريخ الجوية الاعتراضية وأنظمة رادار حيث تم تطويره في رد-ستون الباما والتي قامت مؤخرا بتطوير نظام(Safeguard) سيف-جارد (TBM) وبضمنه صاروخي سبارتان (Spartan) وسبرنت (Sprint).

وتأتي هذه الموافقة في ظل حديث عن مواجهة محتملة بين جبهة “البوليساريو” والقوات المسلحة المغربية في الصحراء منذ تدخل هذه الأخيرة لطرد قوات البوليساريو من منطقة الكركارات في 13 نونبر 2020، لكنها تتزامن أيضا مع ارتفاع حدة التوتر مع الجزائر.

وتأتي الموافقة الأمريكية على تسليم منظومة “باتريوت” للمغرب من أجل تحقيق التوازن مع منظومة الصواريخ الروسية “إس 400” التي اقتنتها الجزائر من روسيا، وسط حديث متزايد عن رغبة المغرب في الحصول على منظومة القبة الحديدية من الكيان الصهيوني، التي يحل وزير الحرب الاسرائيلي، بيني غانتس، بالرباط الأسبوع المقبل، حيث سيلتقي وزير الخارجية ناصر بوريطة، والوزير المنتدب المكلف بالدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، وسيوقع مع هذا الأخير اتفاقيات للتعاون الدفاعي.

تجيد الإدارة الأمريكية المتعاقبة، زرع الفتن وبذر بذور الخلافات والحروب بين الدول، وخاصة في الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج الفارسي تحديدًا، والآن في الاتحاد المغاربي، لبيع منتوجات صناعاتها الحربية، ولا تدري في الوقت نفسه أنها بهذه السياسة المالية الابتزازية تخدم خصمها الروسي حاليا، والصين حاضرا، ومستقبلا.

وروجت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب للخلاف مع إيران ونظريّة قُرب اشتعال المُواجهة معها، وخطورة صواريخها على دول الخليج الفارسي لحلب هذه الدول وبيع صفقات أسلحة لها بمئات المليارات من الدولارات، والآن تستخدم إدارة بايدن الأُسلوب نفسه لإشعال فتيل الحرب والتسلح بين المغرب والجزائر في شمال إفريقيا.

أثبتت التجارب الميدانية تراجع الباتريوت، فصواريخ “الباتريوت” الأمريكيّة فشلت فشلًا ذريعًا في التصدّي لصواريخ حركة “أنصار الله” اليمنيّة الباليستيّة والمُجنّحة التي استهدفت العمق السعودي، أما نسختها الإسرائيليّة “القبب الحديديّة” فمُنيت بهزيمةٍ مُهينة ومُذلّة في حرب غزّة الأخيرة في أيّار (مايو) الماضي التي استمرّت 11 يومًا، ولو طال أمدها بضعة أسابيع لوصلت صواريخ المُقاومة إلى كُل بقعة في العُمُق الفِلسطيني المُحتل، بما في ذلك أكبر ميناءين في حيفا وأسدود، ولا نتحدّث هُنا عن مطاري اللد (بن غوريون) و”رامون” في النّقب اللذين أغلقا أبوابهما منذ الصاروخ الأول.

يتراجع التفوق العسكري الأمريكي ومن المؤسف أن حلفاء أمريكا العرب ما زالوا يقعون بسهولة في مصيدة الأكاذيب الأمريكية، والآن الإسرائيلية، وضخ مئات المليارات لشراء هذه الأسلحة “الخُردة” والاستفادة من التجارب العملية في العمقين السعودي والإسرائيلي.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق