التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

حماسة الصهاينة لقطع الطريق أمام الاتفاق مع إيران 

رغم أن الدول الغربية تحاول استعادة الاتفاق النووي مع إيران في أسرع وقت ممكن، إلا أن الصهاينة نفد صبرهم كالمعتاد ويحاولون تعطيل المفاوضات، وبينما كررت السلطات الأمريكية مرارًا وتكرارًا أنها ستأخذ مصالح إسرائيل في الاعتبار في أي اتفاق مع إيران، إلا أن هذه الوعود لم تكن قادرة على إرضاء سلطات تل أبيب وتقليل مخاوفها، ومع اقتراب الوقت نحو اتفاق محتمل في فيينا، فإن الخوف يزداد لدى السلطات الصهيونية. لذلك، في الأسابيع الأخيرة، أصبحت سلطات هذا الکیان لها موضع قدم في أمريكا ودول أوروبية، وزادت تحركاتها الزاحفة لتعطيل عملية المفاوضات النووية.

وفي إشارة إلى زيارة وزير الحرب لهذا الکیان بيني غانتس إلى أمريكا، أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية أن هذه الرحلة تتم تماشيا مع محاولة خلق عقبات في طريق التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. وقال غانتس إنه سينقل في اجتماعه مع المسؤولين الأمريكيين معارضة إسرائيل للاتفاق الذي من المفترض أن يتم التوصل إليه لإحياء الاتفاق النووي الإيراني. وزعم غانتس قائلا: “إننا سنواصل جهودنا لزيادة التدابير لإلحاق الضرر بوكلاء إيران وضمان عدم امتلاك طهران لسلاح نووي”.

وإضافة إلى وزير الحرب في الکیان الصهيوني، يائير لابيد، سيزور رئيس الوزراء في هذا النظام ألمانيا في الأيام المقبلة وسيناقش مع المسؤولين في البلاد البرنامج النووي الإيراني. كما أعلن لابيد في محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي حول القضية النووية الإيرانية أن إسرائيل تعارض العودة إلى الاتفاق النووي وادعى أنه لن يتم التوصل إلى حل وسط آخر مع الإيرانيين. وطالب المجتمع الدولي بوقف برنامج إيران النووي.

بالتزامن مع إثارة السلطات الصهيونية، لم تستطع وسائل الإعلام التابعة لهذا الکیان إخفاء مخاوفها بشأن الاتفاقية المحتملة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني وادعت أن الغرب قدم تنازلات خاصة للجانب الإيراني لإظهار أن الاتفاق المستقبلي لم يؤمن إسرائيل. وهنا تجدر الاشارة إلى أن الامتيازات الخاصة التي تتحدث عنها وسائل الإعلام العبرية ليست صحيحة، وقد أشار البيت الأبيض بوضوح إلى هذه المسألة. لذلك، يتم خلق هذا النوع من الأجواء لجعل إسرائيل تبدو مظلومة.

هذا النوع من الدعاية النفسية غير مسبوقة واللوبي الصهيوني يتدخل بسرعة للتأثير على هذه العملية عند بث أنباء عن اتفاق محتمل بين طهران والغرب. حتى أن الصهاينة يدخلون من باب الخير للغرب وبهذه المزاعم بأن الاتفاقية لا تحترم الخطوط الحمراء الغربية وأنها فقط لمصلحة طهران، فهم يحاولون وضع الأمريكيين في مأزق حتى يتم تقييد أيديهم وتمنعهم من التوقيع على هذه الاتفاقية.

ولقد أعلن مسؤولون في تل أبيب أن الاتفاق النووي الإيراني هو أسوأ اتفاقية في التاريخ واعترفوا مرارًا وتكرارًا بأنهم لعبوا دورًا مهمًا في قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي في عام 2018 وتمكنوا من إقناع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانسحاب من هذا الاتفاق.

ويزعم الصهاينة أن أي اتفاق مع إيران سيؤدي إلى ضخ مليارات الدولارات إلى داخل إيران، وسيتدفق جزء من هذه الأموال أيضًا إلى حزب الله اللبناني وجماعات مقاومة أخرى في المنطقة، والتي تعتبرها تل أبيب مجموعات عميلة لإيران في المنطقة، وهذه المجموعات التي تفننت في بناء الصواريخ سوف تستخدم هذه الموارد المالية وفي هذه الحالة سيتعرض الأمن في الأراضي المحتلة للتهديد أكثر من أي وقت مضى.

إن تخوف الصهاينة من تقوية نفوذ إيران الإقليمي وزيادة هيبتها الإقليمية والدولية من خلال إجبار الغرب على قبول المزيد من شروط طهران لإحياء الاتفاقية، وبالتالي زيادة قوة محور المقاومة، جاءت بينما يحارب الصهاينة حربا غير حاسمة في غزة في الأسابيع الأخيرة، وتعرضوا لهزيمة مخزية على يد حركة الجهاد الإسلامي، وهم يعتبرون أن تقوية هذه الجماعات تقلب ميزان القوى في المنطقة لمصلحة إيران.

خطاب فارغ ضد إيران

إن الکیان الصهيوني، الذي لا يقبل إيران نووية ويعتبر أي اتفاق يشكل تهديدا خطيرا لمصالحه في المنطقة، تفاخر مرارا بأنه سيتخذ إجراءات منفصلة لإزالة التهديدات الإيرانية إذا تم إحياء الاتفاقية. ولقد صرح المسؤولون الصهاينة بأنهم ليسوا طرفًا في الاتفاق مع إيران وقالوا إننا حذرنا شركاءنا من الأبعاد المختلفة لهذه الاتفاقية وسوف نستغل الوقت المتبقي لتوفير أسباب لاستخدام الخيار العسكري. وقبل أيام قليلة، ادعى بيني غانتس في خطاب ألقاه أن الاتفاق مع إيران يسمح بتطوير القدرات النووية للبلاد، لكن في إسرائيل هناك استعداد لعمليات دفاعية ضد أي سيناريو، والاتفاق الذي يجري العمل عليه مع إيران سيء وإسرائيل ملزمة بحماية نفسها.

كما وصف رئيس منظمة التجسس التابعة للکیان الصهيوني الاتفاق النووي الإيراني بأنه كارثة استراتيجية لهذا النظام وادعى أن “هذا الاتفاق لن يُلزم إسرائيل وستعمل على النحو الذي تراه مناسبًا لتحييد التهديد ضدها”. وحسب هذا المسؤول الصهيوني، فإن “الموساد يستعد ويعرف كيف يقضي على هذا التهديد وإذا لم نتحرك، ستكون إسرائيل في خطر”. لطالما تظاهرت تل أبيب بأنها معنية بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، لكن قوة إيران الرادعة وخوفها من رد فعل طهران المدمر، والذي تكرر في المواقف التحذيرية لسلطات الجمهورية الإسلامية للصهاينة، منعت السلطات الصهيونية من القيام بأي مغامرة.

وفي العقد الماضي، ادعى الکیان الصهيوني من خلال خلق عمليات نفسية وإعلامية أنه يحضر لهجوم مكثف ضد إيران، لكن بمرور الوقت أظهر أن هذه الخلافات لم تكن أكثر من مجرد كلام وتم التعبير عنها فقط للاستهلاك الداخلي في الأراضي المحتلة، لأن الصهاينة يعرفون جيداً أن نتائج الاشتباك مع إيران هي التوقيع على وثيقة تدمير هذا النظام.

حتى أن سلطات تل أبيب لجأت إلى نشر وثائق مزورة لإثبات أن إيران على بعد خطوة واحدة من بناء قنبلة ذرية، لكن العالم معتاد أيضًا على سيناريوهات تل أبيب المفبركة ضد طهران ولا يأخذها على محمل الجد. لأن جميع أنشطة إيران النووية تتم في إطار اتفاقيات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولدى مفتشي الوكالة سيطرة كاملة عليها. وعلى الرغم من أن الصهاينة قاموا بتخريب المنشآت النووية لإيران عدة مرات في السنوات الأخيرة، إلا أن هذه الأعمال لم تتمكن من منع إيران من تحقيق برنامجها النووي السلمي، كما أن الهتافات المتكررة لسلطات تل أبيب في الأشهر الأخيرة ما هي إلا شعار وهم. ولن تجرأ تل أبيب على إطلاق سهم باتجاه إيران. وفي حين أن الخيار العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية مطروح على الطاولة، فإن الکیان الصهيوني غير قادر على مواجهة الفصائل الفلسطينية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق