التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, أكتوبر 30, 2024

كابوس “إسرائيل” بظهور ذراع عسكري جديد للمقاومة في الضفة الغربية 

أعلنت مؤخرا جماعة “كتيبة طوباس” التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن وجودها في الضفة الغربية. تصدت هذه المجموعة لقوات الاحتلال الصهيوني التي هاجمت مدينة طوباس، وفي المواجهة التي دارت بين مقاتلي هذه المجموعة والجيش الصهيوني، تم إيقاف الآليات المدرعة للجيش الصهيوني. وأعلنت هذه المجموعة الفلسطينية المسلحة في بيان أن هذه العملية بداية لنشاطها الجهادي، ووعدت بمواصلة الجهاد والمقاومة ضد العدو حتى النصر وتحرير الأرض. الإعلان عن وجود هذه المجموعة الفلسطينية المسلحة، إلى جانب تصاعد المقاومة المسلحة في الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة وتنفيذ عمليات استشهادية، يبشران ببداية فصل جديد في الحملة الفلسطينية ضد الاحتلال في الضفة الغربية وأيام حرجة قادمة للصهاينة.

الكيان الصهيوني حتى الآن كان مهددا فقط من قبل المقاومة في غزة، ولكن مع تشكيل هذه المجموعة في الضفة الغربية، سيتعرض للتهديد من جبهتين مختلفتين. كما أن وجود المقاتلين المسلحين في الضفة الغربية سيعزز مقاومة غزة، وفي حالة الحرب، سيتمكن الفلسطينيون من تضييق ميدان العدو من جبهتين. بالنظر إلى أن النظام الصهيوني قد زاد من المستوطنات في الضفة الغربية في العقود الأخيرة واغتصب العديد من الأراضي الفلسطينية، فإن وجود هذه الجماعات يمكن أن يزيد من التحديات الأمنية في تل أبيب ويواجه التوسع الإقليمي الإسرائيلي.

وحسب السجل الرائع الذي أظهرته حركتا حماس والجهاد الإسلامي في غزة ضد عدوان الكيان الصهيوني، فإن وجود الفرع الجديد للمقاومة في الضفة الغربية هذه المرة يمكن أن يكرر نجاحات المقاومة في هذه المنطقة. كانت مقاومة الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ قيام النظام الإسرائيلي المزيف في إطار الانتفاضة، لكن الفلسطينيين الذين يعيشون في هذه المنطقة الآن وضعوا الكفاح المسلح على أجندتهم. وبهذا فإن الغزاة والمستوطنين الذين يذهبون دائمًا إلى المسجد الأقصى والضفة الغربية يهاجمون، وبعد كل هذه التطورات سيحتاطون في خطواتهم ولن يرتكبوا الانتهاكات دون سابق إنذار. لأنهم يعرفون أنهم في هذه الحالة سيواجهون مجموعة مسلحة في حالة تأهب دائم للدفاع عن أمن وأرواح وممتلكات الفلسطينيين ويمكن أن تجعل الصهاينة يندمون على أفعالهم في أي لحظة.

مناشدة المستوطنين الدفاع عن الاراضي المحتلة

أعلن الصهاينة، الذين يخشون بشدة من تسليح الضفة الغربية، مؤخرًا أنهم يريدون تشكيل مجموعة مسلحة من المستوطنين للتعامل مع تهديدات الفلسطينيين. هذا بينما جميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، من جهاز المخابرات الموساد إلى الشاباك ومخابرات الجيش، لم تنجح ضد الفلسطينيين، والآن يريدون تجنيد المستوطنين الذين يهرعون إلى الملاجئ على الفور ما ان يسمعوا طلقة واحدة من غزة، وحتى البعض منهم خوفا على حياتهم يهاجرون من الأراضي المحتلة.

إذا كان المستوطنون حتى الآن قد هاجموا ودنسوا الضفة الغربية والمسجد الأقصى في ظل الجيش الصهيوني، فذلك لأنهم كانوا متأكدين من عدم وجود مقاتلين مسلحين في هذه المنطقة لمواجهتهم، ولكن بعد هذا كل شيء سيكون مختلفاً للمستوطنين وستتغير المعادلات. بمعنى آخر، لجوء تل أبيب إلى مليشيات المستوطنين لضمان أمنها يعني أن على كل صهيوني الدفاع عن حياته وممتلكاته من الآن فصاعدًا، وسيكون الوضع الأمني ​​أسوأ بكثير مما كان عليه في الماضي. وهذا يعني أنه بعد ذلك سيتم تشكيل جيش من ستة ملايين صهيوني في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، وسيعيشون جميعهم يومهم كله في خوف من الصراع مع الفلسطينيين. هذا بينما تزعم السلطات الإسرائيلية أن لديها أقوى جيش واستخبارات وأمن في المنطقة.

من ناحية أخرى، فإن حشد المستوطنين المتطرفين للدفاع عن أمن الصهاينة يدفعهم إلى تكثيف قمعهم في الضفة الغربية بحجة الأمن وتبريره لعدم السماح للمجموعات المسلحة بالنمو. لأنهم يعرفون أنه إذا كانت الضفة الغربية مسلحة، فلن يتمكنوا من تحقيق توسعهم الإقليمي لبناء مستوطنات جديدة. كذلك، من خلال حشد مستوطنة نيشانيان، تحاول تل أبيب خلق جو من الإرهاب في الضفة الغربية حتى يعتقد الفلسطينيون أنه لا ينبغي لهم القيام بعمل مسلح من أجل أمنهم وإقناع بعض الفلسطينيين، مثل أعضاء منظمة فتح الحاكمة التي لها علاقات مع الصهاينة لتقليل التوترات في هذه المنطقة، إدانة الكفاح المسلح. لكن تل أبيب لديها أيضًا أهداف خفية في هذه القضية، فهي تريد تأليب الفلسطينيين على بعضهم البعض وإضعاف فصائل المقاومة. هذا بينما يعيش الفلسطينيون بوحشية إسرائيلية منذ عقود، دون أسلحة وبقبضات مشدودة، الآن بعد أن أصبح لديهم أسلحة، لن يخافوا من الصهاينة وسيواصلون نضالهم لتحرير أرضهم المحتلة. لذلك، مع تشكيل جبهة المقاومة الجديدة في الضفة الغربية، سيزداد الخوف والرعب في الأراضي المحتلة وليس في الأراضي الفلسطينية.

في الاشتباكات الأخيرة التي دارت في منطقة جنين بين جنود إسرائيليين وعدة فلسطينيين واقفين أمامهم بالسلاح أظهرت أن الضفة الغربية تحمل أحداثا جديدة. لقد صرح قادة المقاومة في غزة مرارًا وتكرارًا أن الطريقة الوحيدة لمحاربة الغزاة هي العمل المسلح، وأن الصهاينة لا يفهمون إلا لغة القوة، وقد قالوا أهل الضفة إنهم سيدعمون المقاومة بكل قوتهم إذا كانت الضفة الغربية تملك السلاح. حتى في معركة “سيف القدس” بين غزة والجيش الصهيوني التي اندلعت العام الماضي، خاضت حماس والجهاد الإسلامي حربًا مع المحتلين دعماً للقدس والضفة الغربية، وبحضور فرع جديد للمقاومة سيكونون مسؤولين عن توفير الأمن للفلسطينيين.

مع تشكيل الفرع الأول لجماعة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، سيصبح الأمن والسلام حلما للمستوطنين. وفي حالة الصراع، سيُحاصر الصهاينة من محورين وستزيد محاولات تل أبيب لكي لا تدخل حرباً مع الفلسطينيين.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق