التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

حفريات الكيان الصهيوني أسفل المسجد الأقصى تدق ناقوس الخطر 

يتعرض المسجد الأقصى المبارك لتهديدات خطيرة بسبب حفريات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة في المنطقة الغربية منه، و التي تهدف لتغيير إرثه التاريخي و التلاعب بالحقائق والسعي لفرض وقائع جديدة. وكشفت مؤسسات وجهات مسؤولة تشققات جديدة ظهرت في المنطقة الغريبة للأقصى، بالقرب من المتحف الإسلامي، وباب المغاربة الملاصق لحائط البراق وصولاً لمنطقة القصور الأموية، نتيجة الحفريات الإسرائيلية المتواصلة أسفله. وتعتبر الحفريات الصهيونية ليست بالأمر الجديد ولكن على الرغم من النفي المستمر من قبل الكيان الصهيوني للأمر إلا أنه لا يخفي النفق الذي افتتحه أسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى عام 1996، وأنفاق أخرى تم الإعلان عنها في السنوات الماضية في محيط الأقصى، شكا بأن هناك حفريات في محيط المسجد.

لا يهتم الاحتلال بالبنية الحضارية الاسلامية الموجودة بل يعمل على إزالتها بالتدريج، حيث إنه لو قارنا الصور منذ عام 67 سنجد أن هناك معالم قد اختفت، والاحتلال يسعى بالتدريج لإزالة المعالم الاسلامية ليثبت أن معلما يهوديا أسفل المسجد، حيث إن سلطات الاحتلال لا تسمح لدائرة الأوقاف الإسلامية بالترميم أو تنفيذ أي أعمال إعمار بالمسجد الأقصى.

و قد أظهر المختص في شؤون القدس ناصر حمامرة إن هذه الحفريات ليست بالغريبة والجديدة على الواقع المقدسي وعلى الإرث التاريخي في القدس، موضحاً أن الاحتلال يسعى للعثور على أي شيء له علاقة بالتاريخ اليهودي في داخل القدس وخاصة في منطقة القصور الأموية وحائط البراق، مبيناً أن ما يجري من حفريات أسفل البلدة القديمة والمسجد الأقصى الهدف منها تعديل وتغيير معالم المنطقة واستهداف أساسات المسجد.

من جهة أخرى، لفت حمامرة إلى أن “التركيز اليوم على عملية الحفريات المتسارعة والغريبة، لدرجة أن هناك سباق مع الزمن، أو أن هناك شيء يدور في الكواليس لتنفيذ عملية سريعة جدا في المسجد الأقصى المبارك أو المنطقة التي يزعمون أنهم يعثرون على بعض المؤشرات التي قد تقودهم إلى أكاذيبهم”، مضيفاً “كل الأكاذيب والضخ الإعلامي على مختلف المستويات تبحث فقط عن شيء يعزز أكذوبتهم، فعلى مدار سنوات لم يعثروا على أي أثر تاريخي يثبت أن لهم أي علاقة لا من قريب أو بعيد في هذه المنطقة”.

من جهته، قال مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، في مدينة القدس، إنّه يتابع “بخطورة بالغة، حفريات يجريها كيان الاحتلال” في محيط المسجد الأقصى”.

كما أشار المجلس إلى أنّه يرصد منذ فترة قيام مجموعة من العمال باستخدام أيضاً الجرافات وآلات الحفر الكبيرة بالعمل بعجلة مريبة في ساحة حائط البراق وفي منطقة القصور الأموية، في المنطقة الملاصقة للأساسات السفلية للمسجد الأقصى المبارك.

ووفقاً للمجلس، فإن الأعمال شملت تفريغ الأتربة وعمل ثقوب بجدران محاذية للسور الجنوبي للمسجد، وتفريغا للممرات في محاولة لإخفاء ما يقومون به من حفريات.وأكّد أيضاً أنّ المراقبين رصدوا عمليات تكسير مستمرة منذ أشهر لحجارة أثرية مهمة، حيث يتم تحويلها لحجارة صغيرة بهدف إخفاء أثرها، وإخراجها على أنها طمم يذهب للقمامة، وذلك من قبل عمال حفريات تابعين لجمعيات استيطانية. ووجه المجلس نداء عاجلا إلى صاحب الوصاية والرعاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس الشريف ملك الأردن عبد الله الثاني للتدخل المباشر لوقف هذا الوضع الخطير الذي يمر به المسجد الأقصى المبارك، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للضغط على حكومة الاحتلال لعدم المساس بحق المسلمين في مسجدهم المقدس ومحيطه.

بدورها، قالت حركة “حماس”: إنّ الحفريات الصهيونية في محيط المسجد الأقصى تعدّ “تهديداً مباشراً لأساسات المسجد وجدرانه” بمدينة القدس المحتلة.

ودعت “حماس”، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمملكة الأردنية “إلى التحرّك العاجل لوقف تلك المخططات الاستعمارية الخبيثة، حمايةً للقدس والمسجد الأقصى مسرى الرسول الكريم وقبلة المسلمين الأولى”.

وكان مستوطنون، اقتحموا صباح الأحد، باحات المسجد الأقصى، بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال، وسط دعوات مقدسية إلى الاعتكاف في المسجد والمرابطة في رحابه خلال العشر الأوائل من ذي الحجة.

ونشرت الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى بدء اعتكاف في المسجد الأقصى في العشر الأوائل من ذي الحجة، للتصدي لانتهاكات وتدنيس الاحتلال ومستوطنيه الأقصى.

على الرغم من الاعتراضات الفلسطينية والعربية والإسلامية، ومن منظمة اليونسكو على عمليات الحفر والكشف عن أنفاق بشكل متكرر، إلا أن الحفريات مستمرة ولم تتوقف. حيث أصدرت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو في يوليو / تموز 2017، قرارا يؤكد عدم وجود سيادة إسرائيلية على مدينة القدس التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وأدانت أعمال الحفر التي تقوم بها دائرة الآثار الإسرائيلية في المدينة. لكن قوات الاحتلال الاسرائيلي لم تكترث بأي قرار أممي و واصلت حفرياتها وانتهاكاتها بحق التاريخ

تاريخ حفريات الكيان الصهيوني أسفل القدس و الأقصى

اشتهر “الصندوق البريطاني لاكتشاف آثار فلسطين” من خلال بعثة بريطانية خلال الفترة ما بين 1867 و1870 بالقيام بحفريات في نحو عشرين موقعا في فلسطين، بهدف البحث عن بقايا الهيكل المزعوم، وخاصة في القدس وجوار المسجد الأقصى.

وفي محاولة لإيجاد دليل أو بقايا دليل على الأرض الموعودة والهيكلين الأول والثاني تركزت أهم هذه الحفريات حول المسجد الأقصى من الجهة الغربية، والجوار القريب الجنوبي أو ما تسمى بلدة سلوان.

ويعد المهندس الكولونيل تشارلز وارن من أبرز علماء الآثار الذين قاموا بتلك الحفريات، وكان هدفه منصبا ًعلى منطقة المسجد الأقصى، وأهم ما حفره -حسب ما كشف عنه في كتابه “كنوز القدس” في عام 1871- كان آبارا مائية متصلة في نبع سلوان، ثم قام بحفريات عمودية وأنفاق أفقية نحو جدران المسجد الأقصى في الجهات الشرقية والجنوبية والغربية، وقد كشف عن نفق قريب من باب السلسلة أحد أبواب الأقصى.

ومباشرة بعد وقوع شرق القدس والأقصى والبلدة القديمة تحت الاحتلال انطلقت حفريات الكيان الصهيوني وكان أولها هدم حي المغاربة غربي المسجد الأقصى وحائط البراق، وتدمير آثار وعقارات عربية وإسلامية عريقة.

ومن ثم في نهاية 1967 وبداية 1968 بدأت حفريات كبيرة جنوب الأقصى وغربه وصلت إلى عمق 14 مترا كشفت عن بقايا آثار القصور الأموية، ومنها الحجارة العملاقة و تتواصل الحفريات في كل الجهات المحيطة بالمسجد الأقصى فوق الأرض وتحتها.

الهدف المرجو من الحفريات

يسعى الاحتلال إلى تحقيق حُلمه الَّذي بات في مقدمة أهدافه، وهُو قيام الهيكل المزعوم في الموقع الَّذي يقوم عليه الآن المسجد الأقصى مِن خلال الحفريات أسفل المسجد الأقصى، وتهدف تلك الحفريات إلى هدمِ المُنشآت العربيَّة والإسلاميَّة، وتغيير الطابع العربيَّ وهويته عدا عن إحداث تشققات في البيوت والمحال التجاريَّة المُلاصقة لِلجدار الغربيَّ الجنوبيَّ القريب مِن حائط البُراق، مُحاولًا وضع شبكة مِن الأنفاق على تسعةِ مراحل بدأت عام 1967، بحُجةِ إيجاد دليلٍ على الآثار اليهوديَّة أسفل المسجد الأقصى، وبقايا مِن الهيكل المزعوم لِجعل تلك الشبكة جزءًا لا يتجزأ مِن “عاصمته “أورشاليم” كما يزعم، وغير تزوير التَّاريخ لِخلق حُجج دينيَّة مُقنعة تقنع بها العالم، وجعل هذه الشبكة مكانًا تستقبل فيها السُياح مِن شتى بقاع الأرض.

لذلك يبحث الاحتلال دائمًا عن طُرقٍ لهدم المسجد الأقصى دون إحداث بلبلة في العالم خاصة إذا حاول أن يهدم المسجد الأقصى بِالكامل وبشكلٍ مُباشر. بِالتالي يسعى إلى هدمِ المسجد الأقصى عن طريق النبش وتخريب الأساسات البنيويَّة، ومنع أيَّ مُحاولة لِترميم وإعمار المسجد الأقصى وخاصَّة المنطقة الغربيَّة الجنوبيَّة، والبلدة القديمة مِن مبانٍ سُكانيَّة وتجاريَّة في المدينة المُقدسة في الخفاءِ وتدريجيًّا حتَّى يصل إلى هدفه الأساسيّ.

وهُو في الواقع لا يسعى بِالمُطلق أن يضع يدهُ فقط على المنطقة الشرقيَّة وبما فيها مِن مُصلَّى باب الرَّحمة والمقبرة ، والمنطقة الغربيَّة الجنوبيَّة بل يحاول أن يجد موطئ قدم لو كان عبارة عن بئرٍ وبعدها يستمر في عمليَّة السيطرة حتَّى يستولي على المسجد الأقصى بكامل مساحته 144 دونمًا.

مخاطر وتبعات

أدت الحفريات إلى تدمير ممنهج لكثير من الآثار فوق الأرض وتحتها، وهدم طبقات أثرية من كل الفترات (العربية، ثم الإسلامية، من الأموية وحتى العثمانية).

كما أدت إلى إحداث تشققات وهدم في جدران وأرضيات ومباني المسجد الأقصى، ومباني القدس القديمة، وسلوان، في محاولة لتهويد محيط الأقصى وتغييب المعالم الحضارية، وخاصة العليا والعملاقة.

كما ينتج عن هذه الحفريات تثبيت السيطرة على الأرض، ما فوقها وما تحتها، وتحويلها الى منشآت استيطانية تهويدية تخدم المشروع الصهيوني، حيث باتت كثير من الأنفاق تحتوي على كنس يهودية ومزارات توراتية تلمودية.

ختام القول، يوماً بعد يوم تتصاعد حدة الممارسات الصهيونية بحق البشر و الحجر على أرض الرسالات السماوية في الوقت الذي يتسابق العديد من الرؤساء و الأمراء للارتماء بالحضن الصهيوني و تطبيع العلاقات مع هذا الكيان الغاشم، و يبقى الكيان الصهيوني يصول و يجول و العرب والمسلمون في نومهم راقدون !!
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق