التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 25, 2024

حرب اليمن استنفدت الرياض.. مخزونات الصواريخ الاعتراضية السعودية في نفاد 

ليس سرا أن السعودية في أزمة صعبة في اليمن. لقد أرهقت الحرب في اليمن المملكة العربية السعودية بشدة، حيث انخرطت في حرب لأكثر من بضع سنوات لم تسفر عن نتائج، فضلا عن الصواريخ الدقيقة التي أطلقها الجيش اليمني واللجان الشعبية والتي وصلت إلى أعماق السعودية.

بسبب زيادة هجمات حركة أنصار الله اليمنية على أهداف حساسة في السعودية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في العامين الماضيين رداً على جرائمها ضد اليمن، بات مخزون صواريخ “باتريوت” السعودية على وشك النضوب.

أكبر أزمة تعاني منها السعودية هذه الأيام هي أزمة نقص الصواريخ الاعتراضية بسبب تكثيف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن صواريخ باتريوت السعودية كانت تنفد في مواجهة صواريخ أنصار الإسلام اليمنية، وأن بعض دول الخليج، مثل قطر والإمارات العربية المتحدة، كانت تدعمها قدر الإمكان لأن مخزونها قد ينفد من في غضون ثلاثة شهور.

سمحت الحكومة الأمريكية ببيع 280 صاروخًا للسعودية بقيمة 650 مليون دولار، والتي وافق عليها الكونجرس، لكن تسليم هذه الصواريخ قد يستغرق شهورًا أو ربما سنوات، ولهذا السبب تلجأ المملكة العربية السعودية إلى دول الخليج العربي لإعطاء ما لديهم على وجه السرعة. ولكي تتمكن هذه الدول من بيع هذه الصواريخ الأمريكية للسعودية أو أي دولة أخرى، تحتاج هذه الدول إلى موافقة أمريكية، ووفقًا للمعلومات المنشورة، أرسلت الولايات المتحدة موافقتها إلى قطر والكويت والإمارات، لكن لم يتضح بعد إن كانت هذه الدول ستستجيب لطلب السعودية أم لا، وهذا الإجراء سري، وقد يتم تسريب أنباء عنه من خلال المسؤولين الأمريكيين أو التقارير الصحفية. يكلف صاروخ باتريوت أكثر من مليون دولار، بينما تكلف الصواريخ اليمنية أقل من 10 آلاف دولار، وكذلك الحال بالنسبة للطائرات المسيرة التي تعد من أبرز مفارقات الحرب اليمنية.

كثف سلاح الجو السعودي، في الأسابيع الأخيرة، هجماته على قوات أنصار الإسلام لمنعهم من التقدم والسيطرة على مدينة مأرب الاستراتيجية. وقد يستهدف أنصار الله المنشآت السعودية الرئيسية، بما في ذلك أرامكو والمطارات رداً على الجرائم السعودية ضد اليمن، والتي قد تكون كارثة كبيرة أخرى للمملكة العربية السعودية. لقد وجهت هجمات الطائرات بدون طيار على منشآت أرامكو النفطية في الرياض وجدة وينبع والظهران وخميس مشيط وجازان ضربات قاتلة للسعودية، واستمرار السعودية لهذه الحرب انتحار عسكري وسياسي.

لم تحقق الحرب التي شنها التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن في 26 مارس 2015 أهدافها بعد. بالإضافة إلى أنباء الخسائر التي تكبدها في الحرب اليمنية خاصة للسعوديين. على الجبهات الحدودية، لفتت أنباء اقتراض السعودية من البنوك العالمية انتباه المراقبين. تم إنفاق الكثير من الاحتياطيات المالية للمملكة العربية السعودية على صفقات الأسلحة الأمريكية الابتزازية، وتوقفت معظم مشاريع البنى التحتية، وواجهت عجزًا حادًا في الميزانية، ولجأت إلى الاقتراض. في الواقع، من أهم أسباب الأزمة الاقتصادية السعودية هو الحرب على اليمن وتكاليفها الباهظة. وتتحمل السعودية معظم كلفة الحرب اليمنية، لا سيما أن بعض الدول التي انضمت إلى التحالف الذي تقوده السعودية طلبت أموالاً ودفعت الرياض ثمنها، مما زاد من مشاكل السعودية الاقتصادية.

تُظهر فضيحة الفيديو الأخيرة أيضًا ذروة ارتباك التحالف الذي تقوده السعودية، حيث نشر تحالف العدوان العربي بقيادة السعودية مؤخرا شريط فيديو يزعم أنه يكشف مواقع صواريخ أنصار الله في الحديدة، لكن التحقيق كشف أن الفيديو جزء من فيلم وثائقي أمريكي. وظهر أن المشاهد التي نشرها تحالف العدوان العربي هي مقتطفات من فيلم وثائقي أمريكي عن غزو العراق.

لقد مر الآن ما يقرب من سبع سنوات على الحرب، وخلال هذه الفترة تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية بقيادة أنصار الله من المضي بالحرب تدريجياً لصالحهم من خلال الاعتماد على الله والمثابرة والاعتماد على معرفتهم التقنية. أدى إطالة أمد الحرب إلى قيام الجيش اليمني واللجان الشعبية بتحسين الصواريخ التي بحوزتهم وبناء وكشف النقاب عن إنجازات عسكرية جديدة مثل الصواريخ الباليستية طويلة المدى. كما أن نماذج مختلفة ومتقدمة من الطائرات المسيرة الانتحارية، إضافة إلى تغيير ميزان الحرب على الأرض، ستمتد الحرب إلى أعماق الأراضي السعودية وتستهدف المنشآت النفطية مثل أرامكو والقواعد العسكرية السعودية.

الإنجازات نفسها وهزيمة التحالف السعودي دفعت الإمارات، الشريك الرئيسي للسعودية في الغزو العسكري لليمن، للإعلان مرتين عن سحب قواتها من اليمن؛ حتى الانتصارات الأخيرة للجيش واللجان الشعبية اليمنية في محافظتي شبوة ومأرب، والتي كانت مهمة من حيث مصادر الطاقة وكذلك قطع خطوط التحالف السعودي مع مرتزقتها، جعلت الإمارات تعود إلى الحرب في شمال اليمن لمنع تحرير مأرب. ودفعت هذه الخطوة الجيش اليمني واللجان الشعبية لاستهداف الإمارات بالصواريخ والطائرات المسيرة. وأظهر الهجوم أن الجيش اليمني واللجان الشعبية تمكنت من إنتاج صواريخ وطائرات بدون طيار بمدى لا يقل عن 1600 كيلومتر، وهذا الإنجاز ما هو إلا نتيجة الحرب المطولة وإيجاد الجيش اليمني واللجان الشعبية وسيلة للدفاع عن أنفسهم.

من المؤكد أنه بعد سنوات قليلة من الحرب التي شنتها الرياض على اليمن، فإن قوات التحالف بقيادة الرياض غير قادرة على تقرير مصير الحرب عسكريا. وعلى الرغم من الدعم الاستخباراتي واللوجستي الأمريكي للقوات السعودية، فإن التحالف السعودي لم يستهدف أي مكان سوى المدنيين.

من ناحية أخرى، لم تتوقف هجمات الجيش اليمني واللجان الشعبية على مختلف أنحاء السعودية بطائرات مسيرة أو صواريخ باليستية. وفشلت مشتريات الأسلحة من الغرب لصالح السعوديين، وخاصة من الولايات المتحدة، فقد أصبح السعوديون أكثر عرضة لهجمات الجيش اليمني واللجان الشعبية. الأفضل للسعوديين أن يفكروا في نهاية الحرب اليمنية، بدلاً من ضخ الأموال في جيوب الأمريكيين ومشتريات الأسلحة والضربات الجوية المجنونة التي أدت إلى مقتل المزيد من المدنيين اليمنيين. أظهرت جريمة مهاجمة سجن صعدة ذروة وحشية وجنون التحالف السعودي.

لقد فقد آلاف اليمنيين حياتهم منذ فترة طويلة بسبب الحصار، وبريطانيا والولايات المتحدة هما السبب الرئيسي لاستمرار الحصار والحرب في اليمن، ويبدو لا يرى المجتمع الدولي جرائم التحالف السعودي. هجمات المملكة العربية السعودية وحلفائها على اليمن تخدم فقط المصالح العسكرية للولايات المتحدة والغرب. على العرب أن يتخذوا خطوات لوقف هذه الحرب القمعية، فإن لصمت الأنظمة العربية أمام هذه الجرائم نتائج سلبية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق