التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

فيصل المقداد في طهران.. خطوة مشتركة نحو مرحلة جديدة 

وزير الخارجية السوري يزور طهران. كان هذا الخبر الذي نشرته وسائل الإعلام المحلية الإيرانية الأحد نقلاً عن مصادر سياسية في وزارة الخارجية. بالإضافة إلى الموضوعات التي سيتم بحثها، فإن هذه الزيارة مهمة أيضا من الناحية الرمزية لأنها أول زيارة لمسؤولين سوريين رفيعي المستوى إلى إيران خلال رئاسة السيد إبراهيم رئيسي وتولي حسين أمير عبد اللهيان وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية.

عملت إيران وسوريا، بصفتهما عضوين في التحالف الكبير للمقاومة، في السنوات التي أعقبت عام 2011، بشكل وثيق ومشترك لهزيمة الفتنة الغربية والعربية والعبرية ضد السلطة الحاكمة في سوريا وخلق أزمة إرهاب في المنطقة. ونتيجة هذا التعاون، أعيد الاستقرار إلى سوريا (بما في ذلك العراق وسوريا)، وتعزز العلاقات بين البلدين وتوسعت إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية. وعليه، فإن الزيارات المتكررة لمسؤولي البلدين في السنوات الأخيرة هي مؤشر على الاتجاه المتنامي للتعاون القائم على سياسة استراتيجية في السياسة الخارجية لإيران وسوريا.

الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع طهران في سياق الانفتاح العربي على سوريا

تحمل زيارة فيصل المقداد لطهران، رسالة عن العلاقة الوثيقة بين الحليفين الاستراتيجيين في منطقة غرب آسيا، في وقت يتجه فيه المناخ السياسي العربي والدولي بسرعة نحو مد جسور أمام العلاقات الدبلوماسية مع دمشق واعادة قبول النظام السوري كعضو شرعي في النظام الدولي.

توجهت الحكومات العربية الواحدة تلو الأخرى خلال الأشهر الأخيرة لتطبيع العلاقات وإعادة فتح سفاراتها في سوريا، وبات هناك حديث عن إمكانية عودة سوريا إلى الجامعة العربية في قمة الجزائرية المقبلة.

وفي هذا الوضع، يعتقد البعض أن التهدئة السياسية مع سوريا، إلى جانب الوعود بالمشاركة في إعادة الإعمار الاقتصادي لهذا البلد، حتى احتمال عودة مقعد جامعة الدول العربية إلى حكومة بشار الأسد، تهدف جميعها إلى ايجاد توازن أمام نفوذ إيران في العالم العربي والتحالف الاستراتيجي بين طهران ودمشق.

بعبارة أخرى، أدى اندماج سوريا في محور المقاومة وتعاون دمشق الواسع مع طهران في فترة ما بعد الأزمة إلى انتقادات واسعة النطاق بين السياسيين العرب لتصرفات حكوماتهم تجاه الحكومة السورية، الأمر الذي دفعهم إلى الوحدة والتقارب من محور المقاومة وطهران أكثر من ذي سبق.

وبينما لم يمض وقت على الزيارة الصاخبة لوزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق، تحمل زيارة وزير الخارجية السوري إلى طهران رسالة حول اهتمام النظام السوري الكامل بالحفاظ على العلاقات وتوسيعها مع طهران وفي المقابل دعم الجمهورية الإسلامية لتحسين علاقات الدول العربية مع دمشق في اتجاه اجتياز الأزمة بالكامل.

وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد قال في وقت سابق عن العلاقات بين البلدين إن سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية تتمتعان بعلاقات طبيعية وأن بلاده أعادت “التوازن” في المنطقة فيما يتعلق بإيران.

بالطبع المحادثات وضرورة التنسيق بين الجانبين حول الوضع الجديد في المنطقة وسوق التهدئة الساخن والقضايا ذات الصلة (مثل خلافات إيران مع دول الخليج الفارسي حول الأزمة اليمنية) وحتى إمكانية تبادل الرسائل الدبلوماسية بوساطة دمشق يمكن أن يكون جزءًا آخر من أهداف زيارة وزير الخارجية السوري إلى طهران.

اهتمام خاص بالتعاون الاقتصادي في الزيارات الدبلوماسية

بعد تجاوز الحكومة السورية وشعبها فتنة الجماعات الإرهابية والأزمة الأمنية، بات بذل الجهود لإعادة الوضع الى مرحلة ما قبل الأزمة وتوفير وسيلة للاجئين للعودة إلى مناطقهم من خلال دفع قضية إعادة الإعمار الاقتصادي، بشكل جاد على أجندة الحكومة السورية.

تعتبر إيران، بوصفها الشريك الاستراتيجي لسوريا، من أهم اللاعبين في مشهد إعادة الإعمار، وقد أعلن المسؤولون الإيرانيون مرارا الاستعداد التام للمشاركة في إعادة إعمار سوريا.

بدأت الحكومة الإيرانية الجديدة، جهودها لتسريع عملية التعاون الاقتصادي بناء على سياسة إعطاء الأولوية لتوسيع التعاون الاقتصادي مع الجيران

وفي هذا الصدد، ترأس وزير الصناعة والمناجم والتجارة الأسبوع الماضي وفداً اقتصادياً رفيع المستوى إلى سوريا.

وخلال هذه الزيارة، بالإضافة إلى افتتاح مركز التجارة الإيراني في دمشق وعقد اللجنة التجارية المشتركة بين البلدين، جرت محادثات ثنائية حول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والصناعي وزيادة التجارة وتبادل السلع والمواد اللازمة لسوق البلدين للتغلب على آثار العقوبات الجائرة المفروضة على الشعبين.

وفي الوقت الراهن، لا يساوي مستوى العلاقات الاقتصادية بأي حال الامكانيات الاقتصادية والعلاقات السياسية الاستراتيجية بين البلدين. يذكر أن رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس كان قد قال عشية زيارة فيصل المقداد إلى طهران: إن التعاون الاقتصادي يجب أن يكون على نفس مستوى العلاقات السياسية الاستراتيجية بين سوريا وإيران.

وبلغ الميزان التجاري بين إيران وسوريا في عام 2020 170 مليون دولار ، وسيصل بحسب كيوان كاشفي رئيس غرفة التجارة الإيرانية السورية المشتركة، إلى 300 مليون دولار هذا العام وسيصل إلى مليار دولار في المستقبل القريب.

وقال وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر الخليل عقب استقبال فاطمي أمين: تركز هذه الزيارة على الجانب الاقتصادي في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار. وبناءً عليه، ينبغي دائما الاهتمام والتركيز على جهود توسيع التعاون الاقتصادي كجزء مهم من الزيارات الدبلوماسية للمسؤولين السوريين والإيرانيين.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق