التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

أسباب تأخر الرياض في تطبيع العلاقات مع الكيان الاسرائیلي 

أقامت المملكة العربية السعودية علاقات واسعة مع الكيان الصهيوني خلال السنوات الأربع الماضية.

وتتراوح هذه العلاقات بين العلاقات غير الرسمية بين مسؤولي الدرجة الثانية من الجانبين (لقاء تركي فيصل وعاموس يادلين والاجتماع بين أنور عشقي ودوري غولد) إلى أنباء رحلة يوسي كوهين السرية إلى الرياض أو لقاء بين “محمد بن سلمان” و “نتنياهو” في بلد ثالث. لكن المملكة العربية السعودية لا تتجه نحو تطبيع العلاقات. جزء من هذا التسويف هو أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى الوصول إلى أكبر عدد من تطبيع العلاقات لدول في العالم الإسلامي لتقوم هي بتطبيع العلاقات. لكن الجزء الأهم يعود إلى العراقيل التي لا تسمح بتطبيع السعودية والكيان الإسرائيلي.

مشاكل داخلية

داخل المملكة العربية السعودية، يعتبر الهيكل الديني للمملكة العربية السعودية ومجتمعها الأصلي والتقليدي أحد العقبات الرئيسية التي تحول دون تواصل النظام السعودي مع الصهاينة.

الصراع مع الحركة الدينية الوهابية المتطرفة

يعتبر محمد بن سلمان من أكثر الحكام تطرفاً واستبداداً في المملكة العربية السعودية، في نفس الوقت، كان لديه صراع قوي مع الحركة الدينية الوهابية. التيار الوهابي، على الرغم من كل التطرف الذي لديه في مناطق أخرى، كان يعارض بشدة دخول الصهاينة إلى السعودية. كانت هذه المعارضة من أهم المشاكل للسعوديين. لأن المجتمع السعودي التقليدي يدعم بقوة هذا التيار ويستمع لأوامره. لذلك أدى تحرك “محمد بن سلمان” من أجل تنفيذ خططه إلى صراع مع هذا التيار بطريقة جعلته يلجأ لقمعه. لكن الحملة القمعية لم تنهِ القصة، ولا يزال يشعر بالقلق حيالها داخل السعودية.

منافسون في السلطة في المحكمة السعودية

وصل محمد بن سلمان إلى السلطة في وقت عارضته أسرة الملك الراحل عبد الله السابق تمامًا. أدت هذه المعارضة في البداية إلى قمع واعتقالات واسعة النطاق بأمر من محمد بن سلمان، وبعضها لا يزال مستمراً. كان هذا أحد جوانب صراع التيار المنافس مع محمد بن سلمان. على الرغم من أن العلاقة السرية مع الصهاينة تعود إلى عقود مضت وإلى العائلة السعودية بأكملها، إلا أن مدى وطبيعة هذه العلاقة كان مثيرا للجدل وشكل عقبة خطيرة أمام محمد بن سلمان للإعلان رسميا عن التطبيع.

مشاكل خارجية

بالإضافة إلى المشاكل التي واجهتها السعودية داخل البلاد لإعلان التطبيع رسميًا مع الكيان الصهيوني، فُرضت مشاكل من الخارج على المحكمة السعودية وشخص “محمد بن سلمان” الذي ما زال لا يسمح بالتطبيع الرسمي.

مكانة مكة والمدينة في العالم الإسلامي

مكة المكرمة، قبلة المسلمين، والمدينة المنورة التي يقع فيها ضريح الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) والعديد من أهل البيت والصحابة، هي أماكن تحظى باحترام جميع المسلمين في العالم. من خلال تقديم نفسه على أنه خادم الحرمين الشريفين، اكتسب النظام السعودي مكانة يمكن القول إنها الأعلى في العالم الإسلامي. الآن، لا يمكن للنظام السعودي، الذي يشغل هذا المنصب، التطبيع بشكل رسمي مع الكيان الصهيوني، بغض النظر عن آراء مسلمي العالم. هناك وجهة نظر معارضة بشدة بين الأمة الإسلامية حول مسألة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، والتي تخشى المملكة العربية السعودية أن تواجه عواقب سلبية إذا تم أخذها على أنها أمر مفروغ منه.

ترامب يتنحى وبايدن يتولى منصبه

كانت إحدى مشاكل محمد بن سلمان الخطيرة في المنطقة هي الإطاحة بدونالد ترامب. وضع “محمد بن سلمان” كل بيضه في سلته عندما تولى “ترامب” السلطة، واعتقد أنه سيبقى في السلطة لمدة 8 سنوات، حيث بدأ الأمير الطموح الدخول إلى الساحة الإقليمية بقوة، لكن مغادرة “ترامب” بعد 4 عام أصبحت كابوسا بالنسبة له. عندما وصل بايدن إلى السلطة، أسقط خياري ترامب الرئيسيين اللذين استثمر فيهما محمد بن سلمان، وقد أثر ذلك عليه بشدة. الخيار الأول كان “صفقة القرن”، حيث كان محمد بن سلمان يتحرك وفقًا لخطة “صفقة القرن لترامب”، لكن رحيل ترامب ومعارضة بايدن للخطة أعاقا ولي العهد السعودي بشدة. لأنه أساء بشدة إلى العديد من الحلفاء السعوديين، مثل مصر والسلطة الفلسطينية والأردن، في سياق “صفقة القرن”. الخيار الثاني كان الحرب في اليمن، التي عارضها بايدن، على عكس ترامب، ولم يواصل الدعم الذي قدمه ترامب، تاركًا محمد بن سلمان وراءه. في ظل الوضع الراهن، يجب على “محمد بن سلمان” إزالة هذه العوائق على الساحتين الداخلية والخارجية، وعليه تنسيق الأوضاع في الداخل حتى يواكب الحال. تم إعداد الرأي العام المحلي من خلال تنفيذ المخططات الغربية، لكن يبدو أن التيار التقليدي والديني داخل السعودية أشبه بنار تحت الرماد يمكن أن تلحق به. خارج المملكة العربية السعودية، من ناحية، يحتاج إلى الاستعداد لمواكبة الرأي العام للعالم الإسلامي، والذي يبدو أنه حلم بالنسبة له، وهو الآن يعتبر من أكثر الشخصيات المكروهة في العالم الإسلامي. من ناحية أخرى، يحتاج إلى داعم كامل مثل ترامب للتحرك نحو التطبيع الرسمي بدعمه. قضية من غير المرجح أن تتحقق في أي وقت قريب ستعفي النخبة الحاكمة الحالية من تطبيع العلاقات.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق