جدل حول الجلسة الاولى لمجلس النواب العراقي
بعد نحو ثلاثة أشهر من الانتخابات النيابية الخامسة في العراق، انعقدت الجلسة الأولى لمجلس النواب الجديد، أمس الأحد، وسط أجواء متوترة، وفي قرارات مثيرة للجدل، تم انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه. وعلى الرغم من أداء اليمين الدستورية وانتخاب رئيس جديد للبرلمان، منذ بداية جلسة النواب حتى نهاية الدورة الأولى، وقعت العديد من الأحداث في البرلمان.
انتشار قوات سرايا السلام في شوارع بغداد وتأخير الاجتماع
يتعلق الخط الجانبي الأول للجلسة الأولى لمجلس النواب العراقي بانتشار قوات “سرايا السلام” العسكرية التابعة للتيار الصدري العراقي في بعض مناطق العاصمة بغداد. وأفادت الأنباء أن قوات “سرايا السلام” التابعة للتيار الصدري انتشرت بشكل غير متوقع في بعض مناطق بغداد مساء اليوم السبت، وبحسب الصدريين، فإن هذا الانتشار للقوات تم لمواجهة أي حالة طارئة. وفي حادثة أخرى، تأخرت أول جلسة برلمانية أمس – الأحد – عدة ساعات. وبحسب إعلان مجلس النواب العراقي، كان من المقرر أصلا عقد جلسة أمس حوالي الساعة 1:00 ظهرا، لكن بحسب إعلان الهيئة الإعلامية البرلمانية، انعقد الاجتماع متأخرا عدة ساعات عند الساعة 3:00 مساء.
فوضى في قاعة البرلمان ونقل رئيس السن الى المستشفى
انعقدت الجلسة الأولى لبرلمان العراق الخامس باستقالة محافظ البصرة أسد العيداني الذي خاض الانتخابات النيابية الأخيرة. كما انضم ممثلو الجبهة التركمانية وممثلون مسيحيون إلى تحالف الإطار التنسيقي الشيعي. وعندما تم أداء مراسم القسم، كان أداء قسم الممثلين الأكراد باللغة الكردية. ثم قدم رئيس السن إطار التنسيق الشيعي بأنه الكتلة الأكبر في مجلس النواب العراقي بضمه 88 عضوا. بينما يبدو أن عدد ممثلي التيار الصدري 76 نائبا. بعدها طلب رئيس السن من مستشاره القانوني تعليق الجلسة. بعد ذلك نشأت توترات بين النواب الصدريين، ونواب أعضاء الإطار التنسيقي، وأفسدوا النصاب القانوني بخروجهم من البرلمان. بعد أن أعلن رئيس مجلس النواب تعليق الجلسة، وبعد إعلان فصيل الإطار التنسيقي كأكبر فصيل في البرلمان تسبب ممثلو التيار الصدري في إحداث فوضى في البرلمان نتيجة التوتر المذكور، مما تسبب بمغادرة رئيس السن الاجتماع. وذكرت شبكة العهد أن ممثلين عن إحدى الفصائل هاجموا محمود المشهداني، رئيس مجلس النواب السِني، وقال مصدر عراقي آخر إن ممثلا عن التيار الصدري ضرب المشهداني بعصا. بعد ذلك تم نقل المشهداني الى مستشفى ابن سينا في المنطقة الخضراء ببغداد. بعد ذلك وبإصرار من ممثلي التيار الصدري تم تقديم “عامر الفايز” و “خالد الدراجي” على أن يخلفوا محمود المشهداني في مكانه. لكن في البداية، اعتذر كلاهما عن جلوسهما على مقعد رئيس مجلس النواب، إلى أن تولى “خالد الدراجي” المسؤولية، بناء على إصرار النواب وتصويتهم، حتى تستمر الجلسة الأولى لمجلس النواب.
التصويت لانتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه
برئاسة خالد الدراجي، عقدت جلسة نيابية وسط جدل حول شرعية استمرار جلسة تحديد رئيس مجلس النواب ونائبيه الأول والثاني. ورأى جزء من المؤسسة السياسية أن الاجتماع غير قانوني ويجب تأجيله حتى عودة المشهداني كأكبر أعضاء البرلمان سناً. لكن في تصويت لانتخاب رئيس لمجلس النواب، أعيد انتخاب الحلبوسي بـ 200 صوت. وحصل المشهداني أيضا على 16 صوتا وأُعلن بطلان 14 صوتا. جاء ذلك أثناء تعطل عملية فرز الأصوات بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن مجلس النواب. كما انتخب “حاكم الزاملي” نائبا أول لرئيس مجلس النواب العراقي بـ 182 صوتا، و “شهوان عبد الله” نائبا ثانيا لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بـ 180 صوتا.
رفض الإطار التنسيقي الشيعي لرئيس البرلمان ونائبيه المنتخبين
وعقب الجلسة البرلمانية، احتجت هيئة التنسيق الشيعية العراقية المعروفة باسم الإطار التنسيقي على إعادة انتخاب محمد الحلبوسي رئيساً لمجلس النواب. وأصدرت اللجنة بيانا أكدت فيه أنها لا تعترف بانتخاب الحلبوسي رئيسا للبرلمان و “حاكم الزاملي” نائبا له. لان رئيس السن لم يكن حاضرا في الاجتماع. وذكر أن الاعتداء على “محمود المشهداني”، رئيس مجلس النواب السِني، حال دون استمراره وتم نقله إلى المستشفى، وشدد على أن المواجهة التي حدثت في جلسة مجلس النواب اليوم (الأحد) تنذر بخطر كبير و “أثارت اشمئزازنا”. وجاء في الإطار التنسيقي “سجلنا أكبر فصيل بأكبر عدد بناء على إجراءات قانونية، وسنقف ضد هذه الأحادية غير المسؤولة في صنع القرار السياسي”.
الصدر والكاظمي والبارزاني يدعمون تجديد رئاسة الحلبوسي
على عكس إطار التنسيق الشيعي، رحب مقتدى الصدر ومسعود برزاني بالحلبوسي رئيساً جديداً للبرلمان. وغرد مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري في العراق، بعد نهاية جلسة البرلمان الجديد واختيار الرئيس واثنين من نوابه: جميع الفصائل السياسية في البرلمان والحكومة بحال جيدة. فاز الصدر، الذي نجح في الانتخابات الأخيرة، بمعظم مقاعد مجلس النواب، واعتبر انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه أول علامة على تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية. وهنأ الشعب العراقي بهذا، واعتبرها الخطوة الأولى نحو بناء دولة حرة وعراقية، دون أي طائفية وفساد. كذلك، قال مسعود برزاني، زعيم الحزب الديمقراطي العراقي، إن انتخاب البرلمان العراقي الجديد ونوابه خطوة مهمة في العملية السياسية للعراق. نهنئ محمد الحلبوسي، الرئيس الجديد للبرلمان، ونائبي الرئيس. وأكد أننا نهنئ جميع أعضاء البرلمان والناخبين والمواطنين. هذا الإجراء هو بداية مهمة لإصلاح العملية السياسية والأساس لخلق مستقبل مع الاستقرار وتوحيد الديمقراطية والشراكة في العراق. كما اتصل رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، وهنأ محمد الحلبوسي برئاسة البرلمان العراقي. في نفس السياق، كتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في تغريدة: اليوم هو يوم عظيم في تاريخنا وهي خطوة مهمة لجمع العراقيين في طريق الإصلاح وقوة للوحدة الوطنية. وقال “نهنئ محمد الحلبوسي ونوابه”.
فتح باب اختيار الرئيس الجديد
أصدر محمد الحلبوسي، الرئيس الجديد للبرلمان العراقي، باب الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية، وقال الحلبوسي، “وفقا للأمر الدستوري، سيفتح الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية في غضون 15 يوما. وقال: “يجب أن يكون هناك العديد من المسارات بعد أن تشكيل البرلمان، حان الوقت للثقة بالعملية السياسية للعراق. وأضاف أن هذه هي الخطوة الأولى في رحلة طويلة لإصلاح العديد من المؤسسات والوظائف. وفقا للعادات السياسية العراقية، فإن رئاسة الجمهورية للأكراد ورئاسة الوزراء للشيعة ورئاسة البرلمان من نصيب المكون السني. ويحتاج المرشح لرئاسة الجمهورية إلى أصوات ثلثي أعضاء البرلمان (210 شخصا على الأقل) لأخذ هذا المنصب.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق