التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

“إسرائيل” وجريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة.. هل من مفر 

“الصحفيّة شيرين أبو عاقلة أُعدمت بنيران جنديّ إسرائيليّ من مسافة نحو 180 متر”، هذا ما أكّدته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تحقيق لها، حول الجريمة التي نفذتها قوات العدو الإسرائيليّ بحق الصحفيّة الشهيرة التي تعمل مراسلة في قناة الجزيرة القطريّة في جنين بالضفة الغربيّة المحتلة أثناء تغطيتها اقتحام العصابات الصهيونيّة لجنين مؤخراً، والتي دفعت العالم بأسره للتنديد بالتصرفات الوحشيّة التي قامت بها قوات العدو الإسرائيليّ، والتي استمرت خلال تشييع جثمان الصحفية الفلسطينية إلى مثواها الأخير، إضافة إلى اعتداء الشرطة بالضرب على مشيعي الجنازة في القدس، باعتبار أنّ أبو عاقلة عملت مع مجموعة كبيرة من وكالات الأنباء العربية والدولية لتغطية الأحداث الكبرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووثقت لسنوات طويلة اعتداءات قوات الاحتلال وجرائمهم.

لم يكن التحقيق الذي قامت به الصحيفة الأمريكيّة الأول من نوعه، بل تلا تحقيقاً لشبكة سي إن إن اكّد أيضاً أن جنديًا تابعاً لقوات العدو الإسرائيليّ أطلق الرصاص عمداً على أبو عاقله، وهذا واضحا من مقاطع الفيديو التي انتشرت عقب مقتل الصحفية، حيث أجمع العالم على شناعة الجريمة التي ارتكبتها العصابات الصهيونيّة بحق الصحفيّة الشهيرة، وحملوا القوات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الجريمة بحق أبو عاقلة التي قضت خلال قيامها بواجبها الصحفي لتوثيق الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال، كما أثار الاعتداء الإسرائيليّ على جثمان الصحفية ومشيعيها حفيظة العالم، تماماً كخبر مقتلها برصاص العدو الذي تعود على قتل واستهداف الصحفيين وتدمير المباني التي تحوي مكاتبهم، وقد أظهرت تلك القضية بالفعل حقيقة إرهاب الاحتلال ووحشيته، وبينت كعين الشمس مدى استهتار تل أبيب بالإنسانيّة وبالرأي العام العالميّ وبالقيم والأعراف الدولية.

وفي هذا الخصوص، بينت الصحيفة الأمريكية أن التحقيق فحص أكثر من 60 مقطع فيديو ومنشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي وصورًا لجريمة الاغتيال، كما أجرت الصحيفة فحصين ميدانيين للمنطقة، وأجرت تحليلات صوتية مستقلة لأصوات إطلاق النار، مؤكدة أن التحليل الصوتي لإطلاق النار الذي أدى إلى مقتل الصحفية المعروفة يشير إلى أن شخصاً أطلق عليها الرصاص من مسافة تقريبيّة تكاد تطابق المسافة بين الصحفيين ودورية قوات الاحتلال الإسرائيلي التي كانت في المكان، قائلة إن تحليل الصور المتوافرة ولقطات الفيديو وبيانات شهود العيان، تؤكد بما لاشك فيه أن جنديا إسرائيليا هو من أطلق رصاصة الإعدام الميداني.

كذلك، قال الصحفي في قناة الجزيرة علي السمودي للصحيفة الأمريكية: “كنا متأكدين من عدم وجود مسلحين فلسطينيين ولا تبادل بإطلاق النار أو مواجهات مع الإسرائيليين”، وكانت الصحفية الفلسطينية-الأمريكية شيرين أبو عاقلة التي غطت عددا لا يحصى من العمليات المشابهة في مسيرة امتدت لعقود مع الجزيرة ترتدي خوذة وسترة مكتوب عليها بحروف بيضاء واضحة “صحافة”، وظلوا في المكان مدة 10 دقائق للتأكد من تحديد قوات العدو الإسرائيلي لهم أنهم صحفيون، ثم تحرك الصحفيون إلى الشارع وباتجاه العربات الإسرائيلية، وكان هناك هدوء شامل ودون صوت رصاص أبدا وفجأة بدأ وابل من الرصاص، أصابت رصاصة واحدة السمودي وأخرى ضربت وقتلت أبو عاقلة، حيث حاول زملاؤها البحث عن غطاء من الرصاص، ويتذكر السمودي أن الرصاصة انطلقت من عربة عسكرية.

بناء على ذلك، يؤكّد التحقيق الصحفيّ الأمريكيّ أن “إسرائيل” وعصاباتها الصهيونيّة هم المسؤولون عن إطلاق النار وقتل أبو عاقلة، رغم محاولة جيش العدو تبرئة نفسه من دم أبو عاقلة من خلال قوله إن جنديا من جنوده ربما أطلق الرصاص، لكن رصاصة الجريمة جاءت من “مسلح فلسطيني”، ولم تظهر تل أبيب أي أدلة عن وجود مسلح، ولا تدعم أشرطة الفيديو مزاعم الاحتلال عن مواجهات مسلحة في الدقائق التي سبقت العملية الإجرامية، فيما تظهر كل الأدلة والروايات وشهود العيان الذين قابلتهم الصحيفة أنه لم يكن هناك إطلاق نار وقت القتل أبداً.

في النهاية، وعلى الرغم من أن “إسرائيل” الدمويّة تتستر على جناياتها من خلال وسائل الإعلام العالميّة التي يدير اليهود الكثير منها، إلا أن العالم بدأ يشعر بالفعل بحقيقة ذلك السرطان المقيت في منطقتنا، في ظل الاتهامات الدولية والحقوقيّة الكثيرة والمُثبتة للصهاينة بانتهاج سياسات تمييز عنصريّ واضطهاد في معاملة الفلسطينيين، والأقلية العربيّة في الأراضي الفلسطينيّة المُحتلة، والتي توصف بأنها “جرائم ضد الإنسانيّة”، وإن التحقيق الصحفي حول جريمة إعدام أبو عاقلة هو شهادة دولية قويّة ومحقّة على نضال ومعاناة الشعب الفلسطينيّ الرازح تحت الاحتلال العسكريّ الصهيونيّ وسياساته الاستعماريّة والقمعيّة بمساندة من بعض العواصم ذات التاريخ الدموي ضد هذا الشعب الذي يطرد من أرضه بشتى الوسائل وبمختلف الأساليب والأسلحة دون تحريك أيّ ساكن رغم شعارات حقوق الإنسان والحرية والديمقراطيّة، وذلك لدعم الإسرائيليين في محاولاتهم المستميتة للهيمنة على فلسطين وشعبها بالسيطرة على الأرض والتركيبة السكانيّة لمصلحة الإسرائيليين الصهاينة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق