8650 ضربة توجهها المقاومة ضد الصهاينة خلال عام واحد
بينما تعرض الکيان الصهيوني للعمليات الأمنية 10850 مرة، لجأ إلى تخيل تعدد العمليات الأمنية ضد إيران، لكنه يتظاهر من خلال “الدعاية السياسية” بأنه ما زال يمتلك زمام المبادرة، وبعض الذين لا يستطيعون رؤية الحقائق بأعينهم يکررون هذه الادعاءات القديمة.
وفي نظرهم لا تزال الولايات المتحدة القوة العظمى، والکيان الإسرائيلي يمتلك رابع أكبر جيش في العالم، ومعادلات العالم تحددها قوة أسلحتهم! لكن إذا نظروا حولهم، سيرون أنه لم يبق من قوتهم سوى دخان.
الولايات المتحدة، وبينما هربت بشكل فاضح من أفغانستان وتخلت عن الإنفاق الهائل عديم الجدوی لمدة 20 عامًا، تتظاهر بأنها قادرة على إخضاع الجمهورية الإسلامية، في حين أن قدرة أفغانستان أقل بکثير من قوة إيران.
عندما کان الکيان الصهيوني ثملاً من اتفاقيتي أوسلو ومدريد عام 1991 و 1993، وفي زمن لم تكن فيه مقاومة ضد تل أبيب في معظم الدول العربية، لم يحقق شيئاً يُذکر، وبعد 30 عامًا من الجهد لجأ مضطراً إلى الجدران التي يبلغ ارتفاعها ستة أمتار. وفي الحرب الأخيرة – سيف القدس – بدأ يتسول وقف إطلاق النار من الجماعات الجهادية في غزة، والآن يتظاهر بأنه يريد التورط مع إيران!
وفي هذا الصدد، عدة ملاحظات نذکرها بإيجاز:
حكومة الولايات المتحدة في أقصى درجات الانقسام الداخلي، حيث أدت الانتخابات الأمريكية عام 2020 إلى حدوث صدع عميق في الحكم والمجتمع.
كان احتلال الكونغرس لعدة ساعات، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 1500، بمن فيهم 560 ضابط شرطة واحتجاز أكثر من 800 آخرين، علامةً سريريةً على الوضع في الولايات المتحدة، والذي استمر بعد ذلك ووضع الإدارة الأمريكية في كابوس انتخابات 2024.
في غضون ذلك، لم يتمكن البنتاغون، على الرغم من الاجتماعات المطولة، من تحديد مسؤوليته في المجتمع الأمريكي المستقطب، وخاصةً عندما يصل الصراع إليه.
إجابات المواطنين الأمريكيين على أسئلة مماثلة في استطلاعات الرأي غامضة للغاية. مرة يعارضون مشاركة الولايات المتحدة في الحرب في أوكرانيا بـ 74٪ من الأصوات، ورداً على السؤال التالي، فإنهم يعتبرون روسيا أخطر عدو بنسبة 64٪ من الأصوات!
وهذه الازدواجية في الرد على أسئلة مماثلة تعكس قلق هذا المجتمع وارتباكه، وهو ما يشير بشكل أساسي إلى انعدام الثقة في قادة هذا البلد.
کما أن ديون أمريكا تعادل دخلها، ما يعني أن الولايات المتحدة لم تعد قادرةً على القيام باستثمارات جديدة ولا يمكنها حتى إصلاح بنيتها التحتية القائمة! وخلال الحملة الانتخابية لعام 2020، قال بايدن إن تحسين البيئة الأمريكية يحتاج إلى تريليون دولار، وعندما سأله ترامب “من أين تحصل على هذه الأموال؟” قال: “على الناس دفع هذا المبلغ!”
لذلك، عندما اندلعت الأزمة الأمنية في أوكرانيا وارتفعت أسعار الطاقة بأكثر من 70 في المئة، اضطر بايدن إلى تجاوز أهم الخطوط الحمراء في أمريكا والدخول في مفاوضات مع الحكومة الفنزويلية الخاضعة لعقوبات مطلقة، للسيطرة على ارتفاع أسعار الطاقة.
وفي العام الماضي، وخاصةً بعد الأزمة الأوكرانية، كان الدولار، رمز القوة والهيمنة الأمريكية، في منافسة جادة مع العملات الآسيوية. وعندما أعلنت موسكو أن مشتري النفط والغاز الروسي عليهم دفع ثمن مشترياتهم بالروبل، لم تستطع الولايات المتحدة فعل أي شيء، وقبلت ألمانيا عمليًا العملة الروسية كعملة بديلة للدولار واليورو.
وعلى الساحة السياسية الدولية أيضًا، لم تتمكن الولايات المتحدة بعد من تشكيل تحالف قوي من دول الكتلة الغربية ضد روسيا، وفي النهاية أعلن بايدن، دون تسمية دولة، أنه أقنع 20 دولة لفرض عقوبات على روسيا. قوة هذه البلدان العشرين غير معروف على الإطلاق، لأن أسماءها لم تذكر.
تمثِّل الأزمة في أوكرانيا وتدخل روسيا فرصةً خاصةً للولايات المتحدة وأوروبا. بعد سنوات من الانتعاش الاقتصادي والعسكري والسياسي لروسيا – في عهد فلاديمير بوتين – كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قلقةً للغاية.
وعندما اندلعت الحرب، قال البعض إن بوتين وقع في الفخ ومن المستحيل عليه أن يتحرر من الغرب. الحقيقة أن روسيا بكل إمكانياتها ليست أقوى من “الاتحاد السوفيتي”، لكن السؤال الجوهري هو: هل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا حقًا في موقع قوة مماثل لأعوام 1945 و 1991، أي سنوات الحرب الباردة؟
قام العديد من المحللين، وبعضهم ممن شغلوا مناصب دبلوماسية لبعض الوقت، بتقييم مستقبل حرب روسيا وأوكرانيا دون الإجابة عن هذا السؤال؛ لكن الحقيقة هي أنه على الرغم من أن روسيا ليست أقوى من الاتحاد السوفيتي، إلا أن هناك جانبًا آخر لها، وهو أن غرب القرن الحادي والعشرين “أضعف بكثير” من الغرب في القرن العشرين.
قد تربح روسيا حرب أوكرانيا وقد لا تنتصر فيها، لكن لا توجد أي فرصة إطلاقاً لانتصار الغرب في هذه الحرب. ويستنتج البعض أنه مع إضافة النرويج وفنلندا إلى الناتو، أصبح هذا الحلف أقوى وأكثر تماسكًا، لكنهم نسوا أن الناتو لم يستطع نقل الأزمة السورية إلى حيث أرادها، وهو الذي شكَّل من أجلها تحالفًا عسكريًا وسياسيًا.
وقف الناتو إلى جانب الولايات المتحدة في أفغانستان في شكل تحالف إيساف، لكنه انسحب من أفغانستان في عام 2015 بعد أن أدرك أنه لا يستطيع فعل أي شيء.
هذا هو الناتو نفسه، مع اختلاف أن الأزمة العسكرية هذه المرة تحدث في أوروبا نفسها وبين الدول الأوروبية. وهذه المرة، الطرف الآخر ليس مجموعة طالبان الصغيرة نسبيًا التي ليس لديها أسلحة استراتيجية، ولا حكومة بشار الأسد المحاصرة، بل حكومة روسيا والجيش الأحمر.
هنا لم يعد الأمر يتعلق بحرب لمدة 20 عامًا بعيداً عن حدود أوروبا، والتي تستخدمها الدول الأوروبية الجشعة كمجال لبيع الأسلحة. بل نحن نتحدث عن حرب واسعة النطاق في أوروبا نفسها، حيث لا توجد مسألة مبيعات الأسلحة.
لا يمكن لأوروبا البقاء مع أوكرانيا لفترة طويلة؛ لأنها لا تستطيع تحمل تكاليف ذلك. لذلك، رأينا هذه الأيام زيارات عديدة قام بها مسؤولون بريطانيون وألمان وإيطاليون وفرنسيون إلى كييف. ومهما كان هدف هذه الزيارات، فهو ليس لنشر الحرب.
من ناحية أخری، فإن الکيان الصهيوني، الذي يدعي أنه يمكنه ضرب إيران في تحالف مع الولايات المتحدة وبعض الحكومات العربية، غير قادر على التغلب على مخاوف الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وما إلى ذلك، من إيران.
قبل شهر واحد فقط، أعلن القائد الجديد للقيادة المركزية الأمريكية في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي، أنه لا يستطيع السيطرة على الحرس الثوري الإيراني. وقبل بضعة أشهر فقط، خلال زيارة لطهران، ذکر الوفد الأمني الإماراتي رفيع المستوی صراحةً أن الإمارات لن تشارك في أي تحالف مناهض لإيران.
کما أجرت السعودية جولةً خامسةً من المحادثات مع إيران في بغداد لتحسين وضعها الأمني وإدارة الحرب اليمنية. ولذلك، من الواضح أن يد تل أبيب فارغة.
في عام 2021، واجه الکيان الصهيوني 10850 عملاً جهاديًا فلسطينيًا في الضفة الغربية وجنين وما إلى ذلك، ولم يتمكن من تحديد وإحباط سوى 2200 منها.
کما واجه الکيان هذا العام 3693 اشتباكا فلسطينيا مسلحا، بمعدل 10 عمليات جهادية يوميًا ضد قواته العسكرية. وفي عام 2021، اشتبك الفلسطينيون 1094 مرةً مع المستوطنين.
وفي الأشهر القليلة الماضية منذ عام 2022، قُتل ما لا يقل عن 30 جنديًا من قوات الکيان في اشتباكات مع الفلسطينيين. وفي العام الماضي، صادر الفلسطينيون ما قيمته 190 مليون دولار من الأسلحة من ترسانة الکيان.
وتشير تقديرات رئيس هيئة الأركان المشتركة لجيش الکيان، إلى أن إدمان العسكريين كان العامل الأهم في تعاونهم في إخراج الأسلحة من المخازن.
کذلك، أجرى الکيان الإسرائيلي أربع انتخابات برلمانية في غضون ثلاث سنوات، ويواجه الآن انتخاباته البرلمانية الخامسة. وفي ظل هذه الظروف، فإن بقاء حكومة لابيد بينيت الائتلافية في خطر، وتنهار باستقالة أو إقالة أحد أعضائها.
والآن، بينما تعرض الکيان الصهيوني للعمليات الأمنية 10850 مرة، لجأ إلى تخيل تعدد العمليات الأمنية ضد إيران. وفي حين أن عدد الشهداء الإيرانيين جراء عمليات الكيان الصهيوني في السنوات الأخيرة، لا يصل حتى إلى عدد أصابع اليد الواحدة، قُتل خلال العام الماضي 30 صهيونياً، من بينهم أربعة ضباط كبار في الجيش، أحدهم داخل تل أبيب.
وفي العام الماضي نفسه، تم تدمير أكبر مصنع للأسلحة الحديثة والمتقدمة تابع للکيان الإسرائيلي بالكامل، ولم تتمكن المعدات الدفاعية للکيان من حماية هذا المصنع الضخم.
الکيان الإسرائيلي يقوم بتضخيم تفجير جزء من نفق في نطنز أو تخريب وحدة نووية في كرج، لکن كل هذا لا يمثل واحدًا من مئة من الأضرار والخسائر التي لحقت به.
المصدر/ الوقت