دعوات لوقف رالي باها التطبيعي في الأردن.. صحوة شعبية عربية ضد التطبيع
رغم كل محاولات الاغراء المادي،المقدم من الولايات المتحدة والدول الغربية للحكومات المطبعة مع الكيان إلاسرائيلي، ورغم كل المحاولات السياسية والاجتماعية والفنية والرياضية والسياحية، لتسويق “إسرائيل” لدى الشعوب العربية، على انها كيان طبيعي يمكن التعايش معه وعلى أنه جار في الأرض، من خلال تجنيد اخطبوطات اعلامية وصحفية ضخمة في العالم، ارتطمت كل تلك الجهود ومازالت بجدار صلب ومرتفع، ألا وهو صحوة الشعبي العربي ضد التطبيع مع الكيان الغاصب للقدس والمقدسات الاسلامية.
الشعب الأردني مثال للصحوة
اذا ما اردنا ان نأخذ الشعب الاردني مثالا على هذا الرفض، فهناك العديد من الامثلة التي تؤكد هذه الحقيقة التي باتت تؤرق الكيان إلاسرائيلي، الذي لم يتمكن من ايجاد اي ارتباط شعبي مع الاردنيين، فحتى السياح إلاسرائيليين، يدخلون ويخرجون الى الاردن كاللصوص، او تحت حماية امنية، لحجم الكراهية التي يكنها الشعب الاردني للصهاينة.
ومن أمثلة الرفض الشعبي الاردني الجديدة، أطلق ناشطون أردنيون حملة إلكترونية، لمطالبة اللجنة الأردنية لرياضة السيارات، بوقف رالي باها الدولي، الذي يقام في الأردن؛ باعتباره حدثا تطبيعيا، بسبب مشاركة 13 “إسرائيليا فيه.
رعاة السباق ينسحبون
أعلنت شركة مطاعم حمادة، انسحابها من رعاية المسابقة، بعدما “علمت بوجود متسابقين إسرائيليين مشاركين في البطولة”. فيما دعت كتل طلابية في الجامعات الأردنية، بمقاطعة الرالي التطبيعي، وانسحاب المشاركين العرب منه. هذا فضلا عن اعلان حركة مقاطعة “إسرائيل “بي دي اس”، رفض الشعوب العربية الحرة التطبيع والتعاون مع الاحتلال بأي شكل كان، وطالبت بـ”إلغاء السباق، ومقاطعة المتسابقين الإسرائيليين”.
وقالت قناة رؤيا المحلية إن «انسحابها من رعاية السباق إعلاميا جاء بعد أن تفاجأت بدعوة 13 متسابقا من كيان الاحتلال الإسرائيلي للمشاركة في سباق «باها» للسيارات الذي انطلق الخميس بمنطقة أيلة في مدينة العقبة»، ومشددة على رفضها لجميع «أنواع التطبيع مع إسرائيل» المستمرة بما وصفته بـ«التنكيل بالفلسطينيين».
هذا الرفض الاردني والشعبي للتطبيع لا ينحصر في مجال الرياضة، فهو يمتد على كل المجالات، ومنها الفنية والسينمائية، فقد دعت جهات عديدة، الى منع عرض “جريمة في وادي النيل” التي تقوم مجندة إلاسرائيلية تدعى غال غادوت بدور البطولة فيه، حيث دعا تجمع “التحرّك لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع”، وعبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، دعا للمشاركة في “العاصفة الإلكترونية” التي تنظم للمطالبة بوقف عرض الفيلم، تحت وسم “#امنعوا_الفيلم_الصهيوني”.
وشهد الأردن نهاية العام الماضي تحركا رسميا وأكاديميا نحو التطبيع مع الاحتلال، فتوصلت الحكومة الأردنية لتوقيع «إعلان نوايا» ثلاثي مشترك مع دولة الاحتلال والإمارات العربية المتحدة، بخصوص تزويد الأردن بالمياه، مقابل إقامة مشروع للطاقة المتجددة في الأردن، وبيع الكهرباء المنتجة للكيان الإسرائيلي.
كما أقيمت ندوة تعريفية في الجامعة الأردنية نظمتها جامعة محمد بن زايد لتقديم منح للطلبة الخريجين والدراسات العليا في الذكاء الاصطناعي، وبالتعاون مع الجامعة العبرية في القدس، ومعهد «وايزمان Weizmann» الإسرائيلي.
وقد أقيمت فعاليات شعبية وطلابية رافضة لهذه التحركات، واعتقل على إثرها ناشطون وطلبة جامعات أردنية.
قضية رالي داكار تعود إلى الأذهان
هذه ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها الكيان الاسرائيلي الرياضة كواجهة للدخول في شرايين البلدان العربية ففي عام 2021 شارك 9 إسرائيليين في فعاليات النسخة الـ43 من رالي دكار الذي انطلق في السعودية بين 3 إلى 15 يناير/كانون الثاني 2021 وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في نسختها الإنجليزية، إن سائقين إسرائيليين شاركوا في رالي دكار على الرغم من الحظر المفروض على دخول الإسرائيليين إلى المملكة.
حيث خاض داني بيرل وشارلي غوتليب، وهما سائقان إسرائيليان السباق على أنهما يمثلان بلجيكا ولم يرتديا أي رموز محددة تشير إلى أنهما من إسرائيل، بحسب المصدر ذاته.
وأضافت الصحيفة أن 3 متسابقين إسرائيليين آخرين هم أفيف كادشاي، ويزهار أرموني وماعوز فيلدر، شاركوا أيضا تحت فريق CRV الذي يرفع العلم الأمريكي.
وبحسب المصدر ذاته، دخل سائقان إسرائيليان آخران إلى المملكة بجوازات سفر إسرائيلية، وشاركا تحت رعاية شركة ” MYHERITEGE ” المحلية المتخصصة في مجال الاختبارات الجينية.
ورافق فريق الشركة ” MYHERITEGE ” الإسرائيلية الباحثة نيريت أوفير، من معهد “عزري” لدراسات الخليج في جامعة حيفا.
ونشرت أوفير، على حسابها عبر موقع فيسبوك صورا لها مع الفريق الإسرائيلي، إضافة إلى صورة مع المتسابق السعودي صالح السيف.
تطبيع وعزو اقتصادي وتغلغل في المجتمعات العربية
يبدو أن التطبيع مع الحكومات العربية هدفه التغلغل بشكل أكبر في المجتمعات العربية فها هي أسواق الدول العربية تشهد غزو اقتصادي غير مسبوق حيث شكلت مبيعات المنتجات الاسرائيلية للامارات العربية المتحدة و مصر و الاردن و المغرب ارتفاع كبير حيث وصل حجم التبادل التجاري المخفي للكيان الصهيوني مع الدول الخليجية لأكثر من مليار دولار عام 2018.
يشهد التبادل التجاري للكيان الصهيوني مع الدول العربية نموًا ملحوظاً منذ اتفاقيات السلام في 2020، وذلك بحسب معطياتٍ إسرائيليّة رسميّةٍ، و ذلك دون احتساب السياحة والخدمات، حيث أكّدت المعطيات الرسميّة أنّ التجارة مع العديد من الدول العربية تضاعفت أكثر من ثلاث مرات خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2021 مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق و هو مايعتبر بالنسبة للكيان الصهيوني ثمرة التطبيع مع الدول العربية.
بحسب موقع (تايمز أوف اسرائيل)، فقد نمت التجارة بنسبة 234 في المائة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2021 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020 وفقا لأرقام دائرة الإحصاء المركزية التي استشهد بها يوناتان غونين، المتدرب في وزارة الخارجية الصهيونية.
و في هذا السياق تحدثت مصادر عن أنّ التجارة مع الإمارات العربية المتحدة ارتفعت من 50.8 مليون دولار بين يناير ويوليو 2020 إلى 613.9 مليون دولار في نفس الفترة من عام 2021. ومن الجدير بالذكر أن الإمارات كانت الأولى من بين أربع دول في المنطقة وقعت اتفاقية لتتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني العام الماضي، و ذلك بعد مصر عام 1979 والأردن في عام 1994 باعتبارهما الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين أقامتا علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع الكيان الصهيوني فيما مضى.
في حين زادت التجارة مع الأردن هذا العام، من 136.2 مليون دولار إلى 224.2 مليون دولار، وارتفع حجم التبادل التجاري مع مصر من 92 مليون دولار إلى 122.4 مليون دولار، ونمت التجارة مع المغرب من 14.9 مليون دولار إلى 20.8 مليون دولار.
وبحسب المعطيات فقد كانت التجارة مع البحرين منعدمة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2020. لكنه تم تسجيل 300 ألف دولار من التبادل التجاري خلال نفس الفترة من هذا العام. وأوضحت المصادر الإسرائيليّة أنّ الأرقام الواردة لا تتضمن الأرقام التجارة في السياحة والخدمات.
تطبيع بين كيان مغتصب وأنظمة عميلة
من الخطأ وصف التطبيع مع الكيان الغاصب لفلسطين العروبة بانه تطبيع مصري او أردني او إماراتي او بحريني، انه تطبيع بين كيان مغتصب وأنظمة عميلة، والشعوب العربية بريئة من هذا التطبيع ورافضة له جملة وتفصيلا، وهذا الرفض سيبقى ويشتد، ما دامت فلسطين محتلة، ولن تنفع امريكا والغرب كل محاولاتهما لتصوير المحتلين على انهم جيران واصدقاء.
المصدر/ الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق