“نداء طوارئ من”الأونروا”و تصريحات لازاريني تثير غضباً فلسطنياً
تواجه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” ، انتقادات حادة من قبل اللاجئين الفلسطينيين وقيادات الفصائل حيث عبر الشارع الفلسطيني والفصائل عن الغضب إزاء تصريحات المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأنروا” فيليب لازاريني والتي أعلن فيها استنفاذ الأونروا قدرتها على الاستمرار في تقديم الخدمات للاجئين، وكان لازاريني قد طرح أفكارا قائمة على شراكات داخل مؤسسات الأمم المتحدة لتقديم الخدمات للاجئين الفلسطينين في ظل العجز المالي الذي تعاني منه الوكالة. فبعد التصريحات الصادرة بعجز واستنفاذ قدرات “الأونروا” شهد الشارع الفلسطيني ردود أفعال كبيرة تمثلت في تصريحات لقيادات فلسطينية ومظاهرات وإضراب شمل جميع مرافق وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” في قطاع غزة .
“نداء طوارئ” من الأونروا لجمع 800 مليون دولار
أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، التابعة للأمم المتحدة، نداء استغاثة، من أجل جمع أكثر من 800 مليون دولار أمريكي، لمواصلة أنشطتها في سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة.وقال المتحدث باسم الأونروا في الأردن سامي مشعشع، خلال مؤتمر صحفي في عمان، إن الوكالة “تطلق اليوم مناشدة طوارئ لجمع مبلغ 800 مليون دولار لخدماتها في سوريا وغزة والأراضي الفلسطينية”.وتقدم الوكالة خدمات إغاثية لنحو 5.2 ملايين لاجئ فلسطيني في المنطقة. وقررت واشنطن في 16 يناير الجاري “تجميد” نصف الأموال المخصصة للأونروا التي تقدم مساعدات للاجئين الفلسطينيين تتضمن التعليم والرعاية الطبية.
ودعا مدير عمليات الأونروا في غزة ماتياس شمالي، في كلمة ألقاها خلال مسيرة أمام مقر الأمم المتحدة غرب المدينة، الاثنين، إلى “عدم تسييس المساعدة المقدمة للاونروا”.
وأوضح أن “وجود الأونروا كان يرتبط بقضية سياسية، لذا يجب عليكم إيجاد حل لهذه القضية السياسية قبل أن تتخلصوا من الأونروا”، في إشارة إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وأثار القرار الأمريكي غضباً لدى الفلسطينيين الذين وصفوه بأنه “خطوة إضافية ضدهم” من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد إعلانه الشهر الماضي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.
فلسطينيون يتظاهرون في غزة
عقب تصريحات المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأنروا” فيليب لازاريني، تظاهر فلسطينيون، أمام مقر وكالة «الأونروا» في مدينة غزة، ضد الخطة التي تهدف إلى نقل بعض الخدمات التي تقدمها الوكالة إلى مؤسسات أخرى، واحتجاجاً على “سياسة المماطلة” في إعادة إعمار منازلهم المدمرة من قبل إسرائيل.وجاءت المظاهرة، لتعبر عن أوج الغضب من الوكالة الدولية و حيث إنه هناك تحذيرات فلسطينية رسمية وشعبية من مؤامرة لتصفية عملها. خلال المظاهرة رشق المتظاهرون مقر الوكالة بالبيض وأشعلوا إطارات مطاطية في المظاهرة التي دعت إليها الفصائل الفلسطينية..من جهةٍ أخرى مع بداية العام الحالي، أعلنت «الأونروا» أنها تعاني أزمة مالية صعبة، وقد تفاقمت لاحقاً بعد بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
إضافة إلى المظاهرات الغاضبة التي قام بها الفلسطينيون امام مقر الأونروا، كان هناك ندوة سياسية في غزة، صرح خلالها المستشار الإعلامي لـ«الأونروا»، عدنان أبو حسنة، إن «الأونروا تعاني عجزاً مالياً مزمناً ومركباً، يعود لتركيبة هذه الوكالة التي تعتمد على دعم المانحين بنسبة 87 في المئة»، لافتاً إلى أن الدعم العربي انخفض هذا العام بنسبة 90 في المئة، بينما خفضت بريطانيا مساعداتها إلى أكثر من النصف، منوهاً بأن معظم أموال المانحين أصبحت تذهب إلى أوكرانيا في الفترة الأخيرة.وشرح أبو حسنة أن هذه الأزمة تأتي بالتزامن مع ارتفاع في أسعار النقل والوقود والمواد الغذائية. وتابع: «على سبيل المثال أصبحت الأونروا تشتري مكونات الكوبونة الغذائية التي توزعها على اللاجئين لكل دورة بمبلغ 30 مليون دولار، بعدما كانت تشتريها قبل الأزمة العالمية بـ20 مليون دولار». ونفى المستشار أن أحداً يسعى أو يستطيع تغيير أو إنهاء التفويض لـ«الأونروا» أو برامجها ومسؤولياتها. واكد لا يمكن أن نصمت على هذه المؤامرة الجديدة ضد الأونروا، وستكون هناك رسالة تقدم إلى الأمين العام للأمم المتحدة من أجل أن يكون هناك ميزانية مستدامة لوكالة الأونروا حتى لا تقع في عجز كما حدث في السابق، وأن يتم تقليص الخدمات التي تقدم للاجئين الفلسطينيين والضغط على الدول المانحة للالتزام بتعهداتها تجاه الأونروا”.
موقف قيادات حركات المقاومة تجاه تصريحات المفوض العام لوكالة “الأنروا”
أثارت رؤية مفوض عام الأونروا فيليب لازاريني غضب الفلسطينيين بشأن إيجاد شراكات من داخل مؤسسات الأمم المتحدة لتقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين في ظل العجز المالي الذي تعاني منه حيث قال القيادي باسم نعيم رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في حركة حماس: “ننظر بخطورة شديدة لهذه الرؤية التي طرحت، ونطالب السيد لازاريني بتوضيح حقيقية هذه المخططات ومدى جديتها، لأنها تأتي في إطار ما سعى إليه الاحتلال منذ عشرات السنين، وهي تقويض الأونروا وتفريغها من محتواها وحرفها عن مسارها الحقيقي”. القيادي في حركة حماس أكد أيضاً على أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تفكيك الأونروا وإضعاف قدرتها في السيطرة على ملف اللاجئين ما يتيح مستقبلا للاحتلال إلى تفريغ التفويض الممنوح للأونروا من محتواه وازاحة هذه المؤسسة بأكملها نحو مؤسسات دولية أخرئ وأضاف: “طالبنا بتوضيحات معلنة وتفصيلية لهذه المخططات المرفوضة ومدى جديتها”.
من جهةٍ أخرى دعا وليد العوض رئيس لجنة اللاجئين في المجلس الوطني لتوحيد الجهود لإفشال محاولات نقل مهام الأونروا لمؤسسات دولية في مخططٍ لتصفية قضية اللاجئين وقال وليد العوض في تصريح صحفي: “إن ما تضمنته رسالة المفوض العام للأونروا التي وجهها للاجئين وتفصح بإمكانية “أن تقوم مؤسسات دولية بتقديم الخدمات للاجئين بديلاً عن الأونروا” تحت بند الشراكة مع مؤسسات دولية تمثل بالون اختبار لما يجري التخطيط له ، ويجري كل ذلك تحت مبررات نقص التمويل واحجام بعض الدول عن الإيفاء بالتزاماتها”وأضاف العوض إلى أن لجنة اللاجئين في المجلس الوطني سبق وأن حذرت مما تسمى خطة الدمج التي تقوم على إحالة تقديم الخدمات للمفوضية العليا للاجئين أو للدول المضيفة بديلا عن الأونروا الأمر الذي سيؤدي إلى تصفية الأونروا وهو ما يتطلب توحيد الجهود كافة لمنع تنفيذ هذه المؤامرة واحباطها.
من جهته قال القيادي في الجبهة الشعبية، ماهر مزهر: “هناك محاولات مستمرة حثيثة للالتفاف على استمرار المؤسسة الدولية الممثلة بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بألا تستمر في تقديم خدماتها وأضاف مزهر في حديثه لقناة الغد:” كل هذه المحاولات تندرج في إطار واحد هو الالتفاف والانقضاض على حق العودة للاجئين والمشردين من أبناء شعبنا الفلسطيني”. بدوره أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل رفضه لما تم طرحه من المفوض العام للأونروا بإيجاد جهات دولية تقدم خدمات للاجئين نيابة عن الأونروا، مؤكدا على أن هذا تخلي للأونروا عن دورها الأساسي في إغاثة اللاجئين الفلسطينيين والتي أخذت تفويضا من 173 دولة من الجمعية العامة للأمم المتحدة في الاجتماع الأخير، بحيث تؤدي دورها كاملا حتى يتم عودة اللاجئين إلى ديارهم”. واعتبر المدلل: “أن هذه الرؤية تتماشى مع الطرح الأمريكي والإسرائيلي لإنهاء عمل الأونروا وشطب قضية اللاجئين”.
في الختام إن القرار الامريكي الاخير بتقليص الدعم المقدم للوكالة يلقي بظلاله على الخدمات التي تقدمها للاجئين بمناطق عملها في المخيمات الفلسطينية ويفاقم المشكلة المالية التي تعاني منها الوكالة اصلا نتيجة لعجزها المتراكم، من جهةٍ اخرى لقد عم الإضراب الشامل، جميع مرافق وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” في قطاع غزة احتجاجا على قرار الإدارة الأمريكية تقليص الميزانيات والدعم للوكالة وشارك بالإضراب أكثر من 13 ألف موظف من موظفي “الأونروا” حيث لم يتوجه عشرات الالاف من الطلاب الى مدارسهم ضمن الاضراب الذي يهدف للضغط على الجهات المانحة والعالم أجمع لدفع الولايات المتحدة للتراجع عن قرارها بتقليص المساعدات للفلسطينيين.
المصدر/ الوقت