التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

جمعية الوفاق البحرينية: 15 سبتمبر يوم الخيانة 

اعتبرت جمعيّة الوفاق الوطنيّ الإسلامية المُعارِضة لنظام ال خليفة، اليوم الذي وقّع فيه النّظام الحاكم في البحرين، اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيونيّ الغاصب؛ بأنّه «يوم الخيانة». فبعد سنتين، باتت البحرين تحت انتداب اسرائيلي سيتحول تدريجيًا إلى احتلال ناعم يبيع النظام امنًا وهميًّا والمقابل هو السيادة.

في بيان لها قالت الوفاق إنّ 15 سبتمبر/ أيلول هو الذّكرى السنويّة الثانية المشؤومة، وهو يوم توقيع اتفاق التطبيع بين البحرين ودولة الاحتلال الصهيوني، و شدّدت الجمعية أنّ «أخطر مشروع يمسّ سيادة البحرين وعمقها الإسلاميّ والعربيّ وتاريخها المشرّف، هو انتقال السّلطة الحاكمة من الحضن العربيّ الى الحضن الصهيونيّ، وهو انتقال من قبل السّلطة لوحدها، أما شعب البحرين فهو بريء من هذه الجريمة، ويحمّل السّلطات كامل المسؤوليّة عنها» – على حدّ وصفها.

و أكدت على أنّ «موقف شعب البحرين بكلّ مكوّناته وقواه الحيّة ونخبه الوطنيّة وجماهيره الأصيلة، يقفون صفًا واحدًا ضدّ الاتفاقيّة الخيانيّة وضدّ التطبيع مع العدو»

فيما أضافت إنّ السّلطة لا تملك أيّ تفويضٍ شعبيّ أو قانونيّ للقيام بهذه الخطوة، وهي مخالفة للدستور والقوانين المحليّة، وإنّ هذه السّلطة لا تمثّل الشّعب، وهي تنفّذ سياساتها بالقوّة والقمع، ولا تعير أيّ اهتمامٍ لصوت الشّعب؛ بل تستخدم كلّ أدوات القمع لمنعه من التعبير عن رأيه ومطالبه المحقّة والعادلة – حسب تعبيرها.

وفي ختام بيانها لفتت الجمعية إلى أنّ التطبيع والاستبداد وجهان لعملةٍ واحدة، وينتجان واقعًا قمعيًا وفاسدًا وتغييبًا للشّعوب والدّساتير، وتعطيلًا للمؤسّسات الدستوريّة، وهو ما يحظى بالدّعم اللامحدود على حساب حريّة الشّعوب ومطالباتها بالعدالة والإنسانيّة.

من الجدير بالذكر أن كلا من حكومتي الإمارات والبحرين وقعتا اتفاقيّة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونيّ برعايةٍ أمريكيّةٍ منتصف سبتمبر/ أيلول 2020

فعالية يوم الخيانة

و في هذا السياق نظّمت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية يوم الجمعة في بيروت وقفة رمزية حملت عنوان “يوم الخيانة: اتفاقية التطبيع” في الذكرى الثانية لتوقيع اتفاقية التطبيع بين النظام البحريني والعدو الصهيوني، شارك فيها حشد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية إضافة إلى عدد من النشطاء والمهتمين.

في بداية الفعالية، لفت الناشط يوسف ربيع إلى أهمية هذه الوقفة الّتي “نستنكر فيها يوم الخيانة، حين أقدم النّظام في البحرين على توقيع اتفاقية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي في البيت الأبيض، بعيدًا عما ينادي به البحرينيون”.

وعبر الشيخ حسين الديهي، نائب الأمين العام لجمعية الوفاق عن رفض الشعب البحريني لاتفاق التطبيع قائلا: إنّ النظام البحريني يسعى إلى تهويد البلاد وطمس هوية العاصمة المنامة “المعروفة بتاريخها الأصيل”.

وأكد الديهي أن فلسطين ستبقى قضية البحرينيين “مهما حاول النظام البحريني أن يضع يده في يد هذا الكيان المنبوذ، وسلموه مقاليد كل شيء” موضحاً أن النظام فتح لـ “هذا الكيان المنبوذ كل الأذرع، رحبوا به في كل مكان، أوجدوه في كل مفاصل أرضنا، من أجل أن يجعلوا له وجودًا من لا شيء، وهو نظام مؤقت زائل”، محذراً من أن هذا الكيان زائل ومؤقت “وسيزول معه من يقف إلى جانبه”.

واستنكر خلال كلمته عمل النظام على تثبيت هوية يهودية على أرض البحرين وفي العاصمة المنامة “هذه العاصمة العريقة الأصيلة، المعروفة بتاريخها الأصيل، المملوءة بالمعالم الطيبة، الإسلامية، وغيرها. اليوم النظام يريد أن يُهَوّد هذه العاصمة، وأعطاهم جزءًا كبيرًا من أرضنا في العاصمة تحت عنوان إحياء الحي اليهودي في العاصمة المنامة، والتف مراوغًا تجاه من يريد شراء أراضي بعض أبناء العاصمة المنامة بعناوين مُزَوّرة، بشركات متصهينة وأفراد متصهينين، أرادوا شراء أراضٍ من العاصمة لإعطائها لليهود، لإحياء حي وكنيس لليهود لا أثر له ولا وجود في العاصمة”.

ولفت إلى أن “إسرائيل احتلت البحرين، ولعلها البلد الثاني الذي سيحتل من قبل الكيان الصهيوني تدريجيًا، من خلال شراء أراض ضمن مشروع مخطط في قرى البحرين وعاصمتها، لكننا واعون وملتفتون ولن نسمح ببيع أرضنا لهذا الكيان الصهيوني مهما تلون المشتري من خلال عربي متصهين، أو شركة متصهينة، سنقف دائمًا وأبدًا لرفض هذا الموضوع”.

واختتم الشيخ حسين الديهي كلمته بالتطرق إلى البرلمان البحريني الذي لم يستطع رفض اتفاقية التطبيع هذه مشدداً أن “لا مشاركة في برلمان يبصم على قرارات نظام يطبع مع الكيان الصهيوني، لا يشرف شعب البحرين أن يكون ضمن هذه المؤسسة البرلمانية، التي تقف صفًا واحدًا مع النظام البحريني في الموافقة على اتفاقية التطبيع”.

وكانت كلمة لنقيبة الإعلام المرئي والمسموع في لبنان الأستاذة رندلى جبور بدأتها بالسؤال “بأي منطق طبيعي نعقد لقاءات ضد التطبيع مع كيان هو أصلًا لا طبيعي؟”

وأعلنت جبور: “أنا المسيحية اللبنانية المشرقية أعلنها صراحة وبوضوح: أرفض أن أُطَبع مع المحتل، وأرفض أن أتعامل مع العدو مهما كان الترغيب كبيرًا والتّرهيب خطيرًا، فترغيبهم كذبة بثمن مرتفع، وترهيبهم ساقط أمام رفعة الرأس” إذ “لا شيء يبرر أن أوقع بالحبر فيما أخوة لنا وقّعوا بالدم اتفاق الكرامة والحفاظ على بلداننا وأكدت أن “أكثر ما يستفزها هو سؤال الجاهل: لماذا لا نذهب إلى السلام وننتهي؟” لافتة إلى أن المطالبين بالسلام “لا يعرفون أو يعرفون ولا يعترفون أن عندها بداية الغرق أكثر في جحيم ليس فيه إلا النار والدمار. هذا سلام مشبوه مع تجار الهيكل”.

وفي الختام توتوجّهت جبور إلى الحضور بالسؤال: “ألم يكن يا أخوة السيد المسيح الثائر الأول ضد الشيطان والمقاوم الأول في هذه الأرض؟!”

موقف الشارع البحرينين من التطبيع مع الكيان الصهوني

حسب استطلاع للرأي أجراه «معهد واشنطن» ، أظهر أنّ ردّ فعل الإمارات والبحرين على اتفاقيات التّطبيع مع الكيان الصهيونيّ، كان سلبيًا أكثر منه إيجابيًا. حيث إن الواقع مختلف عما يظهره إعلام الأنظمة العربية إذ إن بعض دولنا باعت أوطاننا للشّيطان وبعض حكوماتنا رضخت، وبعضها طبّعت غير أن الشعوب المناضلة تقف صوتًا صارخًا في برية اللّاطبيعي ونقول بنبرة عالية، وبلا حرج أو خجل أو خوف: نحن ضد التطبيع. و يبقى التطبيع مرحلة عابرة أما فلسطين، فقضية ثابتة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق