الجهاد الإسلامي وحتمية المواجهة مع العدو الاسرائيلي
لاشك بأن حركة الجهاد الاسلامي أصبحت احد أبرز حركات المقاومة على الساحة الفلسطينية، بسبب جديتها والتزامها وصدقها ودفاعها المستميت عن القضية الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة، واستبسالها في دحر العدو الاسرائيلي، ونظراً لمكانتها وفعاليتها الكبيرة، بدأ العدو الاسرائيلي بملاحقة قادة هذه الحركة وأعضائها وجنودها، في محاولة لمحاصرتها ومنعها من التقدم والتطور والاستمرار في ردع الاسرائيليين.
مؤخراً بدأ الاحتلال بملاحقة مجاهدي الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية، لتؤكد الحركة وبكل شفافية ووضوح، أن ما يفعله الصهاينة لن يثني الحركة عن مواجهة الاحتلال والرد على عدوانه.
وتوجهت الحركة بالتحية لمجاهديها وقادتها الأبطال الذين اعتقلهم الاحتلال، مؤكدةً ان ليل السجن لن يطول وأن روح المقاومة التي اشتعلت وتصاعدت بعد عملية انتزاع الحرية التي كسرت حصون سجن جلبوع، هذه الروح تسري في عروق كل المجاهدين وتمنحهم الإصرار على مواصلة العمل والجهاد والمقاومة بكل ثبات.
ودعت الحركة الشباب الثائر والمقاوم والمجاهد إلى تشكيل مجموعات الرباط في مناطق الضفة كافة، لمواجهة الاقتحامات والمداهمات التي يقوم بها العدو ، الذي لن تردعه إلا قوة المقاومة ونار المواجهة.
الاحتلال ومن شدة غيظه وعجزه عن مواجهة الحركة والوقوف في وجه قدراتها المتعاظمة، بدأ بالاعتداء الوحشي بحق الأسيرات في سجون الاحتلال “الإسرائيلي”، وأدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في وقت سابق من اليوم استمرار تنكيل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بالأسيرات الفلسطينيات، عادّةً إياها جريمة إضافية تضاف إلى سجل جرائمها وانتهاكاتها بحق الأسرى والأسيرات في السجون.
حركة الجهاد ومشاريعها وخططها في مواجهة الاحتلال
لقد كانت المقاومة على الدوام تمارس دورها المنوط بها والمكلّفة فيه وهو الدفاع عن أبناء شعبها في وجه ذلك التغول الصهيوني ، وهذا الحق مكفول لها شرعياً واخلاقياً وقانونياً ، ولا يستطيع أحد على وجه الكون ان يسلب منها هذا الحق ، أو أن يصادر منها هذا الخيار .
ولكن اللافت للنظر خلال تلك الجولات أن من كانت تقود وتتصدر معظم تلك المواجهات هي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، وقدمت في سبيل ذلك خيرة مجاهديها وقادتها شهداء، وتعرضت للتضييق والحصار والابتزاز من العديد من الجهات في الداخل والخارج !! وشُنت ضدها الكثير من حملات التشهير والتخوين تحت ذريعة الارتهان لقوى إقليمية معينة !!.
ومع نجاح 6 أسرى فلسطينيين -بينهم 5 من حركة الجهاد الإسلامي- في الهروب مؤخرا من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين؛ برز اسم الحركة إلى الواجهة بقوة.
ورغم كل ما يقوم به الاحتلال استمرت الحركة في مسيرتها بقوة وثبات غير آبهة بكل ما يجري من حولها ، مؤكدة في الوقت نفسه ان خياراتها على المستويين السياسي والعسكري لها هدف واحد فقط !! وهو مواجهة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين !! وان فلسطين كانت وما زالت القضية المركزية التي يجب أن تتوحد في سبيلها كل الجهود، وتُسَخّر من اجلها كل الطاقات.
وبالتالي يمكن أن نعرف بشكل لا لبس فيه ان الهدف الرئيسي الذي تسعى حركة الجهاد الإسلامي لتحقيقه ومستعدة لبذل الغالي والنفيس في سبيله هو تحرير فلسطين كل فلسطين من بحرها غرباً إلى نهرها شرقاً من أسوا احتلال عرفته البشرية خلال العقود الماضية، وهي تعرف ان هذا التحرير يحتاج منها بذل كل الجهود وتقديم كل التضحيات من اجل تحقيقه والوصول إليه .
وفي سبيل الوصول لذلك الهدف تؤمن الحركة بضرورة توحد كل القوى والجبهات خلف خيار المقاومة، لأنه الخيار الوحيد الذي يمكن ان يدفع العدو الصهيوني للتراجع والاندحار، وان التجربة التي خاضتها العديد من القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية في هذا الإطار يجب ان يتم الاستفادة منها والبناء عليها.
كما تؤمن الحركة بأن الوحدة العربية والإسلامية بمفهومها الشامل ضرورة ملحة لمواجهة القوي الاستعمارية الكبرى التي تقف خلف هذا الكيان الذي يفتقد لأدوات الحياة بشكل منفرد، وأن الحبل السرّي الذي يحافظ على حياة “إسرائيل” هو الدعم المستمر واللامحدود من القوى الكبرى التي تريدها رأس حربة في مواجهة قوى التحرر في المنطقة.
لذلك من الضروري والبديهي حسب رؤية الحركة ان يكون هناك تكتل إسلامي وعربي قوي ومتماسك للوقوف في وجه ذلك التكتل المجرم الذي يمارس دور الشرطي على جميع دول العالم.
وتعتقد الحركة أن الطريق الأقصر والاجدى للوصول إلى الأهداف آنفة الذكر هو المقاومة المسلحة، مع عدم استبعادها للطرق والوسائل الأخرى كالمقاومة الشعبية على سبيل المثال .
وبناء على ما تقدم فإن المرحلة القادمة ستكون مرحلة صعبة وحاسمة في تاريخ ومستقبل حركة الجهاد، واستهدافها ومحاولة الحد من تأثيرها ونشاطها سيكون اولوية لدي العديد من الدوائر التي يقف على رأسها العدو الصهيون .
ولكن معرفتنا بتلك الحركة وقادتها وعناصرها تجعلنا مطمئنين إلى انها ستتخطى كل تلك الازمات والاستهدافات، وأن خسارة قائد هنا أو قائد هناك لن تجعلها تتراجع وتنكسر !!
فقد قدمت من قبل أمينها العام المؤسس الدكتور فتجي الشقاقي شهيدا على طريق الحرية والاستقلال، وقدمت خيرة قادتها ومجاهديها على الطريق نفسه !! ولم يدفعها ذلك لمجرد التفكير في تغيير طريقتها أو تبديل خياراتها !!
كل يوم تؤكد هذه الحركة بالدم والأشلاء وليس بالكلام أنها مصرة على استكمال طريق المقاومة والتحرير مهما بلغت التضحيات، وان فلسطين وشعبها العزيز يستحق منها ومن كل القوى والفصائل اكثر من ذلك بكثير.
المصدر / الوقت