التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

أنصار الله يتقدمون في مأرب والجوف… كابوس الحرب يدخل الأراضي السعودية 

تصاعدت التوترات العسكرية في الأشهر الأخيرة مع تضاؤل ​​الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب اليمنية. وعلى الأرض تمكنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية من مواصلة تقدمها في محافظات مأرب والجوف والضفة الغربية وحتى المحافظات المتاخمة للسعودية، حاول التحالف السعودي منع تقدم أنصار الله من خلال القصف الجوي الأعمى للمدنيين والمواقع الاستراتيجية في اليمن.

تقدم أنصار الله في مأرب والجوف

لا شك أن أهم ساحة معركة الآن هي مدينة مأرب الإستراتيجية الغنية بالنفط، والتي تخضع حاليًا لحصار كامل من قبل قوات أنصار الله وحلفائها. وحسب مصادر محلية، اندلعت في الأيام الأخيرة في مأرب اشتباكات عنيفة بين قوات حكومة صنعاء من جهة وقوات الرئيس اليمني المخلوع الهارب منصور هادي وحزب الإصلاح المدعوم من السعودية في محيط المدينة ومرتفعات جبل البلق المطلة مباشرة على الشلل عند البوابة الجنوبية لمدينة مأرب. ويتواصل القتال العنيف بين الجانبين في المناطق الفاصلة بين جبل البلق الشرقي وما تسمى منطقة “کرّی” بمنطقة وادي عبيدة جنوب شرقي المدينة. هذه المنطقة هي الخط الحيوي الذي يربط مدينة مأرب وحقول النفط.

على الجانب الآخر من الحرب، خطت حركة أنصار الله خطوات كبيرة في قطع الاتصال بين قوات منصور هادي في محافظة الجوف على الحدود السعودية مع مأرب. وقال مصدر عسكري يمني لوكالة سبوتنيك، في الأيام الأخيرة، إن حركة أنصار الإسلام شنت هجوماً واسعاً للسيطرة على معظم منطقة العيتمة الاستراتيجية في خاب والشعف شرقي الجوف على الحدود مع منطقة نجران السعودية بما فيها السوق الإقليمي وجميع المرتفعات المحيطة بها. وأضاف أن منطقة الخاب والشاف، التي تبلغ مساحتها 32 ألف كيلومتر مربع، تشكل نحو 70 في المئة من إجمالي مساحة الجوف البالغة 39495 كيلومترًا مربعًا، وتضم 12 ناحية، معظمها تحت سيطرة قوات أنصار الله. وتحاول حركة أنصار الله اليمنية السيطرة على منطقتي الخاب والشعف في إطار عمليتها العسكرية للسيطرة على مأرب، من أجل عزل محافظة مأرب عن محافظة الجوف. ويأتي هذا التقدم، الذي كان مصدر قلق كبير للسعودية، بعد أن ألحقت لجان شعبية في عملية عسكرية بمنطقة جازان الجنوبية بالسعودية خسائر فادحة في صفوف المسلحين السودانيين العاملين في الجيش السعودي. وأفادت وكالة فرانس برس، الجمعة الماضية، أنه ونتيجة لعمليات الجيش واللجان الشعبية في محافظة حجة الشمالية الغربية وجيزان السعودية، تعرضت مواقع المرتزقة التي تسيطر عليها السعودية في منطقة الحثيرة الحدودية بين منطقة حرض للهجوم، مما أسفر عن مقتل 10 جنود سودانيين وإصابة 17 آخرين على الأقل.

إرسال السودانيين إلى الحدود السعودية

لطالما كان عجز الجيش السعودي عن مواجهة القوات اليمنية على الأرض حقيقة لا يمكن إنكارها. أثبت جيش المرتزقة السعودي، الذي يتألف بشكل أساسي من مرتزقة عسكريين من أنحاء أخرى من العالم، خاصة من إفريقيا وباكستان، عدم قدرته على مواجهة القوات اليمنية منذ بداية الحرب، حيث اعتمدت الرياض بشكل كبير على القوة الجوية. في السياق الحالي، مع تزايد التهديدات العسكرية على الحدود السعودية واقتراب الجيش اليمني واللجان الشعبية من المحافظات الغنية بالنفط المتاخمة للسعودية مع اليمن، تشعر الرياض بقلق عميق من إمكانية الحفاظ على وحدة أراضيها في الحرب، ورداً على ذلك استهدفت الغارات الجوية السعودية في الساعات الأخيرة بشدة مطار صنعاء. وزعم التحالف السعودي أن الهجوم على مطار صنعاء جاء ردا على تهديدات وهجمات خارجية حدودية، دون ذكر هجماته التي طالت منشآت مدنية يمنية. وذكرت صحيفة يمن نيوز، أمس، أن قادة تحالف العدوان السعودي الإماراتي عملوا مؤخرًا، على إرسال عدة فرق من قوات الحكومة المستقيلة وجماعة الإخوان المسلمين “الإصلاح” من مأرب وحضرموت إلى حدودهما الجنوبية.

من ناحية أخرى، أشارت تقارير في الأشهر الأخيرة إلى أن السعودية نشرت مليشيات سودانية في مناطقها الحدودية مع اليمن. وأرسل السودان عشرات الآلاف من القوات إلى اليمن، وخاصة ميليشيا الجنجويد، المليشيات السابقة المتهمة بارتكاب جرائم في إقليم دارفور. في نهاية عام 2019، أعلنت الحكومة الانتقالية المنبثقة عن الثورة السودانية أنها ستخفض عدد القوات الموجودة في اليمن من 15 ألفًا في بداية الصراع إلى 5000. في كانون الثاني 2020، تظاهر آلاف السودانيين في الخرطوم مطالبين بعودة أقاربهم الذين قالوا إنهم جُنِّدوا للقتال في اليمن وليبيا.

التحالف متهم بجرائم الحرب

لكن مع تزايد صعوبة الموقف في ساحة المعركة على المملكة العربية السعودية وحلفائها، ازداد الضغط الخارجي على الرياض لإنهاء الحرب. وأثارت التقارير المتزايدة عن الأوضاع الإنسانية الأليمة في اليمن نتيجة استمرار العداء السعودي والحصار المفروض على اليمن مخاوف الرياض بشأن المستقبل. وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة الجارديان مؤخرًا أن هاتف رئيس فريق الخبراء الدوليين الذي يحقق في جرائم حرب محتملة في اليمن قد استُهدف من قبل السعودية والإمارات ببرامج تجسس متطورة. وحسب خبراء منظمة العفو الدولية، فقد تم التجسس على هاتف كمال الجندوبي، التونسي، الذي كان رئيس مجموعة الخبراء في اليمن، في أغسطس / آب 2019. وبحسب هذا التحليل فإن اختراق هاتف الجندوبي حدث قبل أسابيع قليلة من تقرير فريق الخبراء للأمم المتحدة. أدت بعض النتائج التي توصل إليها إلى استنتاج مفاده أن التحالف العسكري بقيادة السعودية انتهك “بشكل خطير” القانون الإنساني الدولي، مما قد يؤدي إلى “مسؤولية جنائية عن جرائم حرب”. وقال الجندوبي ردا على مكالمة هاتفية بعد أن علم بالحادثة “لست متفاجئا على الإطلاق بما حدث”. وتابع: “أدركنا أننا قد نكون مستهدفين بعد نشر تقريرنا عام 2018، لأن هذا التقرير صادم للسعودية والإمارات. تقول الأمم المتحدة إنه بحلول نهاية عام 2021، ستقتل حرب اليمن بشكل مباشر وغير مباشر 377 ألف شخص. وحسب الأمم المتحدة، فإن الحرب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم كلفت الاقتصاد اليمني 126 مليار دولار ويعتمد معظم سكانه البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق