التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أكتوبر 31, 2024

الدور الأساسي للشهيد “سليماني” في تعزيز جبهة المقاومة 

في صيف عام 2006، اجتاح الکیان الصهيوني لبنان، وفی ذلك الوقت وصل الشهيد “سليماني” إلى لبنان بسرعة فائقة كقائد لفيلق القدس، حيث كان مسؤولاً عن عمليات جبهة المقاومة. ولقد تم تأليف كتاب “أنا قاسم سليماني جندي ولاية الفقية” للتعبير عن الأبعاد المختلفة لشخصية الشهيد الحاج “قاسم سليماني” كأحد شهداء جبهة المقاومة.

بدأ دور الشهيد “سليماني” في إدارة المنطقة في عام 1997، عندما أصبح قائدًا لقوات الحرس الثوري المقدس، وهي قوة تهدف إلى الحفاظ على إنجازات الثورة الإسلامية، وأصبحت تدريجيًا واحدة من أكثر المؤسسات العسكرية فاعلية في إيران. ولم يكن دور فيلق القدس ككيان عسكري واضحًا لعامة الناس في البداية، ولكن نظرًا لدوره في مواجهة العدوان العسكري الأمريكي والإسرائيلي على إيران، فقد ظهر تدريجياً كقوة رئيسية في المنطقة. ولعل ذروة هذه الحركة تعود إلى الوقت الذي شنت فيه القوات الأمريكية، بعد 11 سبتمبر، هجومًا واسع النطاق في الشرق الأوسط، واحتلت أفغانستان أولاً ثم العراق، واعتقد الكثير أن إيران ستكون الخيار التالي لضربة عسكرية أمريكية، وفي غضون ذلك، تمكن الجيش الايراني من إنهاء هذا التهديد بشكل كامل من خلال خلق عمق استراتيجي في المنطقة، وكان إنهاء هذا التهديد أول إنجاز مهم للشهيد “قاسم سليماني”.

وفي صيف عام 2006، اجتاح الکیان الصهيوني لبنان، وفي ذلك الوقت وصل الشهيد “سليماني” إلى لبنان بسرعة فائقة كقائد لفيلق القدس، حيث كان مسؤولاً عن عمليات جبهة المقاومة ولقد مر بأيام صعبة للغاية مع عماد مغنية والسيد حسن نصرالله، لكنه في النهاية تمكن من هزيمة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة مرة أخرى. وهذه الهزيمة جعلت الحاج “قاسم سليماني” مشهوراً في العالم وبغضه أعداءه، وهم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، ولهذا كانوا يسعون لاغتياله منذ ذلك الحين. وبعد ذلك بعامين استشهد “عماد مغنية” في هجوم ارهابي وكان هذا الامر مؤلما جدا للحاج “قاسم سليماني”. ولقد كان من أبرز ملامح قيادة الشهيد “سليماني” لفيلق القدس، تعزيز قوة حزب الله في لبنان والجماعات الفلسطينية المسلحة، وهو ما ظهر في عدد من المجالات، بما في ذلك حرب 33 يومًا بين حزب الله في لبنان والكيان الصهيوني وانتصار حزب الله. وكذلك خلال المعارك التي دارت بين المقاتلون الفلسطينيون في حرب 22 يوما ضد جيش الكيان الصهيوني.

في الواقع، كان “قاسم سليماني” قادرًا على اتباع استراتيجية الجمهورية الإسلامية، أي مساعدة الجماعات المقاومة ضد هذا النظام الغاصب، واتخاذ خطوات أخرى في هذا الاتجاه كل حين واخر. وتعود ذروة هذه المعارك إلى عام 2006، حيث كان الشهيد “سليماني” القائد المباشر لساحة المعركة وفي ذروة الضربات الجوية للكيان الصهيوني، عاد إلى إيران عبر سوريا بشكل طارئ لحضور اجتماع مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية ومسؤولون آخرون. وبعد عودة الشهيد “سليماني” إلى لبنان ، عادت المعركة لصالح حزب الله في لبنان، وتم هزيمة الوحدة المدرعة التابعة للكيان الصهيوني المكونة من دبابات “ميركافا” في جنوب لبنان بصواريخ “كورنيت” الروسية التي زودتها بها من الترسانة السورية. ولقد تكررت هذه الخطوة في فلسطين وقطاع غزة، واستطاعت قوات المقاومة، من ملء أيدي رجال المقاومة الفارغة بالاسلحة لمواجهة الكيان الصهيوني.

وعشية الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الفريق “قاسم سليماني”، قال قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى الامام السيد “علي الخامنئي”، ان حركة المقاومة باتت اليوم اكثر نشاطا واكثر تفاؤلا ببركة دم الشهيد قاسم سليماني. واستطرد بالقول: ان الشهيد سليماني العزيز كان ولا يزال اكثر شخصية قومية ووطنية في إيران والعالم الإسلامي، وان احياء الذكرى السنوية له في كافة انحاء ايران يظهر ان الشعب الايراني يكرم هذا الشهيد الكبير. ومضى سماحته بالقول: ان الشهيد سليماني كان ملتزما بالقيم الاسلامية ومبادئ الثورة الاسلامية وتحمل معاناة النضال لتحقيق هذه المبادئ وبقي وفيا بواجباتها تجاه الشعب الايراني والامة الاسلامية. ولفت الى ان، الشهيد سليماني اثبت امكانية ان يكون الشخص اكثر وطنية واكثر قومية في الوقت نفسه.

وصرح سماحته: ان الاعداء كانوا يتصورون ان استشهاد الشهيد سليماني وابومهدي ورفاقهم يعني نهاية كل شيء، إلاّ انه ببركة دماء الشهيد سليماني فان الاميركيين قد هربوا من أفغانستان كما اضطروا ان يتظاهروا بالخروج من العراق ويتحدثون عن دور استشاري فيه، وعلى الاخوة العراقيين متابعة الأمر بذكاء. كما تحدث سماحة الأمين العام لحزب الله السيد “حسن نصرالله” عن بداية نشأة المقاومة في لبنان، ونشأة العلاقة بين حرس الثورة الاسلامية ومن ثم تأسيس فيلق القدس يومها. ولفت الى علاقة الحاج قاسم بالاخوة في العمل الجهادي، وقال سماحته إن “الثقة المتبادلة والصداقة والأخوة والمحبة وأيضًا الإخلاص الذي كان يتصف به الحاج قاسم ويتصف به الحاج عماد مغنية وبقية الإخوة الذين استشهدوا أو ما زالوا على قيد الحياة من إخواننا، كلها كانت تبشر منذ الأيام الأولى أننا سنكون أمام تجربة ممتازة جدًا ورائعة وقوية، وستعطي دفعًا لعمل المقاومة”.

ونوّه الى العلاقة المميزة التي كانت تربط الشهيد قاسم بالشهيد مغنية، وقال السيد نصر الله “كانت علاقة ود ومحبة، حيث إنهما أصبحا كأخوين وصديقين، ونشأت بينهما علاقة بيتية”. وحول “مدرسة الحاج قاسم”، قال سماحته “تتميز بأنه يذهب إلى الميدان مباشرة ويستمع إلى المقاتلين والمجاهدين”، وأشار الى أن لهذا الأمر “حسنات كبيرة جدًا في الإدارة والقيادة”. وأضاف “في محاربة داعش في سوريا والعراق كان يمشي في الخطوط الأمامية على عكس ما يفعله الجنرالات عادة”. وأشار السيد نصر الله إلى أن “الحاج قاسم كان يعمل لساعات طويلة، ففي بعض المرات كان يعمل مثلًا ولديه ألم في أضراسه، وكان الرجل الحاضر في الأيام الصعبة”

ومن جانبه، أكد الدكتور عدنان محمود سفير الجمهورية العربية السورية في طهران أن الشهيد الفريق قاسم سليماني ورفاقه سيبقون حياً في ضمير شعوب جبهة المقاومة وأحرار العالم بما جسدوه من قيم التضحية والشجاعة والكرامة والدفاع عن الحق والسيادة وترسيخ نهج المقاومة والثبات ضد أشكال العدوان والهيمنة. وأشار السفير محمود في تصريح له اليوم أن التاريخ سيسجل صفحات مشرقة عن الدور الهام الذي قام به الفريق الشهيد سليماني في دحر الإرهاب التكفيري وإفشال مخططات داعميه من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية. وقال السفير محمود أن سورية قيادةً وحكومةً وشعباً تشارك إيران بكل مشاعر العزاء بالمصاب الجلل والفخر والاعتزاز والتبريك بهذا الاستشهاد مشيراً إلى أن الشهيد سليماني في كل مراحل الحرب الإرهابية ضد سورية وقف في ساحات المعركة مع الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تدعمها أمريكا والغرب وأدواتهم في المنطقة وهو شريك في هذه الانتصارات.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق