“أنصار الله”.. ضبط سفينة إماراتية على متنها معدات عسكرية
أكدت جماعة “أنصار الله” اليمنية أنها نقلت السفينة الإماراتية المحتجزة إلى ميناء الصليف. ووفقا لتصريحات للمتحدث العسكري باسم حكومة صنعاء، العميد “يحيي سريع”، أكد أن السفينة تم نقلها إلى ميناء الصليف. وكان العميد يحيي سريع قد أعلن، اليوم الاثنين، ضبط سفينة شحن عسكرية إماراتية على متنها معدات عسكرية، مؤكدا أنها دخلت المياه اليمنية بدون أي ترخيص وتمارس أعمالا عدائية تستهدف أمن واستقرار الشعب اليمني. وحذّر سريع من وصفهم بـ”تحالف العدوان”، من أي حماقة يقوم بها ضد سفينة الشحن العسكرية الإماراتية والتي يتواجد بداخلها طاقم السفينة من جنسيات دولية مختلفة، والتي تم الاستيلاء عليها وهي تمارس عدوانا صارخا ضد الشعب اليمني.
من جهته عبر المتحدث الرسمي باسم “أنصار الله”، محمد عبد السلام، عما وصفها بـ “حالة التخبط”، التي وقعت فيها دول العدوان، جراء العملية النوعية وغير المسبوقة للقوات البحرية اليمنية، مبرهنا على ذلك بـ”إصدارها بيانات متلاحقة ومتناقضة”.
وشدد عبد السلام على أن ما يبث لاحقا من صور للسفينة العسكرية ستلجم دول العدوان وتخرس إعلامه الزائف. وبعدها نشر عبد السلام مشهدا لسفينة تحمل معدات عسكرية، أكد أنها للسفينة الإماراتية. ومن جانبه، قال وزير الإعلام في حكومة صنعاء، ضيف الله الشامي، إن “السفينة الإماراتية المضبوطة تحمل مدرعات وعربات نقل جنود”. ولفت الشامي إلى أن بلاده “ستعرض صور المعدات العسكرية في السفينة الإماراتية المضبوطة”، مشدداً على أن “الإمارات بدأت استراتيجيا جديدة ضد الشعب اليمني بعد زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي”.
ووفق الشامي، فإن ثمة “موازين ستغيّر مسار المعركة. وما احتجاز السفينة الإماراتية إلاّ مقدّمة لما هو أعظم”. ومن جهته، قال وكيل وزارة الإعلام في صنعاء، نصر الدين عامر، إن الإمارات ادّعت سابقاً أنها انسحبت وثبت كذبها الآن. ولفت إلى أن الإمارات تتدخل في اليمن بتوجيه أمريكي، ولمصلحة إسرائيلية. وأشار عامر إلى أن “هناك عمليات توثيق لجرائم العدوان، نرسلها إلى الأمم المتحدة، على الرغم من عدم ثقتنا بها”، مضيفاً “أننا أردنا، من خلال إثبات أن السفينة المحتجزة عسكرية، أن نؤكد كذب تحالف العدوان”.
وأوضح عامر أن “عملية احتجاز السفينة تطور نوعي في العمليات الحربية”، مشدداً على أن هذه العملية أثبتت أن العدوان يفشل في البحر، إلى جانب فشله في البر. وأعلنت القوات المسلحة اليمنية ضبطَها “سفينة شحن عسكرية إماراتية على متنها معدات عسكرية دخلت المياه اليمنية من دون أي ترخيص، وتمارس أعمالاً عدائية”.
لقد كانت حكومة الإمارات متورطة في العدوان ضد اليمن من خلال مشاركتها في تحالف العدوان العربي الأمريكي منذ البداية ولقد أرسلت أكبر القوات والمعدات العسكرية إلى اليمن بعد السعوديين.
ولقد اختتم القادة الإماراتيون، الذين اعتقدوا في البداية أن الإنفاق العسكري الهائل الذي أنفقوه على حرب اليمن سيحقق أهدافه الاستراتيجية في هذا البلد الفقير، ومنذ بداية العدوان على اليمن، كانت استراتيجية الإمارات في اليمن مختلفة عن الاستراتيجية السعودية. حيث كان الهدف الرئيسي للإمارات هو توسيع نفوذها في المناطق الساحلية وجنوب اليمن لتستخدمه في تعزيز وجودها على الخطوط البحرية في خليج عدن ومضيق باب المندب وأجزاء من القرن الأفريقي وحاولت الإمارات بشكل أساسي التأثير على مجرى الأحداث في جنوب اليمن
وفي هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن أبو ظبي قامت خلال السنوات الماضية ببناء قواعد عسكرية لها بمساعدة تل أبيب في بعض الجزر اليمنية الواقعة في البحر الاحمر وخليج عدن وذلك من اجل السيطرة على الملاحة البحرية. إن مغامرة دولة الإمارات في بناء قاعدة عسكرية للصهاينة في جزيرة سقطرى خلال الفترة الماضية ليست فقط لتغيير ميزان القوى وتقليص النفوذ السعودي في المناطق الجنوبية من اليمن، بل إن هذه الخطوة الخطيرة ستوفر فرصة للكيان الصهيوني للتحرك في هذه المنطقة بشكل حر وسلس. ومن خلال التمركز في هذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها 3769 كيلومترًا مربعًا، سيكتسب الجيش الصهيوني أيضا ميزة عسكرية خاصة في المحيط الهندي، فضلاً عن فرصة مراقبة التطورات في خليج عمان وضواحيها، بما في ذلك الخليج الفارسي. وقبل شهر، أظهرت تقارير اخبارية، أن مئات من السياح الإسرائيليين توافدوا على سقطرى مستخدمين تأشيرات إماراتية. وجاء ذلك بعد شهور من توقيع اتفاقية التطبيع بين “إسرائيل” والإمارات في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
اتهمت حكومة صنعاء، دولة الإمارات، قبل عدة أيام، بالـ”تغطية على نشاطات إسرائيلية” في جزيرة سقطرى جنوب شرق اليمن. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها “زكريا الشامي” وزير النقل في حكومة الانقاذ الوطني في صنعاء، في اجتماع استعرض الاعتداءات التي تتعرض لها حدود الجرف القاري للجمهورية اليمنية ووضع بلوكات استكشافية نفطية من قبل الصومال في الجرف القاري اليمني. وأكد “الشامي” على أهمية المحافظة على خط الأساس للجرف القاري للجمهورية اليمنية. كما توعدت حكومة صنعاء، يوم الخميس الماضي، دولة الإمارات بشن هجمات عسكرية، متهمة أبوظبي بفرض “أمر واقع” في عدد من الجزر والأراضي اليمنية، وخصوصاً سقطرى وميون. وجاء التحذير اليمني، الذي أطلقه وزير الخارجية في حكومة صنعاء، “هشام شرف”، على خلفية ظهور تقارير تتحدث عن شروع الإمارات في تشييد قاعدة عسكرية في جزيرة ميون الواقعة بمنطقة باب المندب غربي اليمن. واعتبر المسؤول اليمني، أن ما تقوم به الإمارات من ممارسات غير قانونية “أمر لا يمكن السكوت عنه” ومخالف للقانون الدولي الإنساني.
المصدر/ الوقت