التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

مزاعم صهيونية بضرب صنعاء و”انصار الله” تنفي 

أثارت مزاعم القناة الـ 14 العبرية حول تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي هجمات أواخر الشهر الماضي على أهداف عسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء، جدلاً واسعاً في الأوساط الشعبية اليمنية. واشارت صحيفة الاخبار يوم الجمعة الماضي إلى أن الآراء انقسمت بين مؤيّدين للردّ وآخرين داعين إلى التجاهل بوصْف الخبر عارياً من الصحّة، فيما اهتمّت الأطراف الموالية للتحالف العدوان السعودي – الإماراتي بتوجيه وسائل الإعلام التابعة لها بالامتناع عن تداول الخبر لكونه يصب في مصلحة حركة “أنصار الله”، ويمنحها مزيداً من الشرعية الشعبية، باعتبار أن اليمنيين يرون في “إسرائيل” العدوّ الأوّل للعرب، والخطر الأبرز على الأمن القومي العربي.

وفسّرت القناة الـ 14 العبرية، الثلاثاء الماضي، حديث رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، حول تنفيذ تل أبيب هجمات ضدّ دولة ثالثة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، بأن المقصود بـ«الدولة الثالثة» هو اليمن، قبل أن تعود الأربعاء لتتحدّث عن إمكانية تعرُّض الأراضي الفلسطينية المحتلّة لهجوم من هذا البلد. وفي أول رد على ما يتداوله الإعلام العبري، رأى عضو المكتب السياسي لـ”أنصار الله”، علي القحوم، أن هذه الأحاديث «تعكس قلق إسرائيل من تعاظُم القدرات العسكرية لليمن»، والتي أظهرت العروض العسكرية الأخيرة التي نظمتها «أنصار الله» في عدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، تطوُّراً لافتاً فيها، حيث استُعرضت أنواع حديثة ومختلفة من الأسلحة المتوسّطة والثقيلة، كذلك طُرُز متعدّدة من الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما من شأنه تعزيز مخاوف إسرائيل من أن يطاولها أيّ هجوم جوّي من اليمن.

كما أكد عضو المجلس السياسي الأعلى اليمني وأحد قادة حركة أنصار الله في ذلك البلد: المعركة الكبرى التي يجب أن يحشد شعب اليمن وأمم الأمة الإسلامية من أجلها معركة تحرير الأقصى. وقال محمد علي الحوثي ، عضو المجلس السياسي الأعلى اليمني وأحد قادة حركة أنصار الله في ذلك البلد ، في مقابلة له “الانتهاكات لا تمنعنا أبدا من الاستعداد لمعركة كبيرة ونصر، في الواقع، انتهاكات العدو هي وقود بقاء الجبهات”. وشدد الحوثي: إذا لم تكن هناك إرادة صحيحة لإنهاء الحرب ورفع الحصار عن اليمن ، فإن هذه المعركة ستستمر. وقال عضو المجلس السياسي الأعلى اليمني: لا يهمنا أي تهديدات ونعلم الأسلحة التي سيستخدمها العدو ضد بلدنا ونعرف كيف نتعامل معها.

وأضاف هذا القيادي في حركة أنصار الله اليمنية: قبلنا وقف إطلاق النار. لأننا لا نريد أن تستمر الحرب ، ولكن إذا استمروا في محاصرة بلدنا والقتال ضده ، فلن نقف مكتوفي الأيدي. وتابع: أردنا ونريد أن تكون معركتنا معركة مباشرة مع العدو الإسرائيلي. وقال الحوثي أيضا: الحروب التي تبدأ علينا حروب وقائية يسعى العدو إلى استمرارها لإبقاء الأمة مشغولة وآمنة. كما أكد هذا العضو في المجلس السياسي الأعلى اليمني: إن المعركة الكبرى التي يجب حشد شعب اليمن وأمم الأمة الإسلامية من أجلها هي معركة تحرير المسجد الأقصى ، ونعتبر الحرب مع الدول المعادية فقط. تمرينا لتحقيق تحرير المسجد الأقصى. كما أوضح: التقارير الإعلامية عن اعتداءات إسرائيلية في اليمن غير صحيحة، وإسرائيل لم تنفذ أي هجوم في اليمن، ولم تقع أي من الحوادث التي نشرتها بعض وسائل الإعلام في هذا الصدد.

وحذرت القوات المسلحة اليمنية التابعة لجماعة “أنصار الله”، يوم الاثنين الماضي، إسرائيل من أنها “لن تتردد في تسديد الضربات القاسية والمؤلمة، ردًا على أي عدوان محتمل”. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية التابعة لـ”أنصار الله”، يحيى سريع، إن “القوات المسلحة اليمنية تحذر العدو الإسرائيلي من مغبة ارتكاب أي حماقة لكون الإقدام عليها لن يقابل بالصمت بل بالرد المناسب”. وذكر أن “القوات المسلحة جاهزة لأي خيارات تحددها القيادة في أي لحظة”، داعيا “العدو الإسرائيلي لأن يأخذ هذا التحذير بمحمل الجد”. وأكد أن “اليمن بقيادته وشعبه وقواته المسلحة لن يتردد في تسديد الضربات القاسية والمؤلمة ردًا على أي عدوان محتمل ضد بلادنا”.

مؤخرا تحولت مطامع كيان الاحتلال إلى مخاوف، مع صعود حركة أنصار الله في اليمن، حيث تحمل الحركة في عقيدتها العداء الواضح للكيان، ولا يقتصر وقوفها مع القضية الفلسطينية على التصريحات الإعلامية وبيانات التضامن، بل أكدت الحركة مرارا كونها جزء لا يتجزأ من المعادلة التي أعلنها الأمين العام لحزب الله أن الاعتداء الإسرائيلي على القدس يعني حربا إقليمية، فيما كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية أن الحركة طلبت من فصائل المقاومة الفلسطينية في عملية سيف القدس أهدافا حيوية في الكيان لضربها، غير أن فصائل المقاومة أكدت قدرتها على المواجهة وأنه لم يحن الوقت بعد لدخول أنصار الله في المعركة.

مع ذلك يرى مراقبون أن مزاعم الكيان بتنفيذ هجوم على اليمن، هو في إطار تضخيم قدرات الكيان والتخفيف من آثار الانكسار أمام حركة الجهاد الإسلامي، وخصوصا مع تراجع شعبية الحزب الحاكم حاليا، والذي أعلن الحرب على غزة لتعزيز موقفه الانتخابي. ويدرك كيان العدو أن الحوثي سينفذ ما توعد به، ولذلك لا يخفي الكيان يقينه ومخاوفه من صنعاء، وقد برزت هذه المخاوف من خلال تقرير لموقع قناة آي 24 الإسرائيلية الذي نشرته يوم الثلاثاء قالت فيه إن “الخطر الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل يكمن في اليمن وإن إمكانية استهداف إسرائيل من قبل جماعة أنصار الله الحوثية باتت أمرا واقعيا”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق