تمديد الهدنة في اليمن لابد أن يلبي مصالح الشعب اليمني
من المعروف للجميع أن الأمم المتحدة قدمت مقترحاً للهدنة في اليمن قبل عدة أشهر والهدنة التي تمت في اليمن كانت في البداية لمدة زمنية محددة بعد ذلك عادت الأمم المتحدة لتدعو من جديد إلى تمديد الهدنة وبالفعل تمت الموافقة لتمديد الهدنة في اليمن أكثر من مرة، ومن الجديد بالذكر أنه رغم إعلان دول التحالف موافقتها على الهدنة المقدمة من الامم المتحدة في اليمن ، وعلى الرغم من دخول الهدنة في اليمن حيز التنفيذ عدة مرات، استمرت السعودية في مراوغتها وارتكاب جرائمها بحق الشعب اليمني، حيث إن الحصار على اليمن مازال متواصلاً براً وبحراً وجواً ، ومن الجدير بالذكر أن نقض الهدنة من الجانب السعودي خلال الفترة السابقة حدث تحت مرأى ومسمع الدول والمنظَّمات الغربيّة، التي تدعى حقوق الإنسان،و هُنا لابد من الإشارة إلى أن طائرات التحالف السعودي الإماراتي التي حملت في جوفها كلّ تلك الحِمم من أنواع الموت الرهيبة، والصواريخ والقنابل المحرمة دولياً لقتل الأطفال والنساء في الأسواق المفتوحة، وفي صالات الأعراس وصالات العَزَاء لم تحرك ساكناً لدى الأمم المتحدة لمعاقبة السعودية ووضعها في قائمة العار الأسود لقتلها أطفال اليمن.
“إن لم يتوقف العدوان فنحن جاهزون للجهاد”
خلال اليومين الماضين عادت الأمم المتحدة لتعلن عن سعيها لتمديد الهدنة في اليمن ودعت السعودية وأنصار الله للموافقة على تمديد الهدنة، أنصار الله في اليمن وفي سبيل ايجاد حل للوضع الماسأوي الذي تسببت فيه السعودية كانت تعلن الموافقة على تمديد الهدنة وفق الشروط التي تنص عليها بنود الهدنة ولكن في المقابل كان الطرف الاخر “التحالف السعودي الأماراتي ” ينقض الهدنة من خلال القيام بخرق الهدنة المعلنة في اليمن منذ بدء سريان الهدنة التي أعلن عنها المبعوث الأممي إلى اليمن، حيث حدث تعسف سعودي في ظل الهدنة الأممية التي باركها العالم ، فالسعودية لم تلتزم بالهدنة، حيث إنه و بعد ساعات من الإعلان عنها تم خرق الهدنة من قبل السعودية وذلك من خلال شن هجمات راح ضحيتها مدنيين، وهذا ليس مستغرباً فالسعودية على مدار السنوات الماضية لم تلتزم بالاتفاقات بينها وبين حكومة الانقاذ الوطني وفي كل مرة كانت حكومة الإنقاذ الوطني في الداخل اليمني تبرم اتفاقات مع التحالف في سبيل التخفيف من المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب اليمني الا أن الطرف المقابل المتمثل بالسعودية لم يلتزم ابداً .
وخلال الدعوة الاخيرة التي وجهتتا الأمم المتحدة لتمديد الهدنة في اليمن، صرحت قيادات أنصار الله أن السعودية خلال كل مرة تتم الموافقة من قبل حكومة الإنقاذ الواطني في الداخل ترتكب السعودية العديد من الخروقات للهدنة ولا تلتزم بها وفي هذا السياق قال القيادي البارز في حركة أنصار الله محمد علي الحوثي “إنه لا يمكن قبول الهزيمة وإذا لم يتوقف العدوان فنحن جاهزون للجهاد وهناك ثلاثة شروط لتمديد الهدنة في اليمن. تصريحات القيادي في حركة أنصار الله تؤكد رغبة وسعى حكومة الإنقاذ الوطني وحركة أنصار الله ورغبتهم للمساهمة في ايجاد حل للحرب العبثية التي شنتها السعودية على اليمن، ولكن الطرف السعودي يسعى دائماً لتكون الهدنة مجرد حبر على ورق لا ينفذ منها شيء على الواقع .
تمديد الهدنة في اليمن لابد أن يكون على قاعدة صحيحة
طلبت الأمم المتحدة موخراً من الأطراف اليمنية تمديد الهدنة، حكومة الإنقاذ الوطني وكالعادة مازالت متمسكة بحقوق الشعب اليمني حيث عادت قيادة أنصار الله وعن طريق القيادي البارز في الحركة محمد علي الحوثي لتؤكد على أن أي حوار قادم لابد أن يكون على قاعدة صحيحة لإنهاء الحرب في اليمن، حيث إن السعودية وتحالفها يتعنت دائماً ويحول دون إنهاء الحرب في اليمن ، كما أن السعودية ومن معها من دول العدوان يريدون حواراً في ظل اغلاق للمطار إلا لجزء قليل من الرحلات والتي لم تساهم في التخفيف من معاناة المواطنيين في ظل استمرار الغارات على اليمن والحصار البري والبحري والجوي وهذا ما ترفضه حكومة الانقاذ الوطني في الداخل اليمني.
وفي هذا السياق نفسه ومن خلال التصريحات الاخيرة للقيادي البارز في حركة أنصار الله يمكن القول إن أي تمديد الهدنة دون الالتزام ببنودها من قبل التحالف السعودي الإماراتي سيكون مصيرها الفشل، حيث أثبتت قوى التحالف خلال الاشهر الماضية عدم جديتها لإنهاء الحرب في اليمن، وهنا تطرح العديد من التساؤلات في حال إذا ما تم تمديد الهدنة هل ستلتزم قوى التحالف ببنودها ؟ وهل سيكون هناك دور مغاير للامم المتحدة على عكس الدور السابق حيث إن عدم تنفيذ الهدنة خلال الشهر ونصف ااشهر الماضي تم تحت أنظار الأمم المتحدة دون أن تحرك ساكناً.
في الختام من خلال التصريحات الاخيرة للقيادي البارز في حركة أنصار الله يظهر واضحاً أن حركة أنصار الله في اليمن لا تمانع تمديد الهدنة في اليمن ولكن وفق شروط اسياسية وهذه الشروط الأساسية هي إنهاء الحصار القائم منذ سنوات على الشعب اليمني و وقف االعمليات العسكرية على اليمن وايضاً اخراج كل القوات الاجنبية المحتلة لبعض المناطق اليمنية ، ولكن من الواضح أن الطرف الاخر المتمثل في الجانب السعودي يمنع حصول أي انفراج للوضع في اليمن ويمنع التحول نحو الحلول السياسة التي أمل الكثير بحصولها لإيقاف الحرب في اليمن ولذلك يمكن القول إنه بسبب التعنت السعودي فإن نسبة إنهاء الحرب في اليمن تبدو ضئيلة بسبب التجاوزات السعودية وعدم التزامها بالهدنة المعلنة، فما لا يخفى على أحد أن السعودية لا تلتزم أبدا بالاتفاقات التي توقع عليها، فخلال كل السنوات الماضية خرقت السعودية العديد من الاتفاقات، من جهةٍ اخرى لا شك أن اليمن مُعتدىً عليه، ويحق له الدفاع عن نفسه، بكل السبل والوسائل. وهذا حق كفلته كل القوانين الدولية. وهو في ذلك، ينتصر للقانون الإنساني. فالمعتدي هو السعودية وتحالفها المدعوم من الصهيو – أميركية في المنطقة، ولا يحق للسعودية التدخل بهذه العنجهية في الشأن اليمني، أو التغوُّل العسكري، البري تارة والجوي تارة أخرى، وإذا كانت السعودية تبحث عن مَخرج للصراع، فإن السبيل الوحيد أمامها هو الانصياع للمبادرات التي أطلقتها قيادات حركة “أنصار الله” مراراً وتكراراً، عبر وقف العدوان العسكري عن الشعب اليمني فوراً والالتزم بالهدنة المعلنة.
المصدر/ الوقت