التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

لماذا سحبت امريكا والسعودية البساط من تحت اقدام عمران خان 

قد تكون تنحية رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان نتيجة لمشروع دولي وإقليمي مشترك تتصدره الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

يعتقد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أنه ضحية مؤامرة أمريكية، ولم يتحدث أحد بعد عن دور الدول الأخرى لكن بالنظر إلى الصراعات التي تدور هذه الأيام، وخاصة بعد حرب أوكرانيا بين الولايات المتحدة والسعودية وأيضاً ما يقال عن حلول شخصية قريبة من السعودية محل عمران خان، لا يمكن رؤية الولايات المتحدة وحدها خلف الانقلاب الأبيض في باكستان، وخاصة أن هذه الأحداث تأتي مترافقة مع أحداث هامشية في مناطق أخرى، بما في ذلك الانقلاب الأبيض ضد عبد الرحمن منصور هادي في الرياض وتنفيذ مشروع لتشويه صورة الأفغان في إيران وخلق توترات في العلاقات بين إيران وطالبان وقد تعتبر مرتبطة بأحداث باكستان.

والسؤال المطروح الآن هو لماذا غيرت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية السلطة في باكستان وأطاحت بعمران خان، بينما كانت باكستان تمر بأكثر الفترات استقرارًا وأقلها توتراً على الساحتين الداخلية والخارجية خلال فترة تولي عمران خان لرئاسة الوزراء؟

يمكن العثور على إجابة هذا السؤال في سياسة عمران خان الخارجية، والتي كانت تشبه النهج الإيجابي المحايد. حيث حافظ عمران خان على علاقات وثيقة مع الصين مع الحفاظ على العلاقات مع الغرب، ما جعل باكستان حليفًا وثيقًا للصين مع توسيع العلاقات مع روسيا. خلافًا لإرادة الغرب والولايات المتحدة، لم تسر الحرب في أوكرانيا لصالح الغرب، ومن أجل حماية باكستان من عواقب حرب أوكرانيا، وخاصة في مجال الغذاء، فقد حافظت باكستان ووسعت نطاق علاقاتها مع روسيا، وأبرمت عقود توريد المواد الغذائية مع روسيا.

كما انتهج عمران خان سياسة خارجية متوازنة على الساحة الإقليمية ولم يدخل الحرب اليمنية رغم الطلبات والتوقعات المتكررة من السعودية. حيث وازن العلاقات بين باكستان وإيران والسعودية، وتوسط أحيانًا بين طهران والرياض.

بالنظر إلى هذه الحالات، يمكن أن يكون تنحية عمران خان نتيجة لمشروع دولي وإقليمي مشترك تتصدره الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. بهذا المعنى، وقع عمران خان ضحية نفس الخطة التي تم تنفيذها سابقًا في العراق ولبنان وأدت إلى الإطاحة بالحكومتين الحاكمتين آنذاك، بينما كان نجاحهما واضحاً وكانوا قادرين على تحقيق الاستقرار في البلاد، لكن الإطاحة بهما وضع كلا البلدين في نفق من انعدام الاستقرار والأمن لفترة من الوقت، ويبدو أن الوضع سيكون مماثلاً لباكستان.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق