التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أكتوبر 10, 2024

قناع الرياضة على وجه دكتاتورية نظام آل خليفة 

في أعقاب الرغبة الخاصة للدول العربية في دخول مجال الإدارة الرياضية وإدارة الأندية، يبدو أن حكام نظام آل خليفة واصلوا استراتيجية قادة قطر والسعودية والامارات العربية؛ حيث أفادت تقارير أن شركة “إنوست كورب بحرين” الثرية توصلت إلى اتفاق لشراء أسهم وإدارة نادي اي سي ميلان الإيطالي. في حال نقل ملكية نادي اي سي ميلان نهائيًا إلى الشركة البحرينية، سيكون النادي الإيطالي الفاخر من بين أغنى أربعة أندية كرة قدم في العالم بعد باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي ونيوكاسل. في السابق، تم شراء أندية كبيرة مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان من قبل الإمارات وقطر، ولكن حتى الآن لم يتم شراء أي نادٍ كبير في إيطاليا من قبل العرب. في السنوات السابقة، كانت الشركات الصينية في الغالب هي المهتمة بالاستثمار وامتلاك نادٍ في إيطاليا، وكانت الإشارة الواضحة لذلك هو شراء أسهم في انتر ميلان. مع ذلك، يبدو الآن أن البحرينيين قد حققوا قفزة كبيرة إلى الأمام بالمنافسة في أعمال الأندية في أوروبا من خلال شراء أسهم في اي سي ميلان.

ميلان العربي؛ مشروع مدته 10 سنوات للعودة إلى عظمة الماضي

تأسس نادي اي سي ميلان لكرة القدم، في الواقع في ميلانو، لومباردي، في عام 1899 من قبل اثنين من الإنجليز، ألفريد إدواردز وهارييت كيلبين. نظرًا لأصل هذا النادي، فقد تم استخدام النطق الإنجليزي لاسم مدينة ميلان بدلاً من النطق الإيطالي للمدينة (ميلانو) باسم هذا النادي، وفاز ميلان بأول لقب إيطالي في عام 1901. يُعرف اي سي ميلان، جنبًا إلى جنب مع منافسيه يوفنتوس وانتر ميلان، منذ فترة طويلة بأنه أحد ثلاثي عمالقة كرة القدم في إنجلترا. وبهذه الأوصاف، فقد فاز النادي بألقاب كبيرة محليًا في إيطاليا وأوروبا، من أهمها: 18 بطولة سكوديتو (إيطاليا)، 5 مرات كأس الاتحاد الإنجليزي، 7 مرات كأس السوبر الإيطالي، 7 مرات توج بكأس الأندية الأوروبية ودوري الأبطال، مرتين كأس أوروبا، 5 مرات فازوا بكأس السوبر الأوروبي، الفائز 3 مرات بكأس الانتركونتيننتال، مرة واحدة بطلا لكأس العالم للأندية، وفاز مرة واحدة في الكأس اللاتيني.

ومع ذلك، شهد هذا الفريق الفاخر والشعبي في العالم تراجعاً كبيرًا في السنوات التي تلت 2011 واستمر هذا التراجع حتى يومنا هذا. لقد ابتعد الفريق عن دوري الدرجة الأولى في كرة القدم الأوروبية منذ 2011 وكان جماهيره حريصين على تعزيز الفريق مالياً وللعودة إلى موقعه. في مثل هذه الحالة، يبدو أن البحرينيين قد استغلوا الوضع الحالي والأزمة في ميلان لتولي إدارة النادي. وفي هذا الصدد، أعلنت صحيفة “كازتا دلو اسبورت” الإيطالية اليوم – السبت – في تقرير بعنوان “((ميلان العربي)) يخلق حقبة جديدة من الروسونيري، تفاصيل الاتفاقية بين شركة إنوست البحرينية”. وبحسب تقارير مجلة عربية معتبرة، فقد تم التوصل إلى اتفاقيات أولية لنقل ملكية إيه سي ميلان من الصينيين إلى البحرينيين، وتم إبرام مشروع “ميلان العربي” الكبير. وقد وافقت الشركة البحرينية الثرية على الاستثمار بكثافة في الروسونيري لمدة 10 سنوات، لإعادة النادي إلى ذروته. من أهم مشاريع الشركة البحرينية لميلان هو عودة هذا الفريق إلى عصره الذهبي في كرة القدم الأوروبية. ولهذا أعدت مبلغًا كبيرًا قدره 300 مليون يورو للانتقالات الصيفية القادمة لجلب لاعبين متميزين ومشاهير إلى أي سي ميلان. وفي نفس السياق، يوجد مشروع بحريني كبير آخر لميلان يتمثل بإنشاء ملعب مخصص؛ كان أي سي ميلان سابقًا يتدرب مع إنتر ميلان في ملعب سان سيرو، لكن الشركة البحرينية وعدت ببناء ملعب مخصص لميلان.

استمرار الجهود العربية لتسويق عوائد النفط

من الناحية الاقتصادية، يمكن اعتبار جهود البحرينيين لشراء اي سي ميلان استمرارًا لنهج الأمراء العرب للتسويق في السنوات الأخيرة. في الواقع، تم تشجيع الدول العربية على الاستثمار من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة على مدى العقود الماضية كجهات فاعلة لديها مصادر ضخمة للثروة الإيجارية. أغرت عائدات النفط في الحكومات العربية، ومعظمها في جيوب الأمراء، الغربيين بإعادة استيعاب هذه الثروات الضخمة. نتيجة لذلك، شهدنا في العقود الأخيرة دعوة أمراء عرب للاستثمار في البورصة، والبناء والتخطيط العمراني، والأماكن الترفيهية والسياحية، وما إلى ذلك، ولكن في السنوات الأخيرة، تمت دعوة الأمراء العرب للاستثمار في الرياضة، وخاصة كرة القدم، لجلب ما يسمى بالدولارات النفطية إلى مجال التسويق والدخل الإنتاجي من خلال إدارة الأندية. كما اتجهت دول مثل الإمارات والكويت والسعودية وقطر إلى شراء الأندية الأوروبية، بالإضافة إلى تمهيد الطريق لاستضافة الألعاب الآسيوية بنجاح، وبطولات الجولف والتنس المرموقة واستضافة كأس العالم لكرة القدم. اشترى الأمراء العرب الأثرياء بالفعل أندية في دوريات كرة قدم أوروبية مرموقة كالدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الفرنسي الممتاز والدوري الإسباني، ويبدو أنه سيتم تشجيعهم على الانضمام إلى الدوري الألماني ودوري الدرجة الأولى الإيطالي في المستقبل القريب. الآن يبدو أن نظام آل خليفة، الذي أدرك فوائد الاقتصاد الكلي للاستثمار في الرياضة، قد وضع شراء أسهم أي سي ميلان على جدول الأعمال

قناع للتستر على الطبيعة المناهضة لحقوق الإنسان لحكومة آل خليفة

وخلافا للبعد الاقتصادي الذي يمكن البحث عن دوافع مشروعة ومقبولة بشأنه، نرى في البعد السياسي أن دخول ساحة النوادي أصبح فرصة للقادة العرب للتستر على وضع حقوق الإنسان في بلدانهم وديكتاتوريتهم. في الواقع، يبدو أن شراء الأندية الرياضية الكبيرة هذه الأيام أصبح حيلة لهروب القادة العرب المنتهكين لحقوق الإنسان من السمعة السيئة التي تطاردهم في هذا المجال. وقد استحوذ بعض المقربين من قادة الدول العربية بالفعل على ملكية بعض الأندية الرياضية في السنوات القليلة الماضية. في السنوات الأخيرة، قام العديد من الشركات والأفراد من الدول العربية بشراء أندية أوروبية، ونجحوا في 12 حالة. ولديهم نواد يلعبون حاليًا في أربع بطولات أوروبية كبرى، وهي إسبانيا وفرنسا وإنجلترا وبلجيكا، وقد حققوا نجاحًا في باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي. وهكذا، فإن الهدف الأكبر لقادة نظام آل خليفة من شراء نادي أي سي ميلان، يتجاوز الأهداف الاقتصادية، وهو إزالة الطبيعة المناهضة لحقوق الإنسان لهذا البلد من المجتمع الدولي. من خلال شراء أحد أكثر النوادي شعبية في العالم، يحاول النظام تحسين وجه حكومته أمام المجتمعات الاوربية الذين ليسوا على دراية بسياسة وطبيعة نظام آل خليفة، ويبدو أن هذا النظام يحاول بهذا الإجراء جذب الشباب البحريني إليه أيضا.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق