التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

تشكيل قافلة بحرية لبنانية للدفاع عن الثروة الوطنية 

مع مماطلة العدو الصهيوني بالاتفاق البحري يواصل اللبنانيون بمختلف انتماءاتهم السياسية وطوائفهم ومناطقهم حملاتهم الوطنية للدفاع عن حق لبنان في ثروته البحرية ورفض اي ابتزاز اسرائيلي، حيث تترجم بتنظيم قافلة بحرية انطلقت صباح يوم الاحد الماضي من ميناء الشمال مرورا بمختلف الموانئ وصولا الى الناقورة للتأكيد على الاصرار للتمسك بالحق اللبناني لاستخراج النفط والغاز دون اي تأخير. ولقد حبس لبنان الرسمي والسياسي والشعبي أنفاسه بانتظار عودة الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين إلى المنطقة بعد ايام عدّة لابلاغ المسؤولين بالموقف الاسرائيلي من الطرح اللبناني لترسيم الحدود البحرية​، والحفاظ على ​الثروة النفطية​ دون السماح بسرقتها او الالتفاف حولها.

ولقد دخلت قضية المفاوضات البحرية بين لبنان والنظام الصهيوني في الأيام الأخيرة مرحلة جديدة. حيث أعلنت مصادر لبنانية، عقب زيارة الوسيط الأمريكي عاموس هوكستين إلى بيروت، مقترحات جديدة للبنان. وفي الوقت نفسه، أُعلن أن الوسيط الأمريكي اقترح على الجانب اللبناني أن يكون حقل قانا للغاز تحت السيطرة اللبنانية بالكامل، فيما طالب النظام الصهيوني بمنطقة شمال الخط 23 (الخط الحدودي المتنازع عليه بين لبنان والنظام الصهيوني). وحسب الخطة التي اقترحها الوسيط الأمريكي، سيتم رسم خط حدودي جديد من داخل الخط الحدودي البحري 23 وسيسلم جزء منه إلى لبنان والجزء الآخر للنظام الصهيوني.

وفيما يبدو الموقف الامريكي ضبابيا، وسط تصميم على التوصل إلى اتفاقية ترضي الطرفين دون حصول اي توتير، يواصل اللبنانيون بمختلف انتماءاتهم السياسية وطوائفهم ومناطقهم حملاتهم الوطنية للدفاع عن حق لبنان في ثروته البحرية ورفض اي ابتزاز اسرائيلي، حيث تترجم بتنظيم قافلة بحرية تنطلق من ميناء الشمال مرورا بمختلف الموانئ وصولا الى الناقورة للتأكيد على الاصرار للتمسك بالحق اللبناني لاستخراج النفط والغاز دون اي تأخير. القافلة البحرية تنظمها “الحملة الاهليّة لحماية الثروة البحرية” وتضم اليخوت والسفن والزوارق حاملة الاعلام اللبنانية باتجاه بلدة الناقورة وعلى متنها أعضاء الحملة وممثلون عن الهيئات الاهلية والمدنية والاندية وعدد من الشخصيات الثقافية والاجتماعية.

ويؤكد منسق “الحملة الاهلية للحفاظ على الثروة الوطينة” الدكتور ​هاني سليمان​، ان الحملة جرى تنسيقها مع وسائل الاعلام وقيادة الجيش ووزارتي الاشغال العامة والنقل والثقافة والصليب الاحمر، وقال: “هي أهلية وطنية جامعة من كل لبنان بمناطقه وتلاوينه، تؤكد ان نفط لبنان للبنان، وغاز لبنان للبنان، غير منقوص ليتراً واحدا. وحدود لبنان مع فلسطين المحتلة هي حدود تكاملية في الاخوة والمصير المشترك”. وأضاف: “نقول للعدو الصهيوني ان لا حدود بيننا وبينه لأن الامة اقامت الحد عليه بسبب جرائمه ضد فلسطين والامة العربية، وهذا ما يفسر ان الخط 29 الذي حدده ​الجيش اللبناني​، هو خط التكامل في الاخوة والمصلحة المشتركة بيننا وبين الشعب الفلسطيني”، مشيرا الى ان “هذه القافلة البحرية ما كانت لتلاقي التجاوب المطلوب لولا عاملين اساسين اولاً قوة لبنان بمواجهة الاطماع الصهيونية، وثانياً وحدة اللبنانيين حول حقوقهم في ثرواتهم بكل عناوينها”.

وشدد سليمان على انه عمل وحدوي، غير فئوي أو حزبي أو مناطقي، هو صناعة لبنانية مئة بالمئة، شاكرا احتضان البلديات لهذا العمل وحدد آلية انطلاق القافلة من طرابلس مروراً بالموانئ اللبنانية ابتداء من السابعة من صباح يوم غد الاحد شاكراً المتبرعين لانجاح هذه الرحلة والبلديات التي احتضنتها وهي بلدية طرابلس، عمشيت، جبيل، جونية، فعاليات بيروت، بلدية صيد، بلدية صور، بلدية الناقورة، بلدية عنجر وبلدية القرعون. وتعتبر هذه القافلة البحرية واحدة من سلسلة وقفات تضامنية مطلبية، في اعقاب المعادلة التي كرّسها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد نصر الله دفاعًا عن غاز ونفط لبنان، حيث أكد أنّ “المقاومة تملك القدرة لمنع ​إسرائيل​ من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش”، وترجمت بارسال طائرات مسيرة فوقه في رسالة واضحة باننا لمن نسمح باستخراج الغاز والنفط من جهة واحدة.

ومن ابرز الوقفات التي نظمت في الناقورة من اجل الدفاع عن حقوق لبنان النفطية بوجه محاولات اسرائيل سرقتها من اللقاء “الإعلامي الوطني” الذي رفع عنوانًا واضحًا “ثرواتنا خطّ أحمر”، محذرا من خطورة المسّ بالحقوق السياسية والثروات الوطنية، ومن تكتل “نواب قوى التغيير”، الذي أكد أنّنا متمسكون بحدودنا البحرية الجنوبية وفاقاً للخط الـ29؛ معتبرا ان هذا الخط الشرعي القانوني مُثبت بالمستندات والقوانين الدولية المكرِّسة للاعراف الدولية وحسن النية سيما احكام المادتين 74 و83 من اتفاقية قانون البحار”.

ولقد أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله أنه على ضوء نتائج المفاوضات الغير مباشرة مع كيان العدو حول ترسيم الحدود البحرية، نحدد كيف سنتصرف في الآونة المقبلة، مضيفًا إنه عشية زيارة المفاوض الأمريكي آموس هوكشتاين، نجدد التأكيد أننا لسنا طرفًا في التفاوض ولم نكلف أحدًا للتفاوض عنا كحزب والمفاوضات مسؤولية الدولة وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية.

ويعود تاريخ النزاع على ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان إلى أكثر من 10 أعوام، شهدت كثيرا من التوترات وتبادل التهديدات وكذلك الوساطات، وخاصة الأمريكية منها. وفي موازاة ما يراه لبنان تباطؤا متعمدا من تل أبيب في الرد على المقترح اللبناني لتسوية النزاع، هدد حزب الله بأنه لن يسمح لها باستخراج الغاز في سبتمبر/أيلول المقبل من حقل “كاريش” وما بعد هذا الحقل. في المقابل، تصر إسرائيل على أن هذا الحقل يقع ضمن مياهها الاقتصادية الخالصة، وأنها ستعتبر أي تحرك ضده اعتداءً على أمنها القومي يستوجب الرد. والشهر الماضي، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن عون قدّم للوسيط الأمريكي ردا على مقترح واشنطن الذي قدمّته قبل أشهر بشأن ترسيم الحدود البحرية مع “إسرائيل”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق