التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

أهمية دور المرأة الفلسطينية في تعزيز المقاومة 

للمرأة الفلسطينية دور مهم تلعبه في بناء مجتمع قوي وتمكينه من مواجهة كل المؤامرات التي تحاك على أمتنا. فهي التي ضحت بأبنائها من أجل الحرية والمقاومة والدافع عن أرض فلسطين ضد آلة الحرب الصهيونية.

وفي هذا السياق، قالت “أسمهان عبد العال”، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين: “أريد أن أبعث برسالة إلى العالم مفادها بأن المرأة الفلسطينية رمز للمقاومة، وأنها حالة فلسطينية يمكن أن تكون نموذجًا لأي امرأة في العالم، لأنها من خلال التضحية بأولادها وزوجها في سبيل الله والمسجد الأقصى، قد أظهرت مثالاً رائعًا على الصبر والمثابرة”. لقد أسر العدو الصهيوني مئات النساء الفلسطينيات في سجونه خلال سنوات الصراع الماضية، ومن النساء اللواتي تعرضن لظروف سيئة للغاية وحتى يومنا هذا، لا تزال هناك 32 امرأة فلسطينية يتعرضن لجميع أنواع الإهانات والتعذيب في سجون المحتلين الصهاينة. وعلى رأس القائمة، الأسيرة “إسراء الجعابيص”، التي تعاني من حروق أكثر من 70٪ في جميع أنحاء جسدها.

وفي هذا المنوال، قالت “أمينة حامد”، نائبة رئيس منظمة الإطار النسائي للجهاد الإسلامي، إن “المرأة الفلسطينية نجحت في إثبات مسؤوليتها وقدرتها في مواجهة العدو في السنوات الأخيرة. واليوم، يقوم المحتلون بتدمير المنازل، ولكن النساء يتحملن مسؤولية كبيرة.

كما تخوض السجينات في سجون المحتلين حروبًا مستمرة ويومية مع سلطات السجون”. ولفتت إلى أنه “في جميع المواقف التي حاول فيها المحتلون بكل الوسائل كسر إصرار الأسيرات، إلا أن تلك الاسيرات وقفن بحزم. وفي يوم المرأة، نحيي الأسيرات الفلسطينيات في سجون المحتلين، الذين ينتظرن … شروق الشمس كل يوم وينتظرن حريتهن”.

وتشير تقارير عديدة إلى أن المرأة الفلسطينية هي الأكثر تضررا من سياسات الاحتلال القمعية، والتي تشمل العدوان والحصار والتهجير والاستيلاء على الأراضي. كما تعارض النساء سياسات الترحيل في القدس ومدن الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى حرمانهن من حرية العبادة وتعريضهن لجميع أنواع الضرب الجسدي والمعنوي والغاز المسيل للدموع والعقوبات كالاحتجاز والترحيل. وفي يوم المرأة تظل المرأة الفلسطينية رمزًا للنضال والسلطة، في ضوء الأمثلة الحية التي أظهرتها في بناء المجتمع ومقاومة الاحتلال الصهيوني.

الدور الكبير للمرأة الفلسطينية خلال العقود الماضية

لقد عُرف دور المرأة الفلسطينية على مدى قرن من الزمن ودورها في صنع جيل قادر على أن يؤدي رسالة عظيمة في بلدنا فلسطين رغم ظروف القهر والاحتلال الذي ما زال رابضاً على أرضنا ويمعن في الاستيلاء على هذه الأرض بكل الوسائل غير الشرعية، إلا أن الدراسات السابقة حول دور المرأة قبل قدوم الانتداب البريطاني لبلادنا وحتى يومنا ولم يقتصر دورها بالوقوف عند تربية الأبناء بل كانت وفي حالات كثيرة المربية والمعيلة والموجهة للأسرة الوحيدة في كثير من الأسر الفلسطينية، فكم من العائلات ترأسها امرأة، وتعمل على الحفاظ على هذه الأسرة حتى يصل الأبناء إلى بر الأمان، هذا إضافة إلى عدم توافر دعم الأقارب في حال غياب رب الأسرة، وتصبح هي الأم والزوجة وتدخل المرأة الفلسطينية في واقع مرير له شقين : ظلم العائلة وسلطة الأقارب وظلم الاحتلال وتهديده لعائلاتها .

وفي يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من آذار من كل عام تبقي المرأة الفلسطينية محورا مهما في صنع القرار الفلسطيني والتي كانت على الدوام شريكة اساسية مع الرجل في مختلف مواقع النضال وضمن مراحل بناء الدولة الفلسطينية لتشارك في كل مجالات الحياة وتساهم في رفد المجتمع الفلسطيني بالفكر والثورة والكفاح ولتكون في ميادين المواجهة اليومية في الشيخ جراح وباحات المسجد الاقصى المبارك وتساهم في حماية الوطن وتدافع عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل .

المرأة الفلسطينية عملت بكل قوة ووقفت لتحتل مكانتها وموقعها المتقدم في مختلف الفصائل الفلسطينية وتساهم في معترك السياسة الفلسطينية وقطاع الدبلوماسية ولتمثل فلسطين في مختلف العواصم العربية والدولية فهي تستحق هذه المكانة عن جدارة لأنها في الخندق الأمامي في معركة التحرير والبناء وفي المواجهة اليومية مع الاحتلال الإسرائيلي وفي الدفاع عن الأرض والمقدسات والثوابت الفلسطينية .
المرأة الفلسطينية كانت حاضرة في المشهد الفلسطيني وفي مختلف الأصعدة سواء الاجتماعية والسياسية وميدان المقاومة والانتفاضة والمواجهة مع المحتل ولتساهم في الدفاع عن الوطن وتحمي فلسطين الدولة المستقلة ولتكرس حياتها خدمة للأجيال القادمة وتتحمل المعاناة والقهر والظلم الناتج عن تفاعلات الاحتلال وممارساته القمعية فتودع ابنها الاسير والشهيد والطريد وتقف عند بوابة المخيم تحمي الحلم الفلسطيني القادم .لقد كان حضور المرأة الفلسطينية له خصائص مميزة وفي إطار التوجه الفلسطيني من اجل حماية حقوق المرأة بالعمل وتمكينها وتعزيز دورها على المستوى الوطني شاركت المرأة في مراكز صنع القرار ولم تكن يوما هذه القضايا موضع جدل بل وقف المجتمع الفلسطيني داعما لكفاح ونضال المرأة الفلسطينية لتدافع عن الحقوق الفلسطينية والمواطنة والممارسة الديمقراطية بالمجتمع الفلسطيني .

المرأة الفلسطينية في قلب المقاومة

ولقد تصدرت المرأة الفلسطينية المشهد في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتهديده بتهجير أهالي حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، من منازلهم.

وفي هذا الإطار، كشفت بعض التقارير الإخبارية عن تعرض سيدات فلسطينيات للاعتقال من قبل القوات الإسرائيلية، خلال مشاركتهن في مظاهرات داعمة لعائلات حي الشيخ جراح.

الناشطة الفلسطينية، مريم عفيفي، قالت إنها تعرضت للضرب على يد الشرطة الإسرائيلية، خلال اعتقالها، الأسبوع الماضي، قبل إطلاق سراحها بعد يومين. عفيفي حظيت بشهرة عالمية مؤخراً عقب ظهورها مبتسمة خلال اعتقالها الأخير، مبينة أنها كانت تبتسم حينها لزملائها من المتظاهرين، دون أن تدري بوجود كاميرات تصورها. وأكدت أنها صاحبة حق وواثقة من موقفها ولم تكن خائفة لحظة اعتقالها، مضيفة: “صاحب الحق لا يخاف”.

وأشارت إلى أن الاحتلال لا يطال الرجال والأطفال فقط، بل كل عناصر المجتمع، والنساء قبل الرجال، مبينة أنهن كسيدات أول من يجب عليهن الوقوف ضد الاحتلال. وتساءلت: “إن لم نقف نحن ضد الاحتلال ونكافح لنبقى على هذه الأراضي، فمن سيفعل ذلك؟”. وشددت على أن الفلسطينيين لو لم يقاوموا ما يتعرض له حي الشيخ جراح، فإن الممارسات الإسرائيلية المشابهة ستطال كل أنحاء القدس.

وتابعت: “إن لم ننتصر في الشيخ جراح، سنفقد ونخسر كامل القدس”. وأوضحت أن المرأة الفلسطينية إحدى أهم عناصر مقاومة الاحتلال، وأنها ستبقى كذلك. واستطردت: “نريد العيش كأحرار في وطن حر، وهو فلسطين. وننقل رسالة إلى العالم، مفادها بأن فلسطين ما زالت موجودة”.

من جهتها، قالت الناشطة منى الكرد، إن المرأة الفلسطينية كانت دائماً على مر التاريخ والانتفاضات التي شهدتها فلسطين، في الصفوف الأمامية تواجه الاحتلال بكل قوتها. ودعت سيدات العالم إلى تعلّم الصمود والمقاومة من نساء فلسطين، مبينة أن “كل امرأة وسيدة فلسطينية تعلّم الصمود والمقاومة، وهي أيقونة”. أما الناشطة والطالبة الجامعية، أصالة قاسم أبو حسن، قالت إنهن كسيدات فلسطين، يضطررن لمواصلة الكفاح، لأن هناك حاجة للجميع من أجل مقاومة الاحتلال.

وأضافت إن مقاومة الاحتلال مسألة وجودية، مبينة أنها لم تختر هذه الحياة، بل الحياة هي التي اختارتها كفلسطينية ولدت هناك.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق