التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

حتى الآن 69 شخصًا… بعد عامين ما زالت صواريخ عين الأسد تحصد أرواح الأمريكيين! 

– أعلن الجيش الأمريكي مؤخرًا منح شارة “القلب الأرجواني” لـ 39 شخصًا آخرين أصيبوا في الضربة الصاروخية الإيرانية عام 2020 على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق.

وجاء الهجوم الإيراني، المعروف باسم “عملية الشهيد سليماني”، رداً على العملية الإرهابية الأمريكية في مطار بغداد واغتيال الشهيد سليماني ومجموعة من مرافقيه، من بينهم أبو مهدي المهندس، قائد القوات الشعبية العراقية آنذاك المعروفة باسم الحشد الشعبي.

على الرغم من أن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب بذل قصارى جهده للتقليل من عواقب الهجوم، إلا أنه أولاً کان يتنفس بصعوبة خلال خطابه ردًا على إطلاق الصواريخ، وثانيًا، نبأ إصابات القوات الأمريكية، رغم تقطره، نُشر أخيرًا في وسائل الإعلام. حيث أشارت التقارير المبكرة إلى أن ما لا يقل عن 110 جنود أمريكيين أصيبوا “بجروح دماغية”.

الآن، بعد مرور حوالي عامين على الهجوم، يبدو أنه لا تزال هناك زوايا خفية لم يتم الإبلاغ عنها في وسائل الإعلام.

نشرت صحيفة واشنطن بوست مؤخرًا تقريرًا بعنوان “الجيش يمنح شارات أخرى على شكل قلب أرجواني للقوات التي أصيبت في هجوم إيران، الذي استهان به ترامب”، أوضحت فيه بعض هذه الزوايا الخفية. نقدم فيما يلي موجزاً عن تقرير واشنطن بوست.

أعلن الجيش الأمريكي يوم الأربعاء أنه أكد منح شارة القلب الأرجواني إلى 39 جنديا آخرين أصيبوا في الهجوم الإيراني بالصواريخ الباليستية في غرب العراق قبل نحو عامين.

هذا نصر عظيم للجنود الذين قلل القائد العام السابق، الرئيس دونالد ترامب من تقدير إصابات دماغهم. كما يعتبر هذا البيان العسكري تأكيدًا رسميًا لحقيقة أن الضربة الصاروخية الإيرانية(التي أدت إلى تصعيد التوتر بعد عملية الطائرات الأمريكية من دون طيار واغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني)، كانت أخطر بكثير مما كانت واشنطن مستعدةً في البداية للاعتراف به؛ على الرغم من عدم وقوع إصابات فيها.

تم منح أكثر من 30 شارة قلب أرجواني أخرى للقوات الأمريكية في 8 يناير 2020، عندما ضرب 11 صاروخًا(بطول 12 مترًا تقريبًا ورؤوس حربية 725 كجم) قاعدة عين الأسد الجوية، ما وضع إيران والولايات المتحدة على شفا الحرب، فاضطروا للجوء إلی الملاجئ.

ضغط القادة العسكريون على الجيش الأمريكي لمنح جنود مصابين آخرين وسام القلب الأرجواني؛ وقالوا إن عمليات التأهيل في هذا الصدد كانت غير متكافئة وغير عادلة. (وفقًا لبعض التقارير، منح الجيش الأمريكي في البداية قلوبًا أرجوانيةً فقط للجرحى الذين غادروا قاعدة عين الأسد لتلقي العلاج فور الهجوم الإيراني).

وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي غابرييل راميريز، إن إحدى العلامات التي تشير إلى أن عملية المنح قد اكتملت للتو، هي أنه ستُقدم الشارة “بعد الوفات” للرقيب جيسون كيتجوا، الذي انتحر في أكتوبر.

وتُمنح شارات أخرى لمجموعة من الجنود وأعضاء الحرس الوطني وخمسة آخرين لم يعودوا يخدمون. وأضاف راميريز أيضًا إن الجيش يقوم بتقييم 11 طلبًا إضافيًا للحصول علی شارة القلب الأرجواني.

يجلب شعار القلب الأرجواني، إضافة إلى أهميته الثقافية في التعرف على الجرحى في ساحة المعركة، فوائد عديدة للحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات.

وتشمل هذه المزايا إعطاء الأولوية للتوظيف في الوظائف الحكومية، وتحسين المزايا الطبية من وزارة شؤون المحاربين القدامى، والإعفاءات من الرسوم الدراسية، ولوحات ترخيص السيارات المجانية ذات القلوب الأرجوانية في العديد من الولايات.

في أول رد فعل له على حقيقة أن الأمريكيين لم يتكبدوا خسائر بشرية في الهجوم الإيراني، توجه ترامب إلى تويتر وكتب: “كل شيء على ما يرام!”

وبعد ذلك بأيام قليلة، قال إن بعض الجنود الذين كانوا حاضرين في الحادث أصيبوا “بصداع”، لكن الموضوع “ليس خطيرًا للغاية”.

تعرض موقف ترامب هذا لانتقادات من قبل الجماعات الموالية للمحاربين القدامى، التي سعت لضمان التعرف على “الجروح غير المرئية” للحرب ومعالجتها بشكل صحيح.

في السياق نفسه، قال جيم موريارتي، محامي الجنود الجرحى في عين الأسد، إنه مسرور لسماع منح القلب الأرجواني لعملائه.

موريارتي، وهو نفسه من قدامى المحاربين في حرب فيتنام ووالد الرقيب الثاني جيمس اف. موريارتي، أحد أفراد قوات القبعة الخضراء الذي قُتل في الأردن عام 2017، تلقی رسائل نصية من عملائه خلال اجتماع لمجلس الشيوخ. ويقول: “لقد بكيت. إن منح هذه الشارات يعني أن هؤلاء الشباب يتلقون ما هم مؤهلون تمامًا لتلقيه.”

أطلقت إيران في هذا الهجوم 15 صاروخاً باليستياً، أصاب 11 منها قاعدة عين الأسد. وأدى انفجار هذه الصواريخ إلى إحداث ثقوب عرض بعضها 10 أمتار. لم يتم استهداف القوات الأمريكية حتی الآن بأسلحة مثل الصواريخ الإيرانية خلال حربي العراق وأفغانستان.

يقول موريارتي إنه رغم التغطية الإعلامية الواسعة للهجوم، انقسم الجنود المصابون إلى “جيد” و”سيئ”؛ على ما يبدو القوات التي تم إجلاؤها من القاعدة لتلقي العلاج الطبي، سرعان ما وصلت إلى القلب الأرجواني، لكن تم تجاهل أولئك الذين أصيبوا بجروح خطيرة أو أسوأ لكنهم بقوا في القاعدة لمساعدة الآخرين.

وقالت المتحدثة السابقة باسم البنتاغون، أليسا فرح، في برنامج على الإنترنت في أيلول، إن إدارة ترامب اعتمدت على وزارة الدفاع وضغطت عليها للتقليل من شأن الهجوم الإيراني.

وأضافت فرح في برنامج “قرار واحد”: “لقد كان إعلاناً تدريجياً لخبر سيئ نوعاً ما. وبالتأكيد أعطی الذريعة لمن انتقد الهجوم (واغتيال سليماني) للقول إن هذه العملية كانت خاطئةً وهذه نتائج هذا الخطأ”.

ويقول الناجون إنهم توقعوا “دماراً كاملاً” للقاعدة، عندما تم تحذيرهم من نوع الصواريخ التي تصلهم. ومنهم من قرأ (آخر صلاتهم)، وسجل آخرون رسائل تصل إلى عائلاتهم إذا قتلوا.

يقول ماكميلان: “كنا نشعر (انفجار الصاروخ) في جميع أنحاء أجسادنا. لم نستطع التنفس، وکنا نسمع صوت الرنين في آذاننا وأصبنا بالصداع؛ وكأننا کنا نحلم. ويضيف إن الطبيب وممرضة الوحدة أصيبا أيضاً في الانفجار. لذلك، تم تقييمه طبياً بعد يوم أو يومين؛ وجری فحص السكتة الدماغية عليه. وتم تشخيص حالته لاحقًا بأنه مصاب بتلف في الدماغ.

ويتابع ماكميلان قائلاً إنه على الرغم من مرور حوالي عامين على الهجوم، إلا أنه لا يزال يعاني من “اضطراب ما بعد الحادث” بسبب الضربة الصاروخية، والصداع النصفي والأرق، ويجتاز مرحلة “الخروج الطبي” من الجيش.

وحسب کلامه، جلبت الأخبار الأخيرة للجيش الرضا والسلام لأمثاله، الذين حُرموا في البداية من الحصول على شارة القلب الأرجواني. وقال ماكميلان: “أنا سعيد لأنهم صححوا خطأهم. وأنا سعيد (جدًا) من أجل نفسي، لكنني أكثر سعادةً من أجل الآخرين”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق