ما مدى صمود الهدنة المعلنة في اليمن
دخلت الهدنة المعلن عنها في اليمن حيز التنفيذ تمام الساعة السابعة من مساء السبت 2 نيسان 2022، وسط تفاؤل حذر من قبل اليمنيين وترحيب داخلي ودولي وإقليمي حيث إن الهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ لمدة شهرين قابلة للتمديد وتضمنت الهدنة اتفاق الاطراف اليمنية على وقف العمليات العسكرية الجوية والبرية والبحرية داخل وعبر حدود اليمن إضافة إلى التوافق على دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة واستئناف الرحلات التجارية من مطار صنعاء، واعتبر المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ الهدنة نقطة مهمة وحاسمة لرسم مستقبل اليمن.
الهدنة التي لاقت ترحيباً عربياً ودولياً لم تدوم طويلاً، حيث إن السعودية لم تلتزم بالهدنة وبعد ساعات من الإعلان عنها تم خرق الهدنة من قبل السعودية وذلك من خلال شن هجمات راح ضحيتها مدنيين، وهذا ليس مستغرباً فالسعودية على مدار السنوات الماضية لم تلتزم بالاتفاقات بينها وبين حكومة صنعاء وفي كل مرة كانت حكومة الإنقاض الوطني في الداخل اليمني تبرم اتفاقات مع التحالف في سبيل التخفيف من المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب اليمني الا أن الطرف المقابل المتمثل بالسعودية لم يلترم ابداً .
السعودية شنت هجمات راح ضحيتها مدنيين
لقد بات واضحاً أن ليس لدى السعودية نية صادقة لإيقاف الحرب في اليمن، فالخروقات والتجاوزات التي قامت بها خلال الايام الماضية أثبتت ذلك، ومن خلال هذا يتبين أن السعودية لم تلتزم بالهدنة المعلنة، حيث اعلنت مصادر اعلامية يمنية مقتل 3 مدنيين يمنيين في قصف مدفعي وصاروخي سعودي مساء السبت على شمال اليمن.
المصادر الاعلامية أفادت بأن القوات السعودية قصفت مناطق في مديرية شدا الواقعة في محافظة صعدة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الهجمات السعودية جاءت بعد بضع ساعات فقط على اعلان مكتب مندوب الامم المتحدة في اليمن هانس غروندبرغ على بدء الهدنة في اليمن ، الطرف المقابل المتمثل في حكومة الانقاذ الوطني في صنعاء ومن خلال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع كان قد اعلن مساء السبت “وفقا لما تم الاتفاق عليه مع الوفد الوطني في مسقط “نعلن دخول الهدنة العسكرية والانسانية حيز التنفيذ والتزامنا بالوقف الشامل للعمليات العسكرية طالما التزم الجانب الآخر بذلك”. ومن خلال الخروقات التي قامت بها السعودية يتبين أن الهدنة المعلن عنها لإنهاء الحرب في اليمن لا تسير على أساس صحيح فإضافة إلى الخروقات العسكرية التي قامت بها السعودية فور الاعلان عن دخول الهدنة حيز التنفيذ، يبدو ايضاً أن الخطة المحددة والمدة الزمنية والخطوات التي يجب البدب بها وفقاً لبنود الهدنة لا تسير في الاتجاة الصحيح.
وهنا تطرح العديد من التساولات ماذا إذا استمرت السعودية في عدم الالتزام في تنفيذ الهدنة هل ستتلقى ضربات جديدة وهل ستكون هناك عمليات قادمة من قبل القوة الصاروخية اليمنية أكثر وجعاً لدول العدوان؟
ما مدى صمود الهدنة المعلنة في اليمن؟
“إن الخروقات تتعاظم وآخرها زحف واسع على مواقع مقاتلينا في مارب، فالمطار لم يمنح السماح بأي رحلة حتى الآن والسفن عقب خضوعها للتفتيش ومنحها الترخيص الأممي يتم احتجازها واقتيادها إلى قبالة جيزان “.هذا ما أشار اليه نائب وزير الخارجية، حسين العزي، على منصة “تويتر” رداً على خروقات التحالف وقواته المتواصل منذ بدء سريان الهدنة التي أعلن عنها المبعوث الأممي إلى اليمن. القيادي في صنعاء العزي أضاف ايضاً “إن هذا التعسف يحدث في ظل هدنة أممية باركها كل العالم ..نحن بالفعل أمام خصوم لايحترمون التزاماتهم”
وفي السياق نفسه نص منشور متحدث شركة نفط صنعاء على أن قوى العدوان تستمر بالقرصنة على سفن الوقود وانتهاك الهدنة المعلنة بقيامها باحتجاز سفينة البنزين “سي هارت” واقتيادها إلى منطقة الاحتجاز رغم تفتيشها وحصولها على التصاريح الأممية في انتهاك غير مبرر سواء قبل إعلان الهدنه أو أثنائها حيث قال نجدد دعوة المبعوث الأممي لوضع حد لهذه التجاوزات .ومن الجدير بالذكر أنه كان قد تم الحديث عن دخول سفينتي البنزين (سندس والتي تحمل كمية 32331 طن من مادة البنزين والسفينه سي ادور والتي تحمل على متنها كمية 32528 طناً من مادة البنزين) بعد احتجازها من قبل التحالف وأنه سيتم الإعلان رسميا من قبل شركة النفط في صنعاء عند وصولها إلى غاطس ميناء الحديدة خلال الساعات القادمة.
من جهة اخرى المبعوث الأممي الخاص هانز غروندبرغ حسب تعبيره دعا الاطراف المتحاربة في اليمن، الى ضبط النفس في محافظة مارب، والالتزام بتعهداتهم لليمنيين ازاء الهدنة المعلنة في البلاد.
في النهاية يبدو أن الانفراجات للوضع في اليمن والتحول نحو الحلول السياسة التي أمل الكثير بحصولها لإيقاف الحرب في اليمن تبدو ضئيلة بسب التجاوزات السعودية وعدم التزامها بالهدنة المعلنة وما لا يخفى على أحد أن السعودية لا تلتزم أبدا بالاتفاقات التي توقع عليها، فخلال كل السنوات الماضية خرقت السعودية العديد من الاتفاقات، وكأن السعودية التي تلقت الهزائم المتتالية لم تيأس، ويمكن القول إن نجاح الهدنة الاخيرة تعتمد بشكل أساسي على مدى التزام السعودية ببنود الهدنة المعلنة. فالايام والاسابيع القادمة مهمة جداً اما أن تعود السعودية وتلتزم باتفاقيتها لحفظ ما تبقى لها من ماء الوجه وإما أن تكون على موعد مع عمليات كبيرة في العمق السعودي.
المصدر/ الوقت