ممارسات الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات تدفع نحو التصعيد مع فصائل المقاومة
قررت إسرائيل، الأحد، تجميد أمر الاعتقال الإداري لأسير فلسطيني مضرب عن الطعام في سجونها منذ 132 يوما، وفق هيئة فلسطينية تعنى بشؤون الأسرى.
وقال نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) -في بيان- إن “الاحتلال أصدر قرارا يقضي بتجميد أمر الاعتقال الإداري بحق الأسير هشام أبو هواش المضرب عن الطعام منذ 132 يوما”.
ونقل البيان عن محامي نادي الأسير جواد بولس، قوله إن أبو هواش يقبع في مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيلي.
من جهتها، أوضحت مديرة الإعلام في نادي الأسير أماني سراحنة – أن “قرار التجميد لا يعني إلغاء الاعتقال الإداري، لكنه يعني إخلاء مسؤولية إدارة سجون الاحتلال، والمخابرات الإسرائيلية (الشاباك)، من مصير وحياة المعتقل”.
وأضافت إنه بموجب قرار التجميد يتم تحويله إلى “معتقل غير رسمي” في المستشفى، على أن يبقى تحت حراسة أمن المستشفى، بدلًا من حراسة السّجانين، ولا تستطيع عائلته نقله إلى أيّ مكان، على الرغم من أنهم يستطيعون زيارته كأي مريض وفقا لقوانين المستشفى.
وأكدت سراحنة أن “قرار التجميد لن يدفع أبو هواش إلى تعليق إضرابه عن الطعام”.
بدوره عبر سائد أبو هواش، شقيق المعتقل، عن قلقه على حياة هشام نتيجة “التعتيم الإعلامي المخيف”، وقال إن “سلطات الاحتلال اتخذت قراراً بعدم نقله للمستشفيات المدنية، أو تجميد اعتقاله الإداري”.
استناداً إلى حالات سابقة، لا يعني “تجميد الاعتقال الإداري” الإفراج عن الأسير، وإنما تنتقل المسؤولية عنه إلى أمن المستشفى الذي يعالج فيه، ولا يسمح بنقله منه، مع السماح لذويه بزيارته.
كما اتهم هشام أبو هواش إدارة سجون الاحتلال بـ”تزييف التقرير الطبي” لشقيقه، مضيفاً إنه جرى “نقله إلى المستشفى في اليوم الـ117 لإضرابه، وتمت إعادته للسجن في اليوم التالي”.
اعتبر أيضاً أن “سلطات الاحتلال تسعى لكسب المزيد من الوقت دون مراعاة لظروف اعتقال هشام الذي تعرض للتنكيل والتهديد بهدف إنهاء إضرابه دون تحقيق أي مكاسب له”.
فيما حذّر أبو هواش من أن شقيقه “قد يُستشهد بأي لحظة إن لم يكن هناك تدخل”. وناشد القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس وأحرار العالم أن يتدخلوا لإنقاذ حياة شقيقه.
وفي وقت سابق الأحد، قال نادي الأسير إن إدارة سجون الاحتلال نقلت أبو هواش من سجن الرملة حيث يقبع في مستشفى أساف هروفيه في وضع صحي حرج، مشيرا إلى أنه “فقد مؤخرا قدرته على الحركة، ويُعاني من صعوبة بالغة في الكلام”.
كما أطلق فلسطينيون وسم “أنقذوا هشام أبو هواش”، في حملة تضامنية واسعة مع الأسير الفلسطيني هاشم أبو هواش لإطلاق سراحه من سجون الاحتلال.
والاعتقال الإداري قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي، لمدة تصل إلى 6 شهور قابلة للتمديد، بزعم وجود تهديد أمني، دون محاكمة أو توجيه لائحة اتهام.
ويأتي تدهور وضع أبو هواش الصحي في ظل تحذيرات من قوى وأحزاب فلسطينية وفصائل مسلحة في قطاع غزة، صدرت بالأيام الأخيرة، من عودة الأوضاع إلى التصعيد في حال استمرار الانتهاكات بحق الأسرى.
وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن حركة الجهاد الاسلامي ابلغت الوسطاء بصورة واضحة بأن استشهاد الاسير هواش في سجون الاحتلال الاسرائيلي يعني الحرب.
وقالت المصادر ان رسالة واضحة نقلت بهذا المعنى الى الجانب الاسرائيلي موضحة ان دولة الاحتلال تتحمل مسؤولية توتير الاوضاع والدخول في معركة جديدة مع فصائل المقاومة الفلسطينية مشيرة الى ان ممارسات الاحتلال الاخيرة ضد الاسرى والاسيرات تدفع باتجاه التصعيد مع فصائل المقاومة في غزة وزيادة وتيرة العمليات في الضفة.
من جهته قال طارق عز الدين المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية، اليوم الإثنين، إن الصور الأولية التي نشرت للأسير هشام أبو هواش الذي يخوض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لليوم (133) على التوالي ضد سياسة الاعتقال الإداري، دليل إجرام الاحتلال ووحشيته، وتثبت حجم الجريمة التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني وأسراه.
وأضاف عز الدين في تصريح صحفي له، “لقد أمعن الاحتلال في ممارساته القمعية بحق الأسرى والأسير أبو هواش على وجه الخصوص، الذي يثبت يومًا بعد يوم صلابته أمام عنجهية الاحتلال ومخابراته التي تعمل على ملاحقة أبناء شعبنا”.
وتابع إن “الأسير هشام أبو هواش والذي يحمل روحه على كفه يعد مشروع شهادة ويمثل أصالة المقاومة وعنوان الصمود لشعبنا، الذي يخوض حربًا مفتوحة ضد قطعان المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، فهذا الصمود المتجذر والممتد من شمال فلسطين إلى جنوبها لا يمكن أن يهزم مهما بلغت التضحيات”.
واعتبر الناطق باسم الجهاد عن الضفة أن مماطلة مخابرات الاحتلال في إطلاق سراح الأسير أبو هواش بمثابة قرار إعدام اتخذته بحقه، وهذا ما يستوجب الوقوف بكل حزم للتصدي لهذه السياسة الإجرامية.
وأضاف عز الدين “على الاحتلال أن يعي جيدًا أن حركة الجهاد الإسلامي وكما أعلنها الأمين العام أكثر من مرة أن أسرانا ليسوا وحدهم ولن نقف مكتوفي الأيدي إذا أصاب الأسير أبو هواش أي مكروه لا سمح الله”.
والأسير أبو هواش، أبٌ لأطفال خمسة، وأسير سابق، أمضى في السجون الإسرائيلية نحو 8 سنوات خلال الفترة بين 2004 و2014، 5 سنوات منها كانت بأوامر اعتقال إداري، فضاق ذرعا بسياسة الاحتلال، وقرر خوض معركة الأمعاء الخاوية.
تتعامل سلطات الاحتلال مع الأسير أبو هواش بطريقة انتقامية لأنه ينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي، وكنوع من الثأر لنجاح هروب 5 من عناصر الحركة من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين في السادس من سبتمبر/أيلول الماضي، تواصل قوات الاحتلال عزله رغم تدهور وضعه الصحي. لذلك يصرهشام على الإضراب رغم كل الظروف، ويرفض أي خيار لا ينهي اعتقاله أو يحدد سقفه.
المصدر/ الوقت