التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

رغم النكبة… أعداد الفلسطينيين تضاعفت أكثر من 10 مرات 

من الواضح أن تزايد أعداد الفلسطينيين في الأحياء العربية بالمدينة المقدسة وفي غزة يقلق الكيان الصهيوني، حيث يعتبر الكيان الصهيوني زيادة النمو الفلسطيني من شأنه أن يفرض حقائق على الأرض تخدم الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وفي هذا الصدد أظهرت دراسة أصدرها المعهد الأورشليمي للشؤون العامة أن ذلك يعني أن “إسرائيل” تقترب بسرعة من الخط الخطر المتمثل في ارتفاع نسبة العرب. وبناءً على ذلك كشفت الدراسة البحثية عن سلسلة مخططات “إسرائيلية” مهتمة بمستقبل الأحياء ذات الأغلبية العربية في القدس؛ أولها مخطط قدمه ما يسمى مجلس الأمن القومي “الإسرائيلي” لإجراء تغييرات في الحدود البلدية للقدس لمواجهة الخط الأحمر السكاني المتمثل في إمكانية تزايد أعداد الفلسطينيين العرب من سكان المدينة، ووفق الدراسة ، تجتهد الطواقم العاملة فيما يسمى مجلس الأمن القومي “الإسرائيلي” لإيجاد خطط ذات أبعاد إستراتيجية عاجلة لهذا التهديد. في هذا السياق أشارت دراسة المعهد الصهيوني إلى أن الصهاينة اتبعوا خطة لمواجهة ما يعتبرها أزمة ديموغرافية تعاني منها القدس، وعمل الاحتلال خلال السنوات الماضية على تهجير الفلسطنيين من أحيائهم، دون عودة، وذلك لأن المعطى الديموغرافي الفلسطيني العربي في القدس يشكل عنصر قلق للكيان الصهيوني، لأن معدل النمو الفلسطينيي كبير جداً.

عدد اللاجئين الفلسطينيين، حتى كانون أول 2020 بلغ نحو 6.4 ملايين لاجئ فلسطيني

من اللافت أنه بينما تتزايد المعدلات السكانية الفلسطينية، فإن نظيرتها اليهودية تتقلص، في ظل الهجرة المعاكسة لليهود من القدس بمعدل 400ألف يهودي، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ما عمل على تراجع تدريجي لليهود. موخراً أعلن الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين أنّ “عدد اللاجئين الفلسطينيين، المسجّلين حتى كانون أول 2020 في سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بلغ نحو 6.4 ملايين لاجئ فلسطيني”. الإحصاء أوضح ايضاً أنّ “28.4% من اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في 58 مخيماً رسمياً تابعاً للأونروا، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 في سوريا، و12 في لبنان، و19 في الضفّة الغربية، و8 في قطاع غزة”. حيث تمثّل هذه التقديرات الحدّ الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، باعتبار وجود لاجئين غير مسجّلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تمّ تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949، حتّى عشية حرب حزيران 1967، حسب تعريف “الأونروا”، ولا يشمل أيضاً الفلسطينيين الذين رحلوا أو تمّ ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب، والذين لم يكونوا لاجئين أصلاً.ويعتبر لاجئاً فلسطينياً، حسب التعريف الرسمي لوكالة الغوث “الأونروا”، “الأشخاص الذين كانوا يقيمون في فلسطين خلال الفترة ما بين حزيران/يونيو 1946 وحتى أيار/مايو 1948، والذين فقدوا بيوتهم ومورد رزقهم نتيجة نكبة 1948”.

رغم النكبة… أعداد الفلسطينيين تضاعفت أكثر من 10 مرات

أشار جهاز الإحصاء المركزي إلى أن “عدد السكان في فلسطين التاريخية بلغ عام 1914 نحو 690 ألف نسمة، 8% منهم يهود، وفي العام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من 2 مليون حوالى 31.5% منهم من اليهود، بعد تدفّق 225 ألف يهودي بين عامي 1932 و1939 ضمن موجات الهجرة المنظمة. وبين عامي 1940 و1947 دخل فلسطين أكثر من 93 ألف يهودي، وحتى العام 1975 وصل عدد إجمالي اليهود المهاجرين إلى فلسطين أكثر من 540 ألف”.وبلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم في نهاية العام 2021 “حوالى 14 مليون نسمة، بزيادة عشرة أضعاف عن عددهم عشية النكبة. ولا يزال نحو 7 مليون منهم يسكنون فلسطين التاريخية، من بينهم 1.7 مليون في المناطق المحتلة عام 1948”.

غزة أكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان

لقد حوّلت نكبة فلسطين قطاع غزة إلى أكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان، فبينما بلغ معدّل الكثافة السكانية في دولة فلسطين نهاية العام 2021 حوالى 878 فرد/ كم2، بلغت نسبة الكثافة 557 فرد/كم2 في الضفة الغربية مقابل 5,855 فرد/كم2 في قطاع غزة، علماً بأن 66% من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين.كما ساهمت في إقامة الاحتلال لمنطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة بسيطرته على حوالي 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم²، ما ساهم بتفاقم وضعف الواقع الاقتصادي في القطاع وحوّل ما يزيد على نصف السكان الى فقراء، حيث بلغت نسبة الفقر في العام 2017 في قطاع غزة 53%.

التزايد السكاني للفلسطينيين يفزع الإسرائيليين

طغت التهديدات الرئيسيّة التي تواجه الاحتلال الإسرائيلي ومصيره على لسان المحللين الإسرائيليين ، حيث كثيراً ما يتم الحديث عن نهاية الاحتلال الإسرائيلي حتى من قبل الصهاينة أنفسهم، منذ بداية الصراع مع الكيان الصهيوني اعتمد الكيان الغاصب عدداً من الاستراتيجيات، لكنه مع ذلك فقد فشل في تحقيق وتجسيد الحلم الصهيونيّ على أرض فلسطين المحتلة، من الاستراتيجيات التي قام بها الكيان الصهيوني هي عمليات التطهير العرقيّ والتهجير القسريّ للسكان الأصليين الفلسطينيين، حيث ينظر الإسرائيليون إلى أنّ التهديد السكاني هو التهديد الأول لـ”إسرائيل”، وخاصة مع تزايد عدد السكان الفلسطينيين داخل أراضي عام 1948، ما يمثل تهديدًا ديموغرافيًا فعليًا يمكن أن يهدد بقاء الكيان الصهيونيّ وبنيته الطائفيّة (اليهودية)، ما يعني أنّ التزايد السكاني للعرب يفزع الإسرائيليين بالفعل، وإنّ تعويل تل أبيب على استقدام المهاجرين.

وفي الوقت الذي تشير فيه تقديرات صهيونية إلى أن عدد الفلسطينيين عام 2050 سيصل إلى ما لا يقل عن 10 ملايين بالضفة وغزة، تتحدث أنّ عدد المهاجرين اليهود سيصل إلى ما يقارب 10.6 ملايين يهودي في الأراضي الفلسطينيّة المسلوبة و3.2 ملايين عربي بالعام ذاته، وهذا ما يدفع الإسرائيليين ومحلليهم للقلق بشأن التفوق الديمغرافي الفلسطينيّ في المنطقة ما بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن (أرض فلسطين التاريخية) في ظل غياب أيّ رغبة إسرائيليّة للحل السياسيّ.

بغرض التوسع يستمر الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة الأراضي و التهجير والاستيطان

شهد عام 2021 زيادة كبيرة في سرعة بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ، حيث صادقت قوات الاحتلال الإسرائيلي على بناء أكثر من 12 ألف وحدة استيطانية جديدة عام 2021 ، منها 9 آلاف وحدة على أراضي القدس، من جهةٍ اخرى أساء الاحتلال الإسرائيلي تصنيف الأراضي وفقًا لاتفاقيات أوسلو (أ ، ب ، ج) من أجل تعزيز سيطرته على الأراضي الفلسطينية المصنفةC، والتي تخضع بالكامل للسيطرة الإسرائيلية من حيث الأمن والتخطيط والبناء ، و يتم حاليًا استغلال ما يقرب من 76 ٪ من مساحتهم.وفي العام نفسه 2021 ، في الوقت الذي وافقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بناء أكثر من 12 ألف وحدة استيطانية معظمها في القدس.، هدمت أكثر من 300 مبنى وأمرت بهدم أكثر من 200 مبنى آخر ، إضافة إلى الموافقة على مشروع مصادرة 2050عقارًا فلسطينيًا، بما في ذلك حيي الشيخ جراح وسلوان شرقي القدس ، والتي تقدر مساحتها بـ2050 عقارًا. 2500 فدان.وشهد العام الماضي أيضًا ما يقرب من 1621 حالة اعتداء من قبل مستوطنين تحميهم قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ، ما يمثل زيادة بنسبة 49٪ في الهجمات اعتبارًا من عام 2020. كما يستغل المستوطنون الإسرائيليون حوالي 120 ألف فدان من الأراضي الفلسطينية للزراعة.

قوانين صهيونية تشجع هجرة اليهود من أنحاء العالم إلى الأراضي الفلسطينيّة

زيادة عدد الفلسطينيين تبرز مخاوف إسرائيليّة وعلى هذا الأساس، فهناك قوانين تابعة للاحتلال الإسرائيلي تشجع هجرة اليهود من أنحاء العالم إلى الأراضي الفلسطينيّة التي نهبوها وفي المقابل يرفض عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ممتلكاتهم وعقاراتهم التي هُجروا منها، ففي ظل انخفاض نسبة اليهود نتيجة الزيادة الطبيعية الأسرع بين السكان الفلسطينيين، ويجدون أنّ هذا الأمر أيّ النمو السكاني يجب أن يلقى اهتمامًا خاصًا، مع وجود دراسات تتحدث أنّ “التحدي الديموغرافي السياسيّ” كان أحد الاعتبارات التي أقنعت رئيس وزراء الاحتلال السابق إسحاق رابين بالتوقيع على اتفاقيات “أوسلو”، فيما كان الاعتبار الديمغرافيّ أيضًا ذا أهمية خاصة في قرار شارون بالانسحاب من جانب واحد من قطاع غزة عام 2005.

ما يزيد على مئة ألف استشهدوا منذ نكبة 1948

بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ نكبة عام 1948 وحتى اليوم، داخل وخارج فلسطين، نحو مئة ألف شهيد، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 11,358 شهيداً، بين 29/09/2000 وحتى 30/04/2022.ويشار إلى أنّ عام 2014 كان أكثر الأعوام دموية، حيث سقط 2,240 شهيد، منهم 2,181 في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال عدوان عسكري.وبلغ عدد الشهداء في فلسطين عام 2021، 341 شهيداً، منهم 87 شهيداً من الأطفال، و48 سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى 12,500 جريحاً.

نحو مليون حالة اعتقال منذ عام 1967

ويستمرّ الاحتلال منذ ربع قرن بسجن 25 أسيراً فلسطينياً، حيث بلغ إجمالي عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 4,450 أسرى حتى شهر نيسان/أبريل الفائت، منهم 160 أسيراً من الأطفال، 32 أسيرة، 570 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد مدى الحياة، 700 أسير من المرضى، 6 أسرى من النواب بالمجلس التشريعي الفلسطيني و650 معتقلاً إدارياً.وبلغ عدد حالات الاعتقال خلال العام 2021 نحو 8,000 مواطن في كل الاراضي الفلسطينية من بينهم نحو 1,300 طفل و184 سيدة، فيما بلغ عدد أوامر الاعتقال الاداري بحق مواطنين لم توجه لهم أي تهمة 1,595 أمراً.بلغ عدد الأسرى الشهداء 226 أسيراً منذ عام 1967، بسبب التعذيب أو القتل العمد بعد الاعتقال أو الإهمال الطبي، من بينهم 103 أسرى منذ أيلول/سبتمبر عام 2000.

في الختام في السنوات الاخيرة أصبحت فكرة الأسرة الصغيرة رائجة في عدد من الدول، ولكن من خلال الإحصائيات المنتشرة نرى أن في فلسطين وعلى الرغم من الحصار والوضع الاقتصادي السيئ والفقر الا أن الأسر الفقيرة تحظى بعدد أفراد أكثر، فعلى الرغم مما تم ذكره نجد المعدلات المرتفعة من الولادات في فلسطين المحاصرة ، من ناحية أخرى حاول الكيان الصهيوني خلال السنوات على تشجيع اليهود للهجرة إلى فلسطين المحتلة في محاولة بائسة منه من أجل زيادة عددهم داخل فلسطين، فالكيان الغاصب يعتبر أن الكثافة السكنية الفلسطينية تشكل خطراً لوجوده، الا أن الاحصائيات الاخيرة التي ظهرت للعلن تدل على كثافة سكانية في الداخل الفلسطيني.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق