التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أكتوبر 31, 2024

رئيس الشبکة السوریة لحقوق الإنسان: ملف جرائم واشنطن في سوریا جاهز لرفعه لمحکمة الجنایات الدولیة 

زعم الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس الماضي، مقتل أبو إبراهيم القرشي الزعيم الجديد لداعش في سوريا. وقال بايدن في بيان، بأمر مني نفذت القوات الأمريكية في شمال غرب سوريا بنجاح عملية لمكافحة الإرهاب لحماية الشعب الأمريكي وحلفائنا وجعل العالم مكانا أكثر أماناً.

حلقت طائرات هليكوبتر تابعة للتحالف الأمريكي فوق منطقتي أطمة ودير بلوط على الأطراف الشمالية لإدلب السورية ، ليل الأربعاء، ما أسفر عن مقتل 13 شخصا بينهم سبعة أطفال.

وفي هذا السياق، ونظراً للسجل الكبير والمظلم للولايات المتحدة في دعم الإرهاب ودخول عناصر داعش إلى سوريا، أجريت مقابلة مع رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

حيث أکد رئيس الشبکة السوریة لحقوق الإنسان المقربة من الحکومة السوریة “شبه رسمیة” والتی تعمل من الداخل السوری أنها تسجل کل الجرائم الأمریکیة وانتهاکات جیش الاحتلال الأمریکی والمجموعات الإرهابیة التی یرعاها, لحقوق الإنسان فی سوریا لرفعها فی الفترة القادمة إلى کل من مجلس الأمن ومحکمة الجنایات الدولیة.

وأضافت الشبکة على لسان رئیسها أحمد خازم أن مجلس الأمن واستنادا إلى السلطة التقدیریة الممنوحة له بموجب المادة 39 من میثاق هیئة الأمم المتحدة علیه القیام باتخاذ ما یلزم من إجراءات ضروریة لحفظ السلم والأمن الدولیین وهو إما ان یقدم توصیات أو أن یقدم أوامر تنفیذیة وطبقا للمواد 41 و42 من المیثاق العالمی لحفظ الأمن والسلم الدولیین فإن المجلس یجب أن یقوم بأحد الخیارات الثلاثة التالیة تدابیر مؤقتة وفقا للمادة 40 وتدابیر أمن جماعی غیر عسکریة تتواکب مع الأحداث استنادا للمادة 41 أو تدابیر عسکریة استنادا للمادة 42 من المیثاق الاممی.

وأردف إنه فی الحالة السوریة کان على مجلس الامن اتخاذ ما یراه مناسبا لمنع أعمال العنف منذ البدایة إن فی سوریا ومن قبلها فی العراق ولیبیا والیمن, خاصة وأن المجموعات الارهابیة والدول الداعمة لها “أمریکا على وجه الخصوص” شکلت نواة خطیرة جدا تعتبر من أخطر مصادر تهدید الأمن والسلم الدولیین نظرا لوجود مجموعات مسلحة مصنفة دولیا على قائمة الإرهاب کجبهة النصرة وداعش وهیئة تحریر الشام وجند الشام وغیرها ممن تعمل أمیرکا على دعمها إما بشکل مباشر أو عن طریق حلفائها من ترکیا إلى بریطانیا وفرنسا وبتمویل من دول الخلیج “الفارسی”.

وبناء على ما سبق ذکره وفقا لرئیس الشبکة السوریة لحقوق الإنسان کان على الأمم المتحدة التحرک تجاه ما جرى من أحداث وجرائم ضد الإنسانیة فی سوریا لتقدیم متزعمی الجماعات الإرهابیة وممثلی الدول التی دعمتهم سواء أکانوا رؤساء دول أو غیرهم إلى محکمة الجنایات الدولیة سندا للمواد 7 و8 و25 و27 من نظام روما الأساسی وسندا للقرار الأممی 1373 لعام 2001.

وتابع بالقول: ولأن مجلس الامن لم یتحرک لحمایة سوریا, فإن الجمهوریة العربیة السوریة باعتبارها عضوا فی هیئة الأمم المتحدة من حقها طلب الدعم والمساعدة من دول حلیفة أو صدیقة لها بعد أن تعرضت لعدوان وإرهاب أثر على أمنها وسلمها الأهلی وهدد الواقع المیدانی والبنیة التحتیة فیها, ناهیکم عن أن العدوان على سوریا هدد السلم والأمن الدولیین لذلک کان على مجلس الأمن التدخل وفق الصلاحیات الممنوحة له بناء على مواد میثاق الأمم المتحدة, ولأن مجلس الامن لم یتحرک طلبت سوریا من حلیفتیها إیران وروسیا الدعم سیاسیا ومیدانیا فی وجه الإرهاب والجرائم ضد الإنسانیة والحرب التی تشن علیها.

واعتبر خازم أن سوریا تعرضت إلى إرهاب وتأمر دولی کبیر واضح تمام الوضوح وقد صُرفت الملیارات لإسقاط الدولة السوریة, خاصة وأن ترکیا وأمریکا احتلت أراضٍ فی شمال سوریا, ولم یحرك مجلس الأمن ساکنا تجاه هذا الأمر لا عبر توصیات ولا عبر مقترحات أو تدابیر عسکریة أو غیر عسکریة إطلاقا, مردفا أن جمود مجلس الامن ناجم عن الهیمنة الأمریکیة على المجلس, مؤکدا أن هذا أمر خطیر یعکس الواقع الدولی ویشکل خرقا لمیثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمی لحقوق الإنسان والقانون الدولی الإنسانی.

وبالنسبة للجرائم التی یتم ارتکابها فی سوریا والتی قامت بها امریکا بشکل مباشر, قال الحقوقی السوری إنه من خلال المتابعة المیدانیة فالولایات المتحدة دخلت سوریا دون التنسیق مع الدولة السوریة وهذا عدوان مباشر على السیادة السوریة بحسب القانون الدولی وحسب میثاق الأمم المتحدة, ومع أن واشنطن دخلت سوریا وفقا لخازم بحجة محاربة الإرهاب وخصوصا تنظیم داعش الإرهابی إلا أن الوثائق تثبت أن من أوجد التنظیم الإرهابی هی امریکا, ضاربا مثالا عما حدث فی الرقة من إنزال المروحیات الامریکیة لعناصر من تنظیم داعش الإرهابی فی المدینة السوریة فی وقت کانت الرقة لا تزال آمنة وخالیة من الإرهاب.

وکشف أنه من خلال المتابعة المیدانیة لاحظت الشبکة السوریة لحقوق الإنسان أن الدواعش تم حصارهم أکثر من مرة من قبل الجیش العربی السوری ومن قبل القوات الردیفة والحلیفة والصدیقة ولکن فی هذه اللحظات کانت أمریکا غالبا ما تتدخل لإبعاد قادة داعش والمقاتلین الأجانب الذین یحملون جنسیات أمریکیة وفرنسیة وبریطانیة وغیرها, بمعنى حسب خازم, أنها کانت تبعد رجالها وعناصر استخباراتها المنضوین فی صفوف داعش من امریکیین واسرائیلیین وفرنسیین وبریطانیین وهذا الأمر موثق وفقا للحقوقی السوری.

واردف خازم أن امریکا ارتکبت جرائم مرعبة ضد الإنسانیة شمال سوریا منها على سبیل المثال أنها کانت ترمی کرات لهب تقوم عبرها بحرق المزارع والمحاصیل الزراعیة للفلاحین لتجویع السوریین وهذا أمر خطیر یعاقب علیه القانون الدولی کما انها کانت ولا تزال تقوم بسرقة البترول السوری عبر قوافل من الصهاریج التی تُهرب نفط السوریین لخارج سوریا بالتنسیق مع میلیشیا قسد الانفصالیة.

وشدد رئیس الشبکة السوریة لحقوق الإنسان على أن جرائم امریکا فی سوریا موثقة ومصنفة تصنیفا کاملا والحدیث فیها یطول ولیس أولها ولا آخرها أن واشنطن أدخلت مجموعات کبیرة من المجرمین الدولیین بعد أن هیأتهم ودربتهم لترسلهم إلى سوریا لیقوموا بأعمال عنف وجرائم ضد الإنسانیة مقابل منحهم الحریة وإسقاط الجرائم التی قاموا بها فی دولهم عنهم, مضیفا أن ما نراه الیوم هو دعم للمجموعات الإرهابیة من دول تدعی محاربة الإرهاب فی سوریا کالولایات المتحدة الامریکیة.

واعتبر خازم أن ما تقوم به الولایات المتحدة الأمریکیة فی سوریا جریمة دولیة منظمة, دائمة ومستمرة, کاشفا أن الجرائم الأمریکیة فی سوریا متعددة وتراکمیة, ضاربا مجددا المثل بمدینة الرقة التی اعتدت فیها أمریکا على حقوق الإنسان السوری وممتلکاته وأرزاقه وأمواله, معربا عن اعتقاده أن ظهور داعش فجأة فی الرقة ودون سابق إنذار کان مخططا أمریکیا لتدمیر المدینة.

وقال خازم إن أمریکا وبحجة ضرب داعش وطرد التنظیم الإرهابی من الرقة, دفعت بعناصر هذا التنظیم إلى منطقة الباغوز التی ادعت انها قضت فیها بمعرکة أخیرة على خلاقة داعش, وهذا یعنی أن الرقة کانت خالیة من داعش وفقا للکلام الأمریکی, لکن ما حدث هو أنه وبعد طرد داعش بدأ الطیران الأمریکی بقصف المدینة وهو ما یعنی وفقا للحقوقی السوری أن المطلوب کان تدمیر المدینة وهو ما یکذب الادعاءات الأمریکیة بأنها جاءت لمحاربة داعش ویکشف حقیقة الهدف الأمریکی فی سوریا وهو تدمیر البلاد خدمة للعدو الصهیونی, وقد تم تدمیر الرقة بشکل کامل تقریبا ولا زالت آثار القصف والدمار تشهد على الهمجیة الأمریکیة.

وکشف خازم أنه فی الباغوز وبتاریخ 18 آذار 2019 على سبیل المثال لا الحصر قامت القوات الأمریکیة بشن غارتین قتلت بهما حوالی 80 شخصا تبین أن ثمانیة منهم فقط ینتمون لداعش بینما ما تبقى فهم من المدنیین السوریین العزل, علما انه لم یُقتل داعشی اجنبی واحد فی الباغوز, متسائلا لماذا وأین ذهب الإرهابیین الأجانب؟.. لیستدرک مجیبا على تساؤله بالقول: “ان أمریکا اخرجت الأجانب من مقاتلی داعش لأنهم عناصر استخبارات, مردفا ان الحجة الأمریکیة بعد کل استهداف للمدنیین السوریین جاهزة وهی القول: “لا نعلم إن کان فی المنطقة مدنیین أم لا لأننا وجدنا أن النساء وحتى الأطفال فی المناطق التی قصفناها یحملون السلاح”, مشددا على أن الولایات المتحدة لا یمکنها التبرؤ من مسؤولیتها فی قتل المدنیین السوریین أمام محکمة الجنایات الدولیة وفق نظام روما الأساسی أو وفق القانون الدولی والقانون الدولی الإنسانی.

وأکد خازم أن الأمریکیین مستمرون حتى اللحظة بسرقة النفط والآثار والقمح والغاز وکل ما تقع علیه أیدیهم شمال سوریا, کما أنهم سرقوا الحبوب السوریة الأصلیة وأحضروا بدلا منها حبوبا مهجنة تعمل على تدمیر الأرض السوریة وهذا موثق والجهات التابعة لها أجبرت الفلاحین السوریین على زراعة هذه الحبوب التی تعرض حیاة الإنسان السوری وأرضه للخطر وذلک لخلق تغییر دیموغرافی فی المنطقة وهذا خرق للقانون الدولی ولشرعة حقوق الإنسان.

ورکز رئیس الشبکة السوریة لحقوق الإنسان على مقال لصحیفة نیویورک تایمز کشفت فیه عن قتل الجیش الأمریکی لمئات المدنیین السوریین, معتبرا أن هذا النوع من المقالات یندرج فی إطار المغالطات وتخفیف الأرقام الحقیقیة للضحایا وذرا للرماد فی العیون للقول بأن حریة النشر مکفولة فی أمریکا, ولکن حتى اللحظة لم تحمل أی وسیلة لا إعلامیة ولا غیرها مسؤولیة المطالبة بتعویض المدنیین السوریین المتضررین من البربریة الأمریکیة وضحایا العنف والإرهاب على ما أصابهم من خسارة مادیة أو معنویة أو جسدیة.

ولفت أحمد خازم رئیس الشبکة السوریة لحقوق الإنسان فی ختام حدیثه إلى ان الشبکة سترفع إلى محکمة الجنایات الدولیة ومجلس الأمن کل ملفات الجرائم الأمریکیة فی سوریا والتی جمعتها على مدى سنوات وفقا للقانونین الوطنی والدولی والدولی الإنسانی لوضع العالم أمام مسؤولیاته لمحاسبة امریکا على جرائمها وملاحقة متزعمی المجموعات الإرهابیة المسلحة والدول الداعمة لهم سواء أکانت ترکیا أو الولایات المتحدة أو دول الخلیج “الفارسی” وتحدیدا السعودیة التی مولت الإرهاب فی سوریا وسلحته على مدى سنوات.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق