ردود الفعل الدولية على مناورات الرسول الأعظم 17
أجريت مناورات الرسول الأعظم 17 لمدة 5 أيام من 20 إلى 24 ديسمبر، جنوب إيران، تحت شعار “القوة والأمن والردع الفعال والذكي في ظل الاتحاد والوحدة الوطنية”.
حيث أشار نائب مسؤول العمليات في حرس الثورة الإسلامية العميد عباس نيل فروشان، الى ان هذه المناورات تقام على أساس محاكاة إحدى أكثر الخطط الهجومية تقدماً في الحرب المركبة والتشابك بين الحروب التقليدية وشبه التقليدية والناعمة، والتي قامت خلالها القوات البرية والبحرية والجوية لحرس الثورة، الى جانب المنظومة السيبرانية الإلكترونية، بتنفيذ عمليات هجومية واختراق في المستوى الاستراتيجي لتدمير القواعد الهجومية للعدو الافتراضي.
ولاقى إجراء هذه المناورات الصاروخية اصداء واسعة واهتمام وسائل الإعلام الدولية والمحللين خلال الأيام الأخيرة في ضوء التهديدات الكلامية للكيان الصهيوني وقادة البيت الأبيض ضد البرنامج النووي السلمي لإيران.
تحذير لإسرائيل
من أهم المواضيع التي تناولتها وسائل الإعلام في تغطيتها للمناورات الصاروخية الرسول الأعظم 17 الاهتمام برد إيران الصاروخي على تهديدات الكيان الصهيوني.
وفي هذا السياق كتبت قناة الجزيرة القطرية: “16 صاروخا دمر هدفاً محدداً في هذه المناورات، وتم استخدام جزء من مئات الصواريخ الإيرانية القادرة على تدمير دولة تتجرأ على مهاجمة إيران.
جاءت هذه المناورات في الوقت الذي التقى فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في خضم محادثات فيينا وبالتزامن مع معارضة إسرائيل المحادثات.
وبينما كان الكيان الصهيوني قد وجه مرة أخرى تهديدا عسكريا لإيران. أمر وزير الحرب في الكيان بيني غانتس، الجيش بتحويل الخيار العسكري إلى خيار عملي ضد إيران، زاعما أنه إذا لزم الأمر، ستهاجم إسرائيل إيران بمفردها حتى دون التعاون مع أمريكا.
وأشارت وكالة أسوشيتد برس الى هذه المناورات، وقالت إن صواريخ إيران قصيرة ومتوسطة المدى يمكن أن تستهدف القواعد الأمريكية في المنطقة وحتى إسرائيل لأن مداها يتراوح بين 350 و 2000 كيلومتر”.
وكتب موقع دیفینس في تقرير عن المناورات الإيرانية، وشرح ميزات دبابة حرس الثورة الجديدة، وقال ان “هذه الدبابات لديها نظام تمويه للتخفي عن الرادار بالأشعة تحت الحمراء ونظام للتحكم في النيران وجهاز ضبط المسافة بالليزر.
وأشارت قناة روسيا اليوم، إلى مناورات حرس الثورة الإسلامية، وقالت: اطلقت ايران صواريخ باليستية وصواريخ كروز في مناوراتها الجديدة. واضافت: ان “الصواريخ الباليستية الايرانية يصل مداها الى 2000 كيلومتر مما يعني انها تستطيع الوصول الى القواعد الامريكية في المنطقة فضلا عن اهداف في اسرائيل”.
وأشارت وسيلة إعلامية روسية أخرى، اسنايا وسنا، في تقرير إلى التهديدات العسكرية الإسرائيلية لإيران، وكتبت: كان وزير الحرب الإسرائيلي قد دعا في وقت سابق القوى العالمية إلى عدم السماح لإيران بإضاعة الوقت في المحادثات النووية التي جرى فيها توقف قصير بناء على طلب طهران. إسرائيل الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية في الشرق الأوسط، لكنها لا تعلن رسميا عن امتلاكها أسلحة نووية.
وكتب موقع OSN الإخباري أن “إيران لديها صواريخ يصل مداها إلى أكثر من 2000 كيلومتر، ويمكنها من خلالها استهداف أهداف في إسرائيل وقواعد أمريكية في المنطقة”.
وقالت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست الصينية عن المناورات “على الرغم من ادعاءات الكيان الصهيوني بشأن قضية البرنامج النووي الإيراني، أكدت طهران أنها تريد فقط تطوير برنامج نووي مدني”.
كما أفادت رويترز أن “إيران حذرت من رد طاحن على أي تحرك من جانب إسرائيل التي تعارض جهود القوى العالمية لإحياء اتفاق طهران النووي عام 2015.
وفي هذه المناورات هاجمت خمسة صواريخ كروز وطائرات مسيرة في وقت واحد أهدافا محددة مسبقاً.
بدوه يعرب أستاذ العلوم السياسية في جامعة لندن سعد ناجي جواد عن اعتقاده بأنّ الرسالة الأولى خلف المناورات توجّهها إيران إلى إسرائيل، وليس إلى الفريق المفاوض في فيينا. ويشير إلى أنّ فحوى هذه الرسالة أنّ أيّ تفكير بشنّ هجوم على إيران سيكون الردّ عليه “عنيفًا ومزلزلًا”.
ويلفت إلى أنّ الرسالة الثانية توجّهها طهران إلى المفاوضين، ومفادها “كفاكم تأخيرًا وتأجيلًا ومماطلة وتلويحًا بعقوبات جديدة وما شابه ذلك لأنّ الحل الوحيد هو أن يكون هناك مفاوضات للوصول إلى اتفاق”.
وانتقد سعد ناجي مقاربة من يعارض اجراءات إيران، وقال: “لماذا نقول إن تصرفات إيران مدمرة للمنطقة ، لكننا لا نقول إن إسرائيل قامت بأعمال تخريبية في المنطقة بشكل يومي على مدار الأربعين عاما الماضية منذ احتلال الضفة الغربية وسيناء وقتلت وهجرت الفلسطينيين. أليست هذه الأعمال الإسرائيلية مخربة؟”.
ادعاءات بريطانيا
لكن بينما التزمت الدول الغربية الصمت تجاه التهديدات الاسرائيلية الصارخة وغير القانونية، والحائزة الوحيدة لبرنامج نووي سري غير سلمي في المنطقة، أدانت وزارة الخارجية البريطانية المناورات الأخيرة ووصفتها بأنها تهديد للأمن الدولي والإقليمي، وزعمت “إن عمليات الإطلاق هذه انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الذي يدعو إيران إلى عدم اتخاذ أي إجراء بشأن الصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية، بما في ذلك إطلاق صواريخ باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية”.
وجرت مناورات الرسول الأعظم السنوية في وقت تمكنت من إظهار قوة إيران العسكرية وقدرتها و أن تكون رداً على أي تهديد محتمل ضدها، كما كان الموقف ورد الفعل المتخذ تجاه هذه المناورات دليل مهم على أن إيران تمكنت من نقل رسالتها بشكل صحيح من أنها سترد بحزم بشكل حاسم على أي مغامرة وعمل غير مدروس.
المصدر/ الوقت