بعد انكشاف مخططات العدوان.. الانشقاقات تتوالى أمام عفو صنعاء
تتصاعد الانشقاقات في صفوف تحالف العدوان على اليمن يوماً بعد يوم، فحدوث الانشقاقات عن تحالف العدوان خلال الفترة الماضية كانت لها العديد من الأسباب، فالتحالف الذي شن عدواناً ظالماً على اليمن يعاني من إضطراب في صفوفه ولا يملك حتى استراتيجية واضحة للخروج من المأزق الذي هو فيه. وايضاً سياسة التحالف التي تقوده مملكة آل سعود إزاء اليمن واليمنيين كانت لها دوراً في إيقاض الضمير لدى الكثير من اليمنيين التي تم التغرير بهم مسبقاً للإنضمام إلى هذا التحالف تحت شعارات براقة.
بالمقابل عملت قيادات أنصار الله إلى الدعوة مراراً وتكراراً لكل من غُرر بهم للانضمام إلى العدوان إلى العودة إلى حضن صنعاء وبقية المحافظات المحررة، ونتيجة لذلك استقبلت صنعاء خلال السنوات الماضیة عشرات العائدين بصورة يومية من صفوف العدوان ، حيث كشف في وقت سابق رئيس عمليات المركز الوطني للعائدين اللواء الركن رشاد محمد اليمني استقبال 4 آلاف وخمسمائة عائد بعضهم برتب عسكرية رفيعة، عادوا خلال عام منذ يناير 2020 حتى يناير المنصرم . وقال العميد في حوار أجرته “الثورة” معه أن المقيدين ضمن قاعدة بيانات المركز الوطني للعائدين منذ صدور قرار العفو العام وحتى ديسمبر 2020م بلغ 12 ألفاً، موضحا أن المركز يواصل جهوده اليوم على ضوء توجيهات القيادة بتكثيف التواصل والتحرك لإعادة من تبقى.
تزامناً مع توالي الانشقاقات صنعاء تدعوا المغرر بهم للعودة
تزامنا مع الدعوات والتحركات التي يقوم بها المحافظون والمشائخ والقيادات العسكرية، خَصّصت وزارة الدفاع في صنعاء رقماً مجّانياً لاستقبال الراغبين في العودة إلى الوطن واتّخذت إجراءات لحماية العائدين في جميع المناطق. ويتم التنسيق للعائدين بطرق مختلفة، منها ما يتم عبر المركز الوطني عبر الرقم المجاني 176، ويقدمون كامل معلوماتهم وبياناتهم الشخصية، أو عبر الوسطاء ( الأقارب، المشائخ، الشخصيات الاجتماعية.. وغيرهم)، أو عبر خطوط التماس وتُرفع بياناتهم إلى المركز الوطني، وأخرون بدون تنسيق يعودون إلى مناطقهم من ذات أنفسهم، وعادة ما يتم التواصل بهم وإدراجهم ضمن قرار العفو العام.
توالي الانشقاقات عن صفوف تحالف العدوان يكشف الوضع الهش والمفكك الذي بات عليه تحالف العدوان بعدما انكشف للكثير من المغرر بهم مخططاته المخادعه للسيطرة على اليمن، وتبین لهم أن العدوان استخدم أساليب التضليل على الشباب وزج بهم في معاركه العبثية. فخلال الآیام الماضیة أعلنت وسائل الإعلام بأن المركز الوطني للعائدين في صنعاء استقبل أربعة من قيادات الكتائب العسكرية في التابعة لتحالف العدوان حيث تم وصولهم إلى صنعاء في إطار قرار العفو العام الذي أصدره المجلس السياسي في صنعاء .
ومن الجدير بالذكر أن القادة العسكريين الأربعة الذين عادوا إلى صنعاء هم قائد الكتيبة الثالثة في اللواء الثاني حرس حدود بجبهة اليتمة العقيد طاهش السنه وقائد كتيبة جبهة الكسارة في محافظة مأرب شرق اليمن العقيد جمال ناجي علهان وقائد كتيبة التعزيزات في اللواء ” 155 ” بجبهة اليتمة النقيب عبدالاله أحمد الحطباني وأركان حرب كتيبة اللواء الثاني حرس حدود بجبهة اليتمة النقيب عبدالحكيم ناجي عيضة. القادة العسكريين المنشقين من قوات التحالف الذي تقوده السعودية و العائدين إلى صنعاء أكدوا بأن ” التحالف السعودي الإماراتي والقوات التابعة له لم تعد قادرة على الصمود وتمر بوضع صعب بعد انهيار تلك القوات لافتين إلى أن ” قوافل العائدين ستسمر تباعا وسيبقى العدو أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاستسلام أو الرحيل المخزي ”
في النهاية يمكن القول أن العام الماضي2021 شهد زيادة كبيرة في أعداد الواصلين إلى صنعاء وبقية المحافظات المحررة حيث أن العائدين يتوجهون بكل حرية إلى قراهم ومناطقهم بعد استكمال إجراءات الضمانة بعدم العودة إلى صفوف العدوان. ومع مطلع هذا العام يبدو ايضاً أن التحالف السعودي الإماراتي سيشهد انشقاقات كبيرة وسيعود الكثير من المغرر بهم إلى ارض الوطن بعدما لقو معاملة سيئة، حيث أبدى الكثيرُ من العائدين إلى صنعاء سخطهم جراء ما لاقوه من معاملة سيئة من قبل العدوان، حَيثُ كانوا يتعرّضون للاستخفاف والاستحقار والمهانة من الجنود والضباط السعوديين والإماراتيين، في حين لا يتلقى الجرحى العناية الصحية اللازمة، وتنقطع رواتبهم لشهور عديدة بعكس الذين عادوا إلى صنعاء فهم يعيشون في راحة واطمئنان بين أهاليهم وأسرهم وعوائلهم معززين مكرمين، وأن أنصار الله والسلطات في صنعاء استقبلوهم أحسن استقبال، ورحبوا بعودتهم، وقدموا لهم المساعدات. ومن المؤكد أن بعض العائدين عادت بهم صحوة الضمير بعد مشاهدته للمجازر الوحشية في حق الأبرياء والمدنيين من أبناء جلدته في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، بحيث لم تفرق طائرات الحقد السعودي بين طفل وشاب ورجل وامرأة، وكما يشاهد المغرر به قتل العدوان للأبرياء بالاستهداف المباشر يشاهد قتلهم بالحصار والحرب الاقتصادية .
المصدر/ الوقت