التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

ترامب يفضحها علناً… قطيعة في العلاقات بين اليهود الأمريكيين ويهود الكيان الإسرائيلي 

أعلن الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق دونالد ترامب أن اليهود في أمريكا “لا يهتمون بإسرائيل واللوم يقع على ميلهم للتصويت للديمقراطيين”، وأنهم يكرهون تل أبيب، وذلك في مقابلة أجراها مع الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، نُشر أول أجزائها الجمعة 18 ديسمبر/كانون الأول 2021.

وخلال المقابلة أعلن ترامب عن خيبة أمله وانزعاجه من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو بعد أن سارع الأخير لتهنئة جو بايدن بانتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.

اليهود الأمريكيون يكرهون تل أبيب

قال ترامب إن “الشعب اليهودي في الولايات المتحدة إما إنه لا يحب إسرائيل أو لا يهتم بإسرائيل، وأقول لكم إن المسيحيين الإنجيليين يحبون إسرائيل أكثر من اليهود في هذا البلد”.

كما زعم الرئيس السابق ترامب أن “إسرائيل” كانت تتمتع “بسلطة مطلقة على الكونغرس”، لكنّ الرئيسين، الحالي بايدن والأسبق باراك أوباما، والديمقراطيين واليهود الذين يصوتون لهم، هم مَن خانوا إسرائيل”.

وفي هذا السياق أشار ترامب إلى أن الديمقراطيين في الولايات المتحدة “قللوا من دعمهم لإسرائيل لصالح الفلسطينيين”. وتابع: “يجب أن أكون صادقاً، إنه شيء خطير للغاية يحدث”.

يذكر أنه في عام 2019، اشتكى ترامب أيضاً من دعم اليهود الأمريكيين للديمقراطيين. يُشار إلى أن غالبية استطلاعات الرأي تُظهر أن غالبية اليهود الأمريكيين يصوتون للديمقراطيين.

نتنياهو أصبح عدو ترامب

في سياق متصل، وفي تسجيلات له أيضاً، انتقد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بنيامين نتنياهو مراراً، وذلك بسبب تهنئته للرئيس جو بايدن بعد انتخابه، وذلك وفقاً لمقابلة نشرتها الجمعة صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.

قال ترامب: “أول شخص هنأ [بايدن] هو بيبي نتنياهو”، مشيراً إلى نتنياهو بلقبه، وقال ترامب للصحفي الإسرائيلي باراك رافيد خلال مقابلة: “اتفاقيات أبراهام وإعادة تشكيل الشرق الأوسط”.. الرجل الذي فعلتُ من أجله أكثر من أي شخص آخر، فعل ذلك”، وأضاف ترامب: “لم أتحدث معه منذ ذلك الحين، اللعنة عليه”.

الاتفاق النووي مع إيران

على النقيض من ادعاء ترامب أن نتنياهو سارع إلى تهنئة بايدن، ورد أن نتنياهو تأخر 12 ساعة في الانضمام إلى تهنئة قادة العالم، بل تجنب الإشارة إلى بايدن كرئيس منتخب خلال مؤتمر صحفي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قائلاً بدلاً من ذلك: “من المفترض أن يتم تعيين بايدن الرئيس المقبل”.

في حين قال ترامب: “أستطيع أن أخبرك بأن الناس كانوا غاضبين للغاية منه عندما كان أول من يهنئ بايدن”.

في مقتطفات نشرها موقع والا العبري، يوم الجمعة، قال ترامب: “إن نتنياهو حث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على عدم التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران”، وواصل ترامب زعمه أن قراره إلغاء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران كان بسبب علاقاته مع “إسرائيل”.

قال ترامب: “أعتقد أن إسرائيل ربما كانت قد دُمرت الآن، لو لم ينسحب من الاتفاق النووي”.

المجتمع اليهودي في أمريكا

يشكل ما يقارب 6 ملايين يهودي في الولايات المتحدة الأمريكية ثاني أكبر تجمع لليهود في العالم بعد فلسطين التاريخية المحتلة. وفي حين فضل الكثير، ولا زالوا يفضلون البقاء في الولايات المتحدة رغم الإغراءات الإسرائيلية، فإنهم استمروا بدعم الكيان الإسرائيلي كغيرهم من “يهود الشتات” سياسياً وإعلامياً واقتصادياً، وهذا الأخير، بحسب دراسة نشرتها وزارة الشتات بحكومة الاحتلال العام الماضي دعم يشكل: “6.35% من الزخم الاقتصادي الإسرائيلي مرتبط بأنشطة وتبرعات يهود الشتات، بما يعادل قرابة 25 مليار شيكل سنوياً، ما يعني أنه في حال تم وقف المساهمات والتبرعات اليهودية الأمريكية وغيرها، سوف تفقد إسرائيل مورداً مهماً للدعم”.

و منذ منتصف عام 2017، ظهرت إلى العلن الخلافات الواضحة بين الجالية اليهودية في الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي في مسألتي الحائط الغربي وقانون الهجرة، حيث قررت حكومة (بنيامين نتنياهو) بالنسبة للمسألة الأولى تجميد “التسوية بشأن الحائط الغربي” في ظل ضغط الأحزاب الدينية الأرثوذكسية في الكيان الإسرائيلي الموجهة ضد ممارسة الحرية الدينية في جهة الصلاة الخاصة باليهوديات وإلغاء الصلاة المختلطة بين الرجال والنساء أمام حائط البراق، الأمر الذي يتعارض مع مواقف التيارات اليهودية الأمريكية التي يغلب عليها الطابع الليبرالي الإصلاحي. وبالنسبة للمسألة الثانية، جمدت حكومة (نتنياهو) قانون “اعتناق اليهودية الخاص”، حيث كان يسمح للحاخامات الأرثوذكسيين الأمريكيين بأن يجروا عملية اعتناق اليهودية للكثير من الناس في الولايات المتحدة. ويعتبر القانون الخاص هذا مهماً جداً بالنسبة لليهود الأمريكيين، لأن مَن يخضع لعملية اعتناق اليهودية وفق الطريقة الأرثوذكسية يمكن أن يكون مواطناً في إسرائيلياً بموجب ما يسمى “قانون العودة”، والآن لا تعترف المؤسسات الإسرائيلية بالأمريكيين الذين يعتنقوا اليهودية وفق القانون آنف الذكر، ولن تسمح لهم بالهجرة إليها والحصول على جنسيتها.

انقسامات عميقة بين اليهود في أمريكا وتل أبيب

كشف استطلاع جديد أجرته أيضا اللجنة اليهودية الأمريكية عن انقسامات عميقة بين يهود إسرائيل ويهود أمريكا، خاصة فيما يتعلق بسياسة الرئيس الأمريكي (دونالد ترمب)، وقد سلط الضوء على الانشقاق المتنامي بين أكبر جماعتين يهوديتين في العالم هما اليهود الأرثوذوكس واليهود من تياري الإصلاحيين والمحافظين، الذين يشكلون الغالبية العظمى من اليهود الأمريكيين. ووفقا للاستطلاع فإن “%77 من اليهود الإسرائيليين يوافقون على توجهات ترمب مع العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، في حين وافق %34 فقط من اليهود الأمريكيين”. ورفض “%57 من اليهود الأمريكيين طريقة تعامل ترمب، بينما رفضها 10% فقط من يهود إسرائيل”.

انتقادات لضعف العلاقات بين اليهود من داخل تل أبيب

قال كاتب إسرائيلي إن “كبار أعضاء الجالية اليهودية الكبيرة في الولايات المتحدة لا يعرفون أسماء المرشحين الإسرائيليين في الانتخابات الحالية، ولا يوجد حتى تقرير عن مرشح جديد لمنصب القنصل الإسرائيلي في نيويورك؛ لأنه ببساطة لا توجد قيادة إسرائيلية”.

وأضاف شلومو شامير، بمقاله بصحيفة معاريف أن “الوضع القائم يعني أننا أمام شعبين يهوديين: في الولايات المتحدة و الكيان الإسرائيلي، وأننا أمام أزمة في العلاقة بينهما، إلى ما قبل الانفصال، حيث لا توجد روابط بينهما، ولم يكن هناك تقارب يجمعهما في السنوات الأخيرة، ما يؤكد أنه يوجد في الكيان الإسرائيلي والمجتمع اليهودي في الولايات المتحدة شعبان بمقياسين مختلفين، أهدافهما منفصلة، وتسمياتهما متناقضة”.

وأكد أن “اليهود الذين يقيمون داخل الكيان الإسرائيلي ليسوا هم اليهود الذين يعيشون في الشتات، وهذه الخلافات نشأت وتشكلت وتكثفت في السنوات الأخيرة، وأصبحت حقيقة واقعة، وتؤكد أننا أمام خلافات وتناقضات بين الشعبين، يهود إسرائيل المنغمسون في حملة انتخابية صاخبة ومضطربة، ومنشغلون بها، وهي الرابعة في أقل من عامين، وآخر قضية تهم أي شخص في الساحة السياسية الإسرائيلية هي الجالية اليهودية في الخارج”.

وأوضح أنه “بعد التغيير الجذري في المستويات العليا للإدارة في واشنطن، مع رئيس ديمقراطي في البيت الأبيض، واستيلاء ديمقراطي على كلا المجلسين: الكونغرس ومجلس الشيوخ، يشعر المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة بأنه منخرط سياسيا، وقادر على ممارسة التأثير. أما في الكيان الإسرائيلي، فإن التصريحات والوعود التي يسوقها قادة الأحزاب المتنافسة لا تذكر، ولا حتى بإشارة، وجود جالية يهودية كبيرة في الولايات المتحدة”.

وأكد أنه “إذا كان السياسيون الإسرائيليون يتجاهلون وجود ستة ملايين يهودي في الولايات المتحدة، خاصة أغلبيتهم الكبيرة في نيويورك، فإنهم يعتبرون آثمين في هذا التجاهل والإهمال، لأنه لم يخطر على بال أي من قادة الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة أن يعلن عن بدء الاتصال والتعاون بين الكيان الإسرائيلي ويهود الولايات المتحدة”.

وكشف أنه “منذ ما يقرب من عام لم يكن لنيويورك، حيث توجد أكبر جالية يهودية في الولايات المتحدة والشتات، قنصل عام إسرائيلي، وهو منصب مرموق ومطلوب، ويساهم بشكل كبير في وجود الكيان الإسرائيلي في الحياة المجتمعية الأمريكية”.

ونقل عن مسؤول يهودي كبير أنه “لا توجد شخصية إسرائيلية واحدة اليوم، في السياسة والجيش وأي مجال آخر، معروفة ومقبولة وتثير الفضول والاهتمام في عيون اليهود الأمريكيين، مع أني أتذكر كيف تم استقبال عسكريين ووزراء وسياسيين إسرائيليين بحماس في نيويورك، وقفت طوابير لرؤيتهم، والاستماع لخطاباتهم، لكني منذ سنوات لا أتذكر زيارة من شخصية من الكيان الإسرائيلي إلى نيويورك أثارت الاهتمام”.

وأكد أن “من دلائل القطيعة القائمة بين يهود إسرائيل وأمريكا أن بيني غانتس شخصية مجهولة، وغدعون ساعر لا يعني شيئا لهم، والمدهش أكثر أن التطورات الدراماتيكية التي حدثت مؤخرا في الكيان الإسرائيلي لم تثر ردود فعل أو إشارات من منظمات وأفراد المجتمع اليهودي، رغم وجود العديد من المنظمات اليهودية مثل: رابطة مكافحة التشهير، المؤتمر اليهودي العالمي، المنظمة الجامعة لمؤتمر الزعماء اليهود، اللجنة اليهودية الأمريكية”.

وأوضح أنه “حتى بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة السابق في كل زياراته الرسمية إلى نيويورك، خلال جميع زياراته الرسمية، لم يطلب تنظيم لقاء وحوار مع اليهود الأمريكيين، في حين حرص رؤساء الوزراء الإسرائيليون السابقون على ذلك، ما يعني أن نتنياهو هو الخاسر الأكبر من هذا التجاهل، لأنه لم يستطع الاستفادة من حقيقة أن الغالبية العظمى من المجتمع اليهودي الأمريكي ديمقراطي، 74% منهم صوتوا لصالح جو بايدن”.

هذه الخلافات التي أعلن عنها ترامب لم تكن جديدة وهي موجودة فعلياً إلى أنه يمكن القول أن الحسنة الوحيدة في تصريح ترامب هو إظهار هذه الاختلافات للعلن وللإعلام وهو ما كان قيد الكتمان في السابق بسبب حب ترامب لنتنياهو وللكيان الإسرائيلي والذي تحول إلى كره شديد له بسبب تهنئته لبايدن.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق