التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

كتائب القسّام تطلق مناورات “درع القدس”.. الرسائل والدلالات 

– أطلقت “كتائب عز الدين القسّام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الأربعاء، مناورات عسكرية تهدف إلى “رفع الجاهزية القتالية”.

وأوضحت “كتائب القسّام”، على موقعها الرسمي، أن المناورات تحمل اسم “درع القدس”، مشيرة إلى أنها “تحاكي سيناريوهات مختلفة”.

واعتبرت الكتائب أن هذه المناورات تأتي ضمن سلسلة من التدريبات العسكرية المتواصلة لمحاكاة مختلف أشكال العمليات القتالية.

ونشرت “كتائب القسّام”، تسجيلًا مصورًا “برومو”، يظهر التدريب على استخدام الأسلحة والتمويه، فيما لم تكشف في بيانها، عن مدة هذه المناورات أو أعداد المشاركين فيها.

لم تتوقف كتائب القسام عن إجراء مناورات في مستويات متعددة بقصد رفع مستوى الأداء في الميدان وتعزيز التنسيق ما بين الوحدات والفصائل والسرايا المشاركة، وهذا ما تجسد في المعارك والحروب التي خاضتها وانتصرت فيها.

جزء من هذه المناورات والتي تنفذ داخل السرايا والكتائب لا يُعلن عنها بالعادة وتتم تحت ستار الصمت بهدف إكساب الخبرات وتعزيز التنسيق بين الطاقات الذهنية والجسدية لدى المقاتلين وتعميق حرفية القادة الميدانيين في إدارة المعركة وإعطاء التوجيهات والإرشادات المقتضبة الواضحة وسهلة الفهم والتطبيق.

الاسم الذي اختارته قيادة أركان كتائب القسام يحمل اسم “درع القدس” وهذه مسألة فيها دلالة وارتباط كبير بالقضية الوطنية المركزية التي تتصدر أولويات كتائب القسام التي خاضت معركة كبيرة من أجلها قبل عدة أشهر حينما لقنت العدو درسا لن ينساه في معركة “سيف القدس”، وهذا الاسم الذي يُشير إلى القدس يأتي لتذكير قيادة الاحتلال بلجم مستوطنيها وسفلة قومها عن مواصلة انتهاك المقدسات في القدس فجولة الدفاع عن أولى القبلتين لم تنتهِ بعد.

تطلق كتائب القسام درع القدس دلالة على أن المسافات تضيق وأن الأوقات تتقلص وأن أصوات العظام التي تتكسر تُسمع، فلم يعد يفصل الفلسطينيين عن معارك التحرير بعد زمان ولا مكان، فالاسم دلالة على الهدف والاستراتيجية، والتوقيت حُدد بعناية وقصد يحمل رسائل متعددة للفلسطينيين والعرب والمسلمين وأحرار العالم ألّا يسلموا بقدر المقتول، وأن يعملوا ويحملوا السلاح ويتدربوا عليه ويتجهزوا ليوم الفصل حتى يَقتلوا من العدو ولا يُقتلوا.

تحمل هذه المناورات رسائل واضحة وقاطعة من المقاومة أن مماطلة الاحتلال في عقد صفقة ربما يدفع المقاومة لتعزيز أوراقها التفاوضية، إلى جانب تحديد أفضل الإنجازات العسكرية التي يمكن تحقيقها في حال تحامق العدو واقترب من مواقع المقاومة تكون في وعي وذهن المقاتلين على مستوى الأفراد والتشكيلات أن أسر جندي قد يكون إنجازاً تكتيكياً سرعان ما يتحول لذخر استراتيجي يُمكن المقاومة من تحقيق أهداف عسكرية وسياسية من درجة أولى.

مناورة “درع القدس” تحمل في طيّاتها العديد من الدلالات المهمّة، أبرزها أن القوة العسكرية التي راكمتها حركة حماس على مدار 34 عاماً منذ انطلاقتها تمثل الدرع الحامي والسلاح الواقي للشعب الفلسطيني، لحمايته من تغوّل الاحتلال الصهيوني، والمحافظة على حقوق الشعب الفلسطيني والانتصار لثوابته.

وكما أشهرت المقاومة سيف القدس في المعركة الأخيرة ضد الاحتلال الصهيوني في أيار الماضي، انتصاراً للأقصى والقدس، وكما تحدّت المقاومة الاحتلال وانتصرت للأسرى داخل السجون، ورسّخت أسماء أسرى الحرية الستة من سجن جلبوع في قائمة الصفقة المرتقبة، فإنها اليوم حاضرة بقدرات أعظم، وإمكانات أكبر في مناورة “درع القدس”، لتبرهن من جديد أنها تمكّنت من ترميم ما ناله الضرر في المعركة الأخيرة، وهي على جاهزية كاملة لهزّ كيان الاحتلال الإسرائيلي من جديد، وتلقينه درساً قاسياً إذا ما تمادى في تغوّله على شعبنا.

حماس اليوم في عقدها الرابع، أصبحت تفرض معادلات على الاحتلال الصهيوني، وتغيّر من أجنداته، وتبدل في أهدافه، ليفكّر ألف مرة قبل أن يتغوّل على شعبنا ومقدساتنا، وقد جاءت “درع القدس” اليوم لتقول للاحتلال الصهيوني إن سيف القدس الذي استلّته كتائب القسام في المعركة الأخيرة لا يزال مشرعاً وماضياً ولن يُغمد بإذن الله، وما العمليات الفردية، بالطعن والدهس، والاشتباكات والمقاومة الشعبية، في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلا امتداداً لمفاعيل معركة “سيف القدس” المفتوحة.

تأتي مناورة “درع القدس” بعد 34 عاماً من الجهاد والتضحية، ومن معركة الإعداد والتجهيز التي قدمت كتائب القسام على طريقها عشرات الشهداء، وصولاً لهذه القدرات والإمكانات بيد القسام، لترسم بالنار والبارود مسار التحرير والعودة، ولتؤكد أن استمرار الاعتداء على الشعب الفلسطيني من شأنه تفجير الأوضاع من جديد في وجه الاحتلال، وبقدرات أعظم، وإمكانات أكبر، وضربات أشدّ وأقسى.

إن القدرات القتالية والاستخبارية، والمديات الصاروخية التي يمتلكها جند القسام، تدلّل على حجم الإعداد والتجهيز لمعركة التحرير القادمة، وإن الجماهير الفلسطينية التي خرجت في مختلف مناطق قطاع غزة والضفة الغربية، وبعض مخيمات اللجوء والشتات والساحات، تمثّل استفتاءً جديداً على شرعية حماس المستمدة من فعلها الثوري المقاوم، وإن كل محاولات حظرها أو استئصالها ستبوء بالفشل أمام قوة إرادة الجماهير، وصلابة موقفها وثباتها، وهي اليوم أقوى شكيمةً وأعظم ثباتاً، وأكثر إصراراً على تحقيق أهدافها المشروعة في دحر الاحتلال، وتحرير الأرض والإنسان.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق