استراتيجية إدارة بايدن في التعامل مع الدول الخليجية … هل تتغير بسبب “النفط و الغاز”
يظهر واضحاً وجلياً أن الضربات التي تلقتها الإمارات والسعودية في العمقين الإماراتي والسعودي خلال الأشهر الماضية شكلت تحول كبير في مسار الحرب اليمنية، حيث أن الضربات التي وجهها الجيش اليمني لـ “المواقع الحيوية” في العمق الإماراتي كانت الأكثر وجعاً للتحالف بشكل عام، وللإمارات بشكل خاص، وهنا ظهر ضعف دول العدوان على اليمن من خلال فشلها في إعتراض الطائرات المسيرة التي تطلقها القوة الصاروخية تجاه دول العدوان ، الفشل السعودي الإماراتي في حماية مواقعهما العسكرية ومراكزهما الحيوية جعل السعودية والإمارات تتخذ مواقف غير مسبوقة من الحكومة الامريكية الجديدة التي يقودها “بايدن ” والهدف من ذلك هو محاولة إعادة سياسة الحكومة الامريكية إلى العهد السابق حيث حظيت دول العدوان على اليمن خلال فترة حكومة “ترامب “بالدعم الكامل. وفي السياق نفسه تًطرح تسأولات عن مدى سعي المحاولات السعودية الإمارتية من أجل جلب دعم الحكومة الامريكية الجديدة لهما.
تغيرات كبيرة في السياسية والمواقف
لا يخفى على أحد أن العلاقات السعودية الامريكية في عهد الرئيس السابق “ترامب” شهدت استقرارأ ، حيث أن ترمب استغل العلاقات السعودية الامريكية في تلك الفترة لجني المال من الجانب السعودي والإماراتي مقابل بيع الاوهام لدول العدوان التي شنت حرب على اليمن، ومن خلال ابتزازهما، في نفس الوقت استطاعت السعودية في عهد “ترامب” أن تحظى ببعض الإمتيازات التي قدمتها الإدارة الامريكية للسعودية ودول العدوان على اليمن، كـ تصنيف جماعة “أنصار الله” في اليمن على أنها جماعة إرهابية. مع قرب إجراء الإنتخابات الامريكية انذاك شعرت دول التحالف بقلق كبير تمثل في احتمال المنافس الجديد لـ “ترامب” في الوصول إلى رئاسه الحكومة الامريكية ، أجريت الإنتخابات الامريكية وفاز فيها ،”بايدن” الرئيس الذي وصل إلى الحكم في الولايات الامريكية، أثناء الحملة الانتخابية اعلن مرات عديدة عن تغير السياسية الامريكية تجاه المنطقة، بعد وصول بايدن إلى الحكم في امريكا عمل على إزالة جماعة أنصار الله من على قائمة الإرهاب وهنا شعرت دول العدوان بالإرتباك والقلق.
ملفات حساسة تقلق السعودية والإمارت
تورطت السعودية والإمارات في السنوات الاخيرة في ملفات كثيرة في المنطقة، والتورط السعودي الإمارتي فضح دورهما التخريبي في المنطقة، ونتيجة ذلك عملت الدولتين من خلال الاموال التي قدمتها لـ “ترامب ” على جلب الحماية الامريكية و مع خسارت دول العدوان لـ صديقهم المُقرب “ترامب”، وإنتهاج الادارة الامريكية الجديدة سياسة مغايرة لإدارة ترامب تجاه السعودية، ظل ملف الحرب على اليمن من أكثر الملفات حساسية، والأشد تشابكًا، حيث أن التحالف ارتكب جرائم بحق أبناء الشعب اليمني بحماية امريكية علنية، اضافة إلى ملف اليمن السعودية بشكل خاص شعرت بقلق تجاة حقوق الإنسان في المملكة، حيث توقعت السعودية تعليقات من الجانب الأمريكي على انتهاكات الرياض فيما يخص حقوق الإنسان.
الإمارت في نفس الوقت عانت ايضاً من احتمال تغير السياسية الامريكية تجاهها حيث أن تعليق “مبيعات الأسلحة” الأميركية للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، جعل الإمارت تشعر بالخوف كيف لا والطائرات المسيرة اليمنية تضرب العمق الإماراتي بين فترة واخرى رداً على جرائم الإمارات في اليمن، الإمارات التي عولت كثيراً على حماية نفسها بالإدارة الامريكية اليوم تتعرض لضربات موجعة تترتب عليها خسائر كبيرة وانهيار للاقتصاد الإماراتي واعتبرها دولة غير امنة مما يجعل المستثمرين يغادرون الإمارات التي كانت تعتبر الاكثر امناً .
السعودية والإمارت تسعيان للتقارب مع الإدارة الامريكية الجديدة
مع بدأ الحرب الروسية الاوكرانية سعت الإمارات والسعودية لإعادة العلاقات الامريكية إلى عدها السابق حيث أن السياسة الغير مسبوقة التي اتخذتها الدول الخليجية تجاه الإدارة الامريكية الجديدة كان الهدف منها السعي لإعادة العلاقات الامريكية إلى عدها السابق وهنا يجدر الإشارة إلى أن الإمارات تسعى للحصول على دعم الحكومة الامريكية الجدية في مواصلة الحرب على اليمن، ومما لا شكَّ فيه أنه مع الأزمة التي يشهدها العالم حاليا بسبب ارتفاع أسعار النفط العالمية، تسعى كلاً من الإمارات والسعودية لإبرام صفقة مع الإدارة الامريكية الجديدة والهدف الرئيسي أن كلاً من الدولتين ترى ذلك فرصة من أجل إعادة السياسية الامريكية إلى عهدها السابق، فالإمارات والسعودية تسعان للحصول على الدعم الامريكي في مواصلة الحرب على اليمن، فهل ياترى سوف تستطيع الدولتين المذكورتين جلب اعتماد الرئيس الامريكي الجديد في زيادة الدعم لهما من اجل مواصلة حربهما العبثية على اليمن ؟ وهل يمكن أن تعوض الدول الخليجية النقص في المعروض بعد القرار الأميركي حظر واردات النفط الروسي على خلفية الحرب بين روسيا و أوكرانيا. وفي هذا السياق تشير المصارد أن كلاً من ولي العهد السعوي، محمد بن سلمان، وكذلك ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد سوف يستغلون هذه كفرصة ضد الإدارة الامريكية الجديدة من أجل العودة لتقديم الدعم الكامل لهما للإستمر في الحرب على اليمن،حيث ترى الدول الخليجية أن عدم التحرك الأميركي تجاه الضربات التي تتلقها الأماكن الحساسه في العمقين الإماراتي والسعودي مخيبة للامال، وهنا يطرح سولاً هل سوف تسطيع الدولتين الخلجيتين إقناع الحكومة الامريكية الجديدة في تقديم الدعم لهما من مقابل النفط والغاز
في النهاية يمكن القول أن الرياض وابوظبي خسرتا برحيل ترامب “حليفًا قويًّا” حالَ دون اتخاذ المؤسسات الأمريكية أي إجراءاتٍ لمعاقبة التحالف أو الضغط عليه، لذلك تحاول السعودية والإمارات هذه الايام إعادت العلاقات إلى العهد السابق، ويبدو أن الأموال السعودية الإمارتية “النفط و الغاز” هو السلاح التي تستخدمة بهدف التقارب مع الإدارات الامريكية، من جهة اخرى ماذا عن رؤية الاتجاه التقدمي في الحزب الديمقراطي والأخذ بتوجهاته والذي يدعى تعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الانسان تخفيض الوجود العسكري في المنطقة، وإلى إعادة ضبط العلاقات الأمريكية مع الدول الخليجية ؟
المصدر/ الوقت