التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 20, 2024

قائد الجيش الباكستاني في ضيافة محمد بن سلمان… ما هي أهداف الزيارة 

التقى قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارة غير متوقعة إلى جدة يوم الأحد الماضي.

وبحث الجانبان العلاقات الثنائية بين باكستان والسعودية، وتوسيع التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما في ذلك الساحة الدفاعية والعسكرية. كما تم بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وفرص تطوير العلاقات بين البلدين.

وبإيعاز من ملك السعودية، قدَّم ابن سلمان اللواء باجوا وسام الشرف المعروف باسم “الملك عبد العزيز”، تكريماً لما وصفه السعوديون بخدمات قائد الجيش الباكستاني لتعزيز الصداقة والعلاقات بين البلدين.

تتضمن زيارة قائد الجيش الباكستاني للسعودية، في ظل الأوضاع الراهنة، رسائل مهمة في العلاقات الثنائية وعلى المستوى الإقليمي.

بالنظر إلى أن باكستان واجهت دائمًا تحديات اقتصادية كبيرة، فإن زيارة القائد الباكستاني للسعودية هي محاولة لكسب ثقة الجانب السعودي، لتقديم الدعم المالي لهذا البلد لتجاوز الأزمة الاقتصادية.

خلال زيارة رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إلى السعودية بعد أسبوعين من تولي الحكومة الجديدة السلطة، وافق السعوديون على توفير 8 مليارات دولار للاستثمار في البنية التحتية الاقتصادية الباكستانية، وعلى الرغم من عدم الوفاء بالعديد من هذه الوعود الاقتصادية في الماضي، يأمل الجيش الباكستاني في كسب تأييد السعودية.

على الرغم من أن المصالح الاقتصادية فقط هي التي لها الأولوية في العلاقات الاقتصادية بالنسبة للباكستانيين، إلا أن مثل هذه الاجتماعات لها أهمية كبيرة بالنسبة للحكام السعوديين.

يدرك المسؤولون في الرياض جيدًا أن الجيش الباكستاني هو الذي له الكلمة الأخيرة في السياسة الخارجية، وحتى في مصير الحكومات الباكستانية. وبعبارة أخرى، فإن الجيش هو الذي يحدد مدة بقاء الحكومات في السلطة، ومتى تتم الإطاحة بها.

وفي العقدين الماضيين، شهدنا مثل هذا الوضع في باكستان عدة مرات، وآخر مثال على ذلك كان إقالة عمران خان من منصب رئيس الوزراء بمساعدة الجيش.

وبالتالي، يحاول السعوديون تعزيز تحالفهم مع المسؤولين العسكريين لتوجيه سياسات باكستان، حتی إذا سلك مسؤولو إسلام أباد طريق الانفصال عن السعودية في اللحظات التاريخية، يلجؤون إلى قوة الجيش من أجل جلب شخص متحالف معهم إلى السلطة.

وعلى الرغم من مرور شهرين فقط منذ تولي الحكومة الباكستانية الجديدة السلطة والسعوديون على علاقة جيدة برئيس الوزراء الجديد، فقد أظهرت التجربة أن أسس الحكومة في باكستان متزعزعة.

ومع احتمال فوز عمران خان مجدداً في الانتخابات البرلمانية المقبلة، يقوم السعوديون منذ الآن بتنسيق سياساتهم مع الجيش الباکستاني، لأنه إذا وصل عمران خان إلى السلطة مرةً أخرى، فهناك احتمال أن يقلل من قوة الجيش بسبب الانقلاب شبه العسكري ضد حكومته، والسعوديون لا يريدون أن يحدث ذلك في باكستان.

السعوديون الذين عملوا بشكل وثيق مع الجيش الباكستاني في سياساتهم الإقليمية على مدى العقدين الماضيين، يحاولون في الوضع الحالي جعل هذا البلد إلى جانبهم من أجل استخدامه لتحقيق التوازن مع منافسين مثل إيران.

والجيش الباكستاني مهم للسعوديين بسبب قوته النووية، ويمكنه تقديم خدمات قيمة للسعودية في وقت يبحث فيه السعوديون عن المعرفة التكنولوجية والنووية من الخارج.

من ناحية أخرى، وسعت باكستان علاقاتها مع تركيا في الأشهر الأخيرة ودعت أنقرة لجذب الاستثمار في الاقتصاد الباكستاني، لذا فإن التقارب بين تركيا وباكستان لا يروق للسعوديين.

قبل شهرين، تم تسليم السفينة الحربية الثالثة التي صنعتها تركيا إلى البحرية الباكستانية، وتوجه خلالها رئيس الوزراء الباكستاني إلى تركيا وتحدث مع كبار المسؤولين الباكستانيين لتطوير العلاقات التجارية.

لطالما حاول السعوديون التأثير على المسؤولين الباكستانيين بوعود اقتصادية واستثمارات في أجزاء مختلفة من باكستان، وإذا استثمرت تركيا في الاقتصاد الباكستاني، فسيجد السعوديون صعوبةً في التأثير على التطورات السياسية في إسلام أباد.

لذا هذه المرة أيضًا، سيحاولون إبقاء باكستان في معسكرهم بوعود اقتصادية، ليمكنهم التأثير على الهياكل السياسية والاقتصادية لهذا البلد، إذا لزم الأمر.

والنقطة الأخرى التي تجب ملاحظتها خلال زيارة قائد الجيش الباكستاني إلى الرياض، هي مسألة تشكيل تحالف إقليمي، الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً هذه الأيام.

وبالنظر إلى أنه من المقرر أن يعلن رسميًا عن تشكيل تحالف عربي صهيوني خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية والأراضي المحتلة نهاية الشهر الحالي، لذلك بذل السعوديون جهودًا كبيرةً لإقناع العديد من الدول بالانضمام إلى هذا التحالف العبري العربي.

وباكستان أيضاً من الأطراف المؤثرة في التطورات الأمنية في المنطقة، والتي يراهن السعوديون عليها بشکل خاص. ووجود باكستان في هذا التحالف الأمني ​​يرفع من ثقله العسكري، ويُعدّ نجاحًا كبيرًا للسعوديين.

وبالنظر إلى أن الدول الأعضاء في التحالف المزعوم هي فقط من بين مشيخات الخليج الفارسي، إضافة إلى الکيان الصهيوني ومصر والأردن، فإن مشاركة باكستان ستنقل التحالف إلى حدود إيران الشرقية، وتزعم الدول الأعضاء أن الحصار المفروض على إيران سيكون أشدّ.

والقضية الأخرى في العلاقات الثنائية السعودية الباكستانية، هي الوضع الحالي في أفغانستان. بما أن الجيش الباكستاني يلعب دورًا مهمًا في تحديد سياسات طالبان، يحاول السعوديون لعب دور فعال في أفغانستان بمساعدة إسلام أباد.

وإذا اعترف المجتمع الدولي بحكومة طالبان، سيكون لدى السعودية أيضًا خطط للتسلل إلى الجسم السياسي في أفغانستان، وتسعى من الآن إلى توفير البنية التحتية للتسلل والنفوذ في هذا البلد من خلال الجيش الباكستاني.

وفي النهاية يمكن القول إن الجيش الباكستاني هو حصان طروادة للسعودية لتنفيذ الخطط السعودية في إسلام أباد بشكل جيد، ولمواكبة سياسات الرياض المثيرة للتوتر في المنطقة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق