التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

نازحون في الرخاء ! 

بقلم / عبدالرضا الساعدي
ما نشاهده ونقرأ عنه ونسمع ، يثير الشجن والاستغراب والاستنكار معا .. أموال هائلة أنفقت على ملف النازحين ولكن دون أثر !!
نعم قد يكون هذا الملف كبيرا ومعقدا وجديدا على مستوى الاستعداد والتعامل والمعالجات ، لاسيما ونحن بلد بلا تخطيط وبلا مؤسسات جدية وبلا سياسيين متأهبين ومتفقين أو متوحدين لمواجهة الأزمات التي تعصف بنا من كل حدب وصوب.
بالأمس شاهدت مشهدا يثير العديد من الأسئلة والانطباعات المتداخلة عن  هذا الوضع البائس .. عائلة تسكن في إحدى المدارس تضطر حين يبدأ الدوام للجوء إلى سطح المبنى حتى ينتهي الدوام في المدرسة ويذهب الطلاب عنها ، ليعودوا إلى  مكان راحتهم .. وأي راحة ؟!
وصور أخرى متكررة عن حوادث مأساوية تحصل هنا وهناك ، لم يكن لتحصل لو كان ثمة من يشعر من المعنيين والمسؤولين على هذا الملف أن هؤلاء هم أهلهم وعشائرهم وأبناء جلدتهم ، ولكن هيهات أن يشعر بهذا من تلاعب الفساد في دمه وعقله وضميره.
إنها محنة أهلنا  النازحين في وطنهم أيها السادة ، تُهدر الأموال يمينا وشمالا وتبدد الإمكانات ويتاجر بالمعاناة من يتاجر ، وفي كل يوم يثير هذا الملف  جدالا وخلافا وتعثرا ليفتح المجال واسعا لفتح تحقيقات قادمة تحت عنوان الفساد ، وهذه المرة عن ملف إنساني يدمي القلب اسمه ملف النازحين في الوطن .. ألهذا الحد وصلنا وإلى أين .. فساد وتعاسة وبؤس في كل شيء حتى أصبحنا متخلفين عن دول تعتاش على المساعدات ، في قوائم الرخاء والازدهار !!
المسؤولون الكبار عن هذا الملف ( ملف النازحين ) بين متشنج ومسترخٍ ـ متشنجون من النقد وكشف العيوب والفساد .. ومسترخون لأن اللعبة تدرّ أموالا ليست سهلة ولن تضاف إلى رصيد الناس أو البلد لكي يتقدم درجة واحدة في ملف الرفاهية والرخاء فنصبح في مرتبة تنافس جيبوتي أو موريتانيا العزيزتين ، على الأقل ، في المؤشرات
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق