التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

سيناريو كارثيّ لإسرائيل.. يد المقاومة هي العليا 

في ظل التهديدات التي تواجه “إسرائيل” ومصيرها، طغى على لسان المحللين الإسرائيليين الحديث عن نهاية “إسرائيل”، حيث نشر “إسحاق بورك”، ضابط الاحتياط بالجيش الإسرائيلي ورئيس قسم الشكاوى العسكرية السابق بالجيش، مقالاً في صحيفة “هآرتس” الصهيونية، شدد فيها على عدم قدرة “إسرائيل” على الدخول وعدم كفاءة القوات البرية للقوات الإسرائيلية، ومضيفاً إنّ سلاح الجو غير جاهز لأيّ حرب وشيكة، بعد أن أظهرت “إسرائيل” ضعفاً كبيراً على المستويين الداخليّ والخارجيّ وفقدت الردع تماماً عقب مرحلة من الهزائم المتتاليّة، وبالأخص بعد الحرب الهمجيّة الأخيرة التي شنّتها الآلة العسكريّة للكيان على غزة قبل مدة.

وإنّ إسهاب أحد الجنرالات البارزين في الكيان الصهيوني في الحديث عن أن الجيش الصهيوني في السنوات القليلة الماضية، وخاصة في الفترة الأخيرة، أصبح عاجزاً وغير مستعد لمواجهة الكارثة التي ستقع على الكيان في أي حرب مقبلة، وبالفعل يعترف الصهاينة بحقيقة ذلك ويعتقدون أن “إسرائيل” ستضطر إلى الدخول في حرب في المستقبل غير البعيد ويمكن أن تصل إلى نهاية الكيان، حيث انحنت “إسرائيل” على ركبتيها طوال عقد ونصف العقد أمام المقاومة التي تؤكد بأنّها لن تسمح للكيان الصهيونيّ الغاشم بالاستفراد بفلسطين.

وبما أنّ المقاومة استطاعت مراراً الانتصار على الكيان الإرهابيّ في عدة حروب، وأذلت ناصية العدو الصهيونيّ المعتدي الذي أثقب مسامعنا بأنّه “لا يقهر”، أوضح الضابط الإسرائيلي أن جيش العدو غير مستعد أبداً لدخول “الحرب القادمة”، وهذا ينطبق على القوات البرية للجيش، في ظل عدم وجود رغبة لدى وزارة الداخلية الإسرائيلية بالحرب، ناهيك عن أنّ سلاح الجو الإسرائيلي أثبت عدم قدرته على مواجهة الصواريخ والقذائف التي يتم إطلاقها على القواعد العسكرية، وإن “فقدنا تماماً الردع” التي يكررها الإسرائيليون دائماً، تدل على أن المقاومة مستمرة في تفوقها ونضالها ضد المحتلين، ولن تأبه أبداً من أيّ خطوة إسرائيليّة باعتبار أن المقاومين باتوا يملكون مفاتيح اللعبة وأصبحوا في قوة رادعة للغاية، والأدلة كثيرة.

وبالتزامن مع تراجع مستوى جاهزية جيش الحرب الإسرائيليّ وهزيمة خططه بما يشكل خطراً وجوديّاَ على العدو، في ظل فشل الجيش الإسرائيلي في التجنيد والحشد من جهة وتآكل وتقلص دور القوات البريّة في الحروب الدائرة من جهة أُخرى، أشار الجنرال الصهيوني إلى الإقالات والتعيينات العديدة على مستوى القائد العام للجيش الصهيون ، وبين وجود علاقة مباشرة بين أداء وهزيمة مسؤولي الجيش الإسرائيلي وإقالتهم وتنصيبهم، مؤكّداً أنّ الأخطاء التي يرتكبها المسؤولون الإسرائيليون قد تؤدي بـ “إسرائيل” إلى مواقف حرجة للغاية، وإنّ الأزمات التي لا يمكن تجنبها هي نفس الأخطاء التي ارتكبها جيش العدو منذ عام 1973، أيّ تاريخ حرب التحرير التي شنّتها كل من مصر وسوريا في وقت واحد على محتل أراضيهم.

إضافة إلى ذلك، يتعرض ضباط العدو الصهيونيّ لانتقادات لاذعة تتركز على أنّهم باتوا يقدسون الكذب والخداع والحيل، ووضع العصي في الدواليب السياسيّة، ومن يحاول الوقوف في وجههم يُنظر إليه بنوع من الاشمئزاز، وهو ما يشكل الضربة الأكبر في وجه المجتمع الصهيونيّ حاليّاً، حيث لفت إسحاق بورك إلى آلية وطريقة اختيار القائد العام للجيش الإسرائيلي، وإلى ما يقوم به حاليا وزير الحرب بني غانتس، قائلاً: “إن القائد العام يختار الجنرالات ويخضع الجنرالات له بالكامل، ما يشكل وضعاً خطيراً على الجيش الإسرائيلي، حتى إذا اتخذ القائد العام قرارات خاطئة، يجب أن يدعمه الجنرالات وأي شخص آخر ينتقد القائد “يفقد درجته”، كما أن عملية اختيار القائد العام تتم في سرية تامة وخلف أبواب مغلقة، وهذا لا يسمح بالإصلاحات والتحقيقات الأساسية التي يحتاجها الجيش، مضيفاً: “إنّ عملية انتخاب القائد العام للجيش الإسرائيلي وما يفعله بني غانتس هذه الأيام مفبركة وغير صحيحة، إنه لمن المؤسف والمخزي حقا أن يتم انتخاب القائد العام للجيش الإسرائيلي بهذه الطريقة، في حين أن هذا المنصب له أكبر الأثر على أمن الإسرائيليين”، ما يحمل ضمنيّاً بوادر تهديد وجوديّ لـ “دولة إسرائيل” المزعومة، بقول بعض الضباط في الجيش والشاباك: “تهديدنا الوجوديّ المؤكّد 100% هو التهديد الاجتماعيّ الموجود في داخل الإسرائيليين”.

وإنّ أكثر ما يُقلق الإسرائيليين قضيّة إطلاق صواريخ المقاومة على الأراضي التي تحتلها “إسرائيل” في فلسطين، فقد أوضح بورك وجود سيناريو مروع لـ”إسرائيل” في الحرب القادمة، مشيرًا إلى أن الأراضي المحتلة محاطة في هذه الحرب بأكثر من 200 ألف صاروخ، بما في ذلك آلاف الصواريخ الموجهة بدقة، ما يُخضع “إسرائيل” لحصار كبير وخانق بالآلاف من الصواريخ التي ستصيب أهدافها ويمكنها استهداف مواقع مهمة مثل مرافق تحلية المياه وقواعد القوات الجويّة ومقرات الجيش والموانئ والبنية التحتيّة الاقتصاديّة وما إلى ذلك.

وإنّ خشية الاحتلال الإسرائيليّ من صواريخ المقاومة تكشفت في الفترة الماضية من خلال احتواء حادثة إطلاق صواريخ تجاه مستوطنات دون اللجوء لخيار التصعيد العسكريّ لتجنب سيناريو إطلاق الصواريخ، باعتبار أنه يمكن لهذه الصواريخ أيضًا أن تستهدف مواقع مدنية ومراكز سكانية وصناعية في مناطق مختلفة، بينما تلك الصواريخ الإسرائيلية القادرة على اعتراض صواريخ من يصفهم الإسرائيلي بـ”الأعداء” تكفي لبضعة أيام فقط، وهذا ينطبق على صواريخ القبة الحديدية.

في النهاية، “لا تدخلوا في أي حرب” هذا ما يدعو إليه ضباط العدو الغاشم الذين يحذرون من تقلص المستودع البري للجيش الإسرائيلي، لأن الوضع الحالي لا يسمح للجيش الإسرائيلي بالقتال حتى على جبهتين في نفس الوقت، في حين أن الحرب الإسرائيلية المقبلة من المحتمل أن تكون على أربع جبهات، كما أن نتيجة تراجع القوة العسكرية للجيش وكذلك عدم كفاية الميزانية، تعود إلى التدريب غير الكافي للجنود في الجيش الإسرائيلي، وعدم القدرة على حماية الأسلحة في المستودعات، وتسريح آلاف الجنود، وفقدان المهارات المهنية للجنود والقادة وخاصة في الاحتياط، ناهيك عن أنه لا يوجد اهتمام مهني في الجيش الإسرائيلي بالأسلحة على الأرض، سواء من حيث التصميم أو الصيانة أو الإصلاح، في حالة حدوث أضرار أو مشاكل فنية، وإن هذا قد يؤدي إلى الهزيمة في أي حرب إسرائيلية مستقبلية، وسيفقد الكثيرون حياتهم، وهذا تحذير جديّ من كارثة عسكريّة حقيقية لكيان الاحتلال السرطانيّ.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق