التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 25, 2024

ما الذي ينتظر التحالف السعودي-الإماراتي في العام الثامن من العدوان علي اليمن 

يدخل العدوان السعودي الإماراتي على الشعب اليمني عامه الثامن . في «تاريخ 26 مارس/ آذار 2015»، أَعْلَنَ السفير السعودي في أمريكا عادل الجبير «من واشنطن » شن حرب عسكرية على اليمن أسماها «عاصفة الحزم»، وقال الجبير في مؤتمر صحفي عقده ليلة السادس والعشرين من مارس 2015 في مقره بواشنطن، إنه تم التخطيط للحرب على اليمن مع الأمريكيين وبقية الشركاء، منذ شهرين سابقين من ذلك التاريخ ، العدوان الذي شُن على اليمن ظلماً وعدواناً، استهدف الشعب اليمني ودمرت مقدراتة المدنية من خلال القصف بالطائرات واستخدام كل أنواع الأسلحة القانونية وغير القانونية ، فالتحالف السعودي الإماراتي لم يراعِ حرمة الاطفال والنساء وقلة حيلتهم، بل عمل على إحداث كارئة إنسانية داخل هذا البلد.

العدوان الذي تم الإعلان عنه من واشنطن بحجة “الدفاع عن شرعية الرئيس هادي”، ما زال يواصل حربه على اليمن حتى يومنا هذا ، وخلال السبع السنوات التي مضت عبر أنصار الله عن استعدادهم للحور والتفاوض من أجل ايقاف المعاناة التي تسبب بها العدوان على اليمن، ولكن السعودية ومن معها من الدول الخليجية كانت ترفض ذلك في مسعى منها للانتصار عسكرياً، وفي ظل استمرار الرهانات السعودية الخاطئة في حربها على اليمن، حذرت قيادات في حكومة الانقاذ الوطني اليمنية بأن استمرار السعودية في خيارها العسكري ستكون له عواقب وخيمة على المملكة السعودية ، حيث أن الإنتصار عسكرياً غير ممكن في ظل تمسك الشعب اليمني في الدفاع عن ارضه و وطنه. في نفس الوقت الذي عجزت فيه دول التحالف عن تحقيق أي هدف استراتيجي أو عسكري في الميدان اليمني، أثبت الشعب اليمني صبره وقوته في مواجه دول العدوان على الرغم من الحصار الاقتصادي على هذا الشعب الا أنه استطاع أن يحقق انتصارات عسكرية كبيرة في الميدان على كل المستويات، وسقطت كل الرهانات التي راهن عليها التحالف للنيل من هذا الشعب الصابر المقاوم .

خسائر متلاحقة لـ “التحالف السعودي” في اليمن

يوماً بعد اخر تبين أن التحالف السعودي المدجج بأحدث الأسلحة والمدعوم امريكياً ودولياً تلقى خسائر كبيرة في اليمن ، حيث أنه إلى جانب الهزائم المتلاحقة التي تلقها التحالف في اليمن على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين سطرو الإنتصارات في كل الجبهات كانت هناك عمليات نوعية للقوة الصاروخية والطيران المسير ضد أهداف ومواقع حساسة في كلاً من العمقين السعودي و الإماراتي ، وهذه العمليات باتت ضرباتها تؤرق التحالف ، لذلك شهدت دول العدوان حالة من التخبط والهستيريا أدت لتماديها إلى إرتكاب جرائم وحشية بحق الشعب اليمني . فصعدت من هجماتها الإجراميّة وتمادت في سفك دماء اليمنيين، وقد بات واضحاً للتحالف السعودي الإماراتي ولداعميه بأن اليمنيين يملكون زمام تغير معادلة الحرب الظالمة على بلدهم، وأصبح الشعب اليمني يمثل رمزا للصمود بفضل صمود أبنائه فی مقابل الهجمة الشرشه التي يشنها العدوان، والشاهد الأكبر هو الصواريخ التي تخترق العمقين السعودي والإماراتي .

ضربات مستمرة ومتزايدة واستهداف مواقع حساسة في السعودية والامارات

الضربات المستمرة والمتزايدة التي قام بها أنصار الله كرداً على الجرائم السعودية والإماراتية تحولت إلى كابوس يضغط على أبوظبي والرياض،حيث ظهر تفوق نوعي للقوة الصاروخية اليمنية، واستعاد اليمنيون المبادرة واستطاعوا خلق معادلة جديدة على أساس «توازن الرعب». وأصبحوا أكثر اعتماداً على الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما لم يكن ضمن حسابات الذين خططوا للعدوان على اليمن. فما أن تستهدف مواقع يمنية حتى يأتي الرد اليمني سريعاً ومزعجاً. فاستهداف المنشآت الاقتصادية في الرياض والدمام وأبوظبي أو العسكرية كقاعدة الملك خالد في خميس مشيط أصاب السعودية والإمارت بخسائر كبيرة جداً ، فبعد سبع سنوات ظهر واضحاً وجلياً أن الضربات التي تلقتها الإمارات والسعودية في العمقين الإماراتي والسعودي خلال الأشهر الماضية شكلت تحول كبير في مسار الحرب اليمنية، فالضربات التي وجهها الجيش اليمني لـ “المواقع الحيوية” في العمق الإماراتي كانت الأكثر وجعاً للتحالف بشكل عام، وللإمارات بشكل خاص، وهنا ظهر ضعف دول العدوان على اليمن من خلال فشلها في إعتراض الطائرات المسيرة التي تطلقها القوة الصاروخية تجاه دول العدوان ، الفشل السعودي الإماراتي في حماية مواقعهما العسكرية ومراكزهما الحيوية جعل السعودية والإمارات تتخبط كثيراً للخروج من مستنقع الحرب .

الحوار ذريعة .. انكسار سعودي إماراتي

الملاحظ أن ضرب المنشات لشركة أرامكو السعودية بالصواريخ الباليستية والمسيرات اليمنية ليس جديداً، لكن الجديد في هذه االضربات الأخيرة أنها اقلقت السعودية كثيرا وجعلتها تشعر بالضعف فهذه الضربات اعادت السعودية إلى حجمها الطبيعي. لذلك تسعى السعودية موخراً لتصور نفسها الراعي للسلام وهي في الواقع طرف رئيسي في الحرب على اليمن. العجز السعودي الإماراتي ظهر خلال الأيام الماضية حيث شهدت الأيام الاخيرة تدول انباء عن سعي مجلس التعاون الخليجي الذي يتخذ من السعودية مقراً له لتوجيه دعوة لـ “أنصار الله” وأطراف يمنية أخرى للتشاور في الرياض هذا الشهر في إطار مبادرة تهدف إلى دعم جهود “السلام” التي تقودها الأمم المتحدة. حيث تم إرسال دعوات رسمية لـ أطراف يمنية للحضور إلى الرياض في الفترة من 29 آذار إلى 7 نيسان.

خلال السنوات السابقة أعلنت صنعاء أنها مستعدة للحور ولكن بشروط، فحكومة الانقاذ الوطني في الداخل اليمني ترفض أي حلول جزئية، لإنهاء الحرب في اليمن وترى أن بداية إنهاء الحرب على اليمن تبدأ بوقف العدوان وبرفع الحصار وسحب قوات التحالف من اليمن فلذلك لا يمكن الحديث عن نهاية الحرب في اليمن إلا بتحرير كامل التراب اليمني من الاحتلالات الأجنبية ، التي دنست تراب اليمن . فمنذو بداية العدوان السعودي الإماراتي على اليمن قدمت حكومة الانقاذ الوطني للتحالف النصيحة لإنهاء العدوان على اليمن، حيث أكدت كذلك قيادات في انصار الله على أن حسابات السعودية للحرب في اليمن خاطئة وأنها ستكلف السعودية الكثير ، وبالفعل فلقد كلفت الحرب على اليمن دول العدوان ملايين الدولارات بسبب الحسابات الخاطئة للتحالف وعجزه في اليمن.

وهنا يمكن القول أنه من الواضح أن العدوان بتحالفه وأمواله وسلاحه المتطوّر، وما حظي به من دعم دوليّ دبلوماسيّ وغير دبلوماسيّ، فشل في النيل من طموح صنعاء في تحقيق استراتيجية التحرير الشامل لليمن ومواجه العدوان السعودي الإماراتي، فالنجاح اليمني في المعنويات والحرب النفسيّة والقدرة العالية على سرعة التحشيد، والكفاءة العسكرية والقتالية تدريباً وتسليحاً، لمواجهة دول العدوان وارتفاع معدل العمليات الصاروخية وعمليات الدفاع الجوي وعمليات الطيران المسيّر، بما حملته من تطور في نوعية السلاح الدقيق على مستوى الصواريخ أو على مستوى الطائرات المسيرة واستمرار عملية التصنيع والتطوير جعل التحالف السعودي يعاني من الإرباك بسبب الهزائم المتكررة التي يتلقها يوما بعد يوم لذلك من الواضح أن التحالف السعودي الإماراتي يحاول الخروج من الهزائم التي يتلقها بحوار مزعوم لا يقوم على أساس واضح وصحيح لإنها العدوان على اليمن .

العام الثامن ..عام “أعاصير اليمن”

لايخفى على أحد أن الحرب العبثة التي شنها التحالف على اليمن والتي تدخل عامها الثامن، وأرخت بظلالها على الاقتصاد والتعليم والصحة والعلاج في اليمن ،كانت لها اثار سيئة على الوضع في الداخل اليمني حيث أن الحصار البري والبحري والجوي الشامل المفروض من قبل تحالف العدوان السعودي على الشعب اليمني، تجاوز كل الحدود، مما أدى ذلك إلى تعريض حياة المدنيين في اليمن للخطر، فالتحالف الذي شن حرباً على اليمن تمادى في حصاره إلى درجة كبيرة في ظل صمت مريب للمجتمع الدولي تجاه مايحدث في اليمن ينم عن تواطؤ فاضح يتنافى كليا مع مقاصد المجتمع الدولي. في استمرار هذا الوضع أكد أنصار الله وحكومة الانقاذ الوطني في اليمن أن الاستمرار في مواجه العدوان حقاً مشروعاً وأن اليمن يمتلك مخزوناً كبيراً من الصواريخ الباليستية والمجنَّحة والطائرات المسيّرة، وسيستهدف من خلالها أهدافاً حساسة في السعودية والإمارات، بضربات موجعة .

“نحن اليوم نتقدم في بناء معطيات عسكرية استراتيجية جديدة ستحقق مفاجآت غير مسبوقة، وستقلب موازين القوى رأساً على عقب”. هذا ما صرح به وزير الدفاع في حكومة صنعاء اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، حيث أكد أنّ العام الثامن من الصمود سيكون عام أعاصير اليمن، والإنجازات التسليحية الإستراتيجية الأكثر تطوراً والأقوى ردعاً للعدوان وداعميه”. وفي نفس السياق أشار إلى أنّ “قوى العدوان لن تجني إلا الخسارات إذا استمرت في إجرامها، مؤكداً أنّ القادم سيختلف شكلاً ومضموناً ويكون مرعباً لدول العدوان بكل المقاييس العسكرية”.ولفت اللواء العاطفي، إلى أنّ “القوة الصاروخية اليمنية تحتل اليوم مرتبة متقدمة من التطور والتحديث، وتمضي نحو مراتب أكثر تقدماً من حيث المدى والدقة وأشد تأثيراً، ومزودة بأنظمة ذكية يصعب على الدفاعات الجوية المختلفة اعتراضها”. وعن الطيران اليمني المسيّر قال العاطفي إنّه “يشهد تحديثاً بخبرات وكفاءات يمنية وسيكون عند مستوى المهام الجيو استراتيجية المسندة إليه”.

في الختام إن تحالف العدوان السعودي الذي ارتكب على مدى سنوات جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعب اليمني، جعل هذا الشعب يعيش أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر، فخروج ملايين النازحين المهجرين قسرا من مناطقهم جراء العدوان وعدم التحرك الجاد إزاء ما تتعرض له مخيمات النازحين من قصف متكرر منذ بداية العدوان قد فضحت المجتمع الدولي. من جهه اخرى يبدوا أن تحالف العدوان السعودي – الإماراتي الذي تلقى هزائم کبیرة في مختلف الجبهات، خاصة في السنوات الأخيرة التي نقلت فيها حركة “أنصار الله” المعارك الى العمقين السعودي والإماراتي، يسعى جاهداً للخروج مما هو فيه فالعمليات العسكرية في عمق تحالف العدوان أصابت دول العدوان بحالة من الهلع ولقيت العمليات العسكرية في العمقين السعودي والاماراتي تفاعلاً وقبولاً كبيراً بين أبناء الشعب اليمني والنشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي لذلك حاولت الرياض وحليفتها أبو ظبي كعادتهما ان تخفيان هزامهما المتكررة والضربات الموجعة التي تتلقاها أهداف حساسة في أراضيهما على أيدي اليمنيين من خلال تكرار اعتداتها على الاحياء السكنية والمؤسسات المدنية. ولكن اليوم تشهد الأحداث اليمنية تتطورات لم تشهدها من قبل لقطع يد الجلاد، فيما يعول جميع أبناء اليمن على شجاعة المقاومة التي تستند إلى أخلاقها الإنسانيّة والعربيّة والإسلاميّة في كل الساحات .
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق