التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

العجز الإسرائيلي في مواجهة الهجمات السيبرانية 

الکيان الصهيوني الذي يبرع في إنتاج برامج التجسس للتنصت على المسؤولين الأجانب، فشل في منع الهجمات الإلكترونية على أجهزته الأمنية.

وعلى الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين أخفوا الهجمات الإلكترونية على المنشآت العسكرية والاقتصادية للکيان حتی الآن، إلا أن موجة الهجمات في الأشهر الأخيرة كانت واسعة النطاق لدرجة أنهم لم يتمكنوا من إبقائها سراً.

وتأكيدًا للهجمات الإلكترونية على البنية التحتية للکيان، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن الشركات لديها مسؤوليات يجب أن تتحملها، وإذا تم تسريب معلومات الأعضاء، فإن الشركات نفسها هي التي يجب أن تجد حلاً.

تحاول الأنظمة الأمنية دائمًا تقوية نقاط ضعفها وتكون أكثر أمانًا في مواجهة التهديدات الخارجية، وبالتالي فإن الکيان الصهيوني وبسبب انخراطه في مواجهة محور المقاومة ليس استثناءً من هذه القاعدة، ويسعى دائمًا إلى تقليص نقاط ضعفه، لكن الهجمات الإلكترونية أصابته هذه الأيام بکثرة، ولا يمكنه حتى وقف الهجمات على وسائل الإعلام المحلية الخاصة به.

واجه الکيان الصهيوني عدة هجمات إلكترونية خلال العام الماضي، كما قامت مجموعة قرصنة تسمى “عصا موسى” باختراق أجهزة الأمن الإسرائيلية بشكل متكرر وحصلت على قدر كبير من المعلومات، ومن خلال الإضرار بالقطاعات المالية والبنية التحتية للکيان، أثارت مخاوف الصهاينة.

أصدرت هذه المجموعة مؤخرًا مقطع فيديو لمكالمة هاتفية مع المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي، والقائد السابق للجبهة الشمالية في الأراضي المحتلة، والرئيس السابق لوحدة MIA في وكالة التجسس التابعة للموساد.

وقالت المجموعة تحت عنوان “لقد حذرناكم”، “إن هذه هي مجرد البداية، أنتم بدأتم هذه القضية ولكن نحن سننهيها، وستعانون من أضرار لا يمكن إصلاحها في الفضاء الإلكتروني والبنية التحتية”.

وسبق لهذه المجموعة اختراق ونشر وثائق مثل بطاقات الهوية وأوراق مكتب المحامين والشيكات والبيانات المالية التي تم الحصول عليها من خلال مهاجمة خوادم المخابرات الإسرائيلية. كما اخترقت مجموعة عصا موسى كاميرات المراقبة في شوارع فلسطين المحتلة، وكاميرات شركة رافائيل، وهي شركة تنتج أسلحةً عسكريةً للجيش الصهيوني.

کذلك، أعلنت مجموعة عصا موسى العام الماضي عن مفاجأة لوزارة الحرب الصهيونية. حيث اخترقت المجموعة أنظمة استخبارات وزارة الحرب التابعة للکيان، وحصلت علی معلومات مئات من العسكريين الكبار والصغار، تتضمن الأسماء والبريد الإلكتروني والعناوين وأرقام الهواتف وملفاً يحتوي على المعلومات الأساسية لكتيبة الکيان القتالية المعروفة باسم كتيبة الفون.

إضافة إلى ذلك، احتوت الملفات المخترقة على معلومات عن مرشحين للعضوية في الأجهزة الأمنية، ومعلومات شخصية حساسة مثل الحالة النفسية والاجتماعية والاقتصادية لجيش الکيان.

كما تمكنت المجموعة من تسريب معلومات شخصية للمسؤولين الإسرائيليين، وقبل أشهر عبر نشرها صورةً لوزير حرب الکيان بيني غانتس، على أجهزة الكمبيوتر بالوزارة، قامت بتهديده، وهو ما أذلَّ جيش الکيان ومؤسساته الأمنية.

وتشمل الأنشطة الأخرى للمجموعة التسلل إلى الأجهزة المالية والأمنية والبنية التحتية الإسرائيلية، حيث يظهر شعار “نرى بأعينكم” مدى ضعف إسرائيل أمام هذه الهجمات.

کما تم اختراق مواقع وسائل الإعلام الصهيونية عدة مرات، ونشر القراصنة صورةً رسوميةً لضربة صاروخية على موقع ديمونا النووي، حيث يُطلق صاروخ من خاتم عقيق في يد على موقع يرمز إلى الفرن النووي الإسرائيلي في ديمونة.

وكشفت صحيفة جيروزاليم بوست مؤخرًا أنه بين عامي 2020 و2021، عندما زادت الهجمات الإلكترونية العالمية بنحو 50 في المئة، كانت هذه الزيادة بالنسبة لإسرائيل 92 في المئة، وتظهر أن الكيان الصهيوني متزعزع للغاية في مواجهة مثل هذه الهجمات.

وفي الهجمات الإلكترونية التي وقعت في أواخر شهر يونيو من هذا العام، والتي تم خلالها إغلاق مواقع وزارات الداخلية والصحة والعدل والرعاية الاجتماعية، وكذلك مكتب رئيس الوزراء، اعترف الصهاينة أن هذا كان أكبر هجوم على البنية التحتية للکيان.

كما هرب عشرات الآلاف من الصهاينة في أعقاب عمليات اختراق أجراس الإنذار الأخيرة في الأراضي المحتلة، خوفًا من احتمال وقوع هجمات على الملاجئ. ومع ذلك، إذا كان هناك هجوم حقيقي على الأراضي المحتلة، فسيتم سلب الأمن والسلام من الإسرائيليين.

من خلال مراقبة تعرض الکيان الإسرائيلي للهجمات الإلكترونية، ستتعطل الحياة في الأراضي المحتلة إذا استمرت موجة الهجمات الواسعة النطاق على الشبكات والبنية التحتية الإسرائيلية، وقد يؤدي ارتباك الصهاينة وعدم قدرة تل أبيب على مواجهة مثل هذه الهجمات، إلى احتجاجات داخلية.

الهجمات السيبرانية، خط المواجهة في حرب محور المقاومة والکيان الصهيوني

لا شك أن المواجهة بين محور المقاومة والکيان الإسرائيلي مستمرة في كل المجالات هذه الأيام، من حرب الكلمات إلى تخريب المنشآت النووية والاغتيالات، وتبدو هذه المواجهة واضحةً للعيان. وأصبحت المواجهة الآن أكثر انتشارًا في الفضاء الإلكتروني، وهو أقل تكلفةً ويمنع المواجهة المباشرة بين الجانبين.

بالنظر إلى أن الصهاينة ينسبون أي هجوم إلكتروني ضد أنفسهم إلى إيران ومحور المقاومة، ولأنهم يدركون جيدًا تفاصيل مثل هذه الهجمات ويعرفون الضربات التي تم توجيهها لمؤسساتهم الأمنية، لذلك من أجل تبرير عدم قدرتهم، عليهم الاعتراف بالقوة العالية للمقاومة في القطاع السيبراني.

وفي هذا الصدد، قال رئيس الدائرة الإلكترونية للکيان الصهيوني في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء، إن إيران، إلى جانب حزب الله وحماس، أصبحت أكبر منافس لإسرائيل في الساحة السيبرانية.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن الکيان يعتزم بناء “قبة حديدية إلكترونية”، وأضاف: “نرى الإيرانيين، نعرف كيف يعملون ونحن هناك”.

كما زعم المسؤول الإسرائيلي أن تل أبيب ستحاول استخدام آليات جديدة لتحسين أمنها السيبراني، وتقليل الهجمات الإلكترونية. وحسب المسؤول الإسرائيلي، فقد أحبط الصهاينة العام الماضي نحو 1500 هجوم إلكتروني مختلف على الجبهة الداخلية نفذتها إيران.

ويأتي ادعاء هذا المسؤول الصهيوني بشأن مراقبة التحركات الإلكترونية ضد المؤسسات والمنظمات في تل أبيب، فيما كشفت وسائل الإعلام الصهيونية مؤخرًا أن متسللين إيرانيين اخترقوا البريد الإلكتروني الخاص بلواء احتياط بالجيش، وباسمه نفذوا هجمات إلكترونية ضد الهياكل السياسية والأكاديمية والتجارية رفيعة المستوى في الکيان الإسرائيلي.

تسعى إسرائيل إلى إنشاء قبة حديدية إلكترونية بينما لا تستطيع القبة الحديدية العسكرية المكلفة للکيان حتى اعتراض صواريخ حماس، وقد ثبت عدم فعاليتها في الحروب الأخيرة.

وقد أظهرت الهجمات الإلكترونية الأخيرة على البنية التحتية الأمنية والاقتصادية للکيان، أنه ضعيف للغاية في حال اندلاع حرب بين تل أبيب ومحور المقاومة، وخاصةً الفلسطينيين. وحتى من خلال اختراق القبة الحديدية وأجهزة الدفاع الجوي ومعدات الرادار للکيان، يمكن أن يتعرض لضربات شديدة.

حقيقة أن المسؤولين في تل أبيب يزعمون أنهم أحبطوا 1500 هجوم إلكتروني العام الماضي فقط، وربما فشلوا في مواجهة آلاف أخرى، تشير إلى أن حكومة نفتالي بينيت لم تفشل فقط في مواجهة هذه الهجمات، بل إنها تكثفت خلال فترة ولايته.

ونظرًا لموجة الهجمات الإلكترونية ضد الأجهزة الأمنية والمالية الإسرائيلية، هناك قلق متزايد بين الصهاينة من احتمال وقوع مثل هذه الهجمات على المنشآت النووية للکيان في المستقبل.

وتُظهر الهجمات الإلكترونية الأخيرة على البنية التحتية الإسرائيلية، أن مسؤولي الکيان ليسوا محصنين ضد هذه الهجمات أيضًا، وأن هجمات القراصنة ستزداد في المستقبل لتوجيه ضربات قوية للکيان.

والهجمات الإلكترونية التي شنتها مجموعتا هاكرز عراقيتان يوم الثلاثاء الماضي علی البنية التحتية الإسرائيلية، تشير إلى أن جميع أطراف محور المقاومة في جبهة واحدة، وإذا توفرت الأرضية فإنهم سيضربون الكيان الصهيوني من جميع الجهات.

الردع السيبراني

حتى وقت قريب ، كان لإسرائيل قوة كبيرة في المجال السيبراني، وقد خربت المنشآت النووية والبنية التحتية الإيرانية بهجمات إلكترونية مثل ستوكسنت.

أما الآن فقد اكتسب محور المقاومة قوةً كبيرةً في الساحة السيبرانية، لدرجة أنه ليس ضعيفاً أمام الصهاينة، بل موجة هجمات محور المقاومة أكثر من الجانب الصهيوني.

بطريقة ما يظهر محور المقاومة بمثل هذه الهجمات، أن عهد “اضرب واهرب” قد انته
ى بالنسبة لتل أبيب، وإذا قام الصهاينة بضربة واحدة، فسوف يتعرضون لضربتين.

وبعبارة أخرى، يمكن القول إن محور المقاومة وصل إلى مستوى الردع في الساحة السيبرانية، لدرجة أن الصهاينة سينظرون بعد ذلك في جميع جوانب مثل هذه الهجمات حتى لا يرتكبوا أخطاء في حساباتهم.

لقد حقق محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني مستوىً كبيراً من الردع العسكري على مر السنين الماضية، ويمكن للردع السيبراني أيضًا أن يزيد من تكاليف تل أبيب.

حقيقة أن الصهاينة يعترفون بإمكانية إطلاق حزب الله وحماس لألف صاروخ على الأراضي المحتلة يومياً في حال نشوب حرب، تنطبق علی الفضاء السيبراني أيضًا، ويمكن قض مضاجع الصهاينة في هذا المجال أيضًا.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق