إلى اين ستصل العلاقات السعودية الإسرائيلية
أوضح ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن حكومة المملكة لا تنظر إلى إسرائيل باعتبارها عدوا وإنما تعدها “حليفا محتملا”. وقال بن سلمان، في مقابلة مطولة مع صحية “أتلانتيك” الأمريكية نشرت يوم الخميس الماضي وتداولتها بالكامل وسائل إعلام سعودية مقربة من الحكومة، ردا على سؤال حول إمكانية أن تحذو المملكة حذو بعض الدول العربية الأخرى في منطقة الخليج الفارسي وتقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل: “الاتفاق بين دول مجلس التعاون الخليجي هو ألا تقوم أي دولة بأي تصرف سياسي، أمني، اقتصادي من شأنه أن يلحق الضرر بدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وجميع دول المجلس ملتزمة بذلك، وما عدا ذلك، فإن كل دولة لها الحرية الكاملة في القيام بأي شيء ترغب القيام به حسب ما ترى”.
وأضاف بن سلمان: “إنهم يملكون الحق كاملا في القيام بأي شيء يرونه مناسبا للإمارات العربية المتحدة، أما بالنسبة لنا، فإننا نأمل أن تحل المشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين”. وتابع: “إننا لا ننظر إلى إسرائيل كعدو، بل ننظر إليهم كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معا، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك”. وعلى صعيد متصل، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أمس، إن “تطبيع مكانة “إسرائيل” داخل المنطقة سيحقق فوائد هائلة للمنطقة ككل، وسيكون مفيدا للغاية من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية وكذلك من المنظور الأمني”. بن فرحان وفي حديث لشبكة “سي إن إن” الأميركية، قال “إبرام أي صفقة حول تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، يعتمد على موضوع التقدم في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية السعودي: “هناك صفقة تطبيع مطروحة على الطاولة، منذ عام 2002 وتسمى “مبادرة السلام العربية”، وحتى قبل ذلك كانت لدى السعودية المبادرة الأولى التي قدمتها المملكة في عام 1982، والتي طرحت آفاق التطبيع الكامل والتام مع “إسرائيل” مقابل تسوية عادلة للقضية الفلسطينية. وأضاف قائلاً: “الآن لا يمكن أن ينجح التطبيع في المنطقة إلا إذا عالجنا القضية الفلسطينية، وإذا تمكنا من إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود العام 1967، وهذا يمنح الفلسطينيين الكرامة ويمنحهم حقوقهم”. وتابع قوله: “إذا استطعنا إيجاد طريق نحو ذلك فأعتقد أنه سيمكننا رؤية منطقة أكثر أماناً بحد كبير وأكثر ازدهاراً، حيث يمكن للجميع المساهمة في ازدهارها بما في ذلك إسرائيل”.
وعلى نفس هذا المنوال، كشفت مجلة “إيكونوميست” أنه تم مد كابلات بيانات عالية السرعة ستربط إسرائيل بالمملكة العربية السعودية لأول مرة، في خطوة تأمل إسرائيل من خلالها أن تكون مقدمة لتطبيع العلاقات مع الرياض، وكسر الاحتكار المصري لحركة الإنترنت في المنطقة. وقالت المجلة في تقرير لها، الخميس، إن المشروع الجديد، وهو جزء من كابلين بحريين أطول يمتدان على طول الطريق من فرنسا إلى الهند، لا يعد فقط بتحسين السرعة وخفض تكلفة نقل المعلومات بين أوروبا وآسيا، بل من شأنه أن يربط تحالفا إقليميا جديدا بين إسرائيل والدول الخليجية. ووفقا للصحيفة من المقرر أن يتم الانتهاء من المشروع، الذي تنفذه شركتا “غوغل” و”تليكوم إيتاليا” في عام 2024. وتقول المجلة إن شركات الإنترنت تشكو من أن هذا الاحتكار شبه الكامل يسمح لمصر بفرض رسوم عبور باهظة. وتضيف أنه “بالنسبة لإسرائيل، فإن المشروع الجديد، المسمى “بلو-رامان” أكبر بكثير من كونه مجرد مشروع لنقل البيانات، حيث ترى أنه يمثل ذوبان الجليد الدبلوماسي في المنطقة.
تنقل المجلة عن مسؤول إسرائيلي القول: “لأكثر من سبعة عقود، تجاوزت جميع طرق التجارة وشبكات الاتصالات في الشرق الأوسط إسرائيل”، مضيفا: “للمرة الأولى منذ إنشاء إسرائيل، أصبحنا جزءا من بنية تحتية إقليمية”. يتكون خط نقل البيانات عالي السرعة من كابلين منفصلين، أحدهما ينتهي في ميناء العقبة الأردني، والآخر يبدأ في مدينة إيلات الإسرائيلية المجاورة. وتشير الصحيفة إلى انه في الواقع، سيكون خطا واحدا يتم بناؤه بدعم من الحكومتين. وحتى يومنا هذا لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، على عكس الإمارات والبحرين اللتين كانت أول دولتين خليجيتين تطبعان مع إسرائيل. وتبين المجلة أن السعوديين، الذين يرغبون في استخدام الكابل في مدينة نيوم، وهي مدينة ذات تقنية عالية يخطط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإنشائها، لا يزالون صامتين.
وتشير المجلة إلى أن وزير الاتصالات الإسرائيلي يوعاز هندل يرى أن شبكة الكابلات الجديدة في الشرق الأوسط هي “نسخة القرن الحادي والعشرين من طريق الحرير” الذي سيربط البلدان التي كانت حتى وقت قريب، تعادي بعضها البعض. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال في مقابلة مع مجلة “ذي أتلانتيك” الأميركية نشرت نصها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، الخميس الماضي، إن بلاده لا تنظر الى إسرائيل “كعدو” بل “كحليف محتمل”. وكان محمد بن سلمان يرد على سؤال عما إذا كانت بلاده ستحذو حذو دول عربية أخرى أقامت خلال السنتين الماضيتين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وقال ولي العهد السعودي الذي يُنظر اليه على نطاق واسع على أنه القائد الفعلي لبلاده، وفق نص المقابلة الكامل الذي نشرته الوكالة باللغتين العربية والانكليزية، “إننا لا ننظر الى إسرائيل كعدو، بل ننظر لهم كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معا، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك”، من دون أن يوضح ما هي هذه القضايا.
وفي هذا السياق، كشف باحثون اسرائيليون بمعهد الدراسات الأمن الوطني في إسرائيل وجامعة حيفا، بالرغم ان هذه العلاقات ليست بجديدة الا انها بلغت الآن مستويات غير مسبوقة، والأكثر إثارة للدهشة من العلاقات السرية هو توجه السعودية الواضح والمحدد في توددها لإسرائيل في المجال العام الذي يتجسد في سماحها لمسؤولين غير رسميين، بما في ذلك كبار المسؤولين السابقين وأعضاء بالأسرة الحاكمة، للاجتماع علنا مع الإسرائيليين. ويتضح ذلك أيضا في توجه الصحافة السعودية المسيطر عليها التي تصور إسرائيل بطريقة أكثر إيجابية. ويعتقد باحثون اخرون من جامعة تل ابيب أن كلا الطرفين لديهما مصالح مشتركة ويجب على السعودية ان تقدم الكثير لإسرائيل لنوافق على حمايتها من ايران، بما في ذلك الموارد المالية. اذاً، اصبح من المؤكد ان السعودية مقبلة على علاقات علنية مع الكيان الإسرائيلي، علاقات دبلوماسية وأمنية واقتصادية، رسمية وواضحة، وذلك في اجل قريب جدا دون اي حرج او، واصبح من المؤكد ان بن سلمان قد اتخذ قراره بالتطبيع، الرابح الوحيد منه سيكون الاسرائيلي بكل تاكيد.
المصدر/ الوقت