التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, أكتوبر 28, 2024

ما سر إجراءات “بي بي سي” الأخيرة في الساحة الإعلاميّة 

قبل أيام، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية الـ”بي بي سي” انها ستلغي مئات الوظائف عبر الخدمة العالمية مع إغلاق المحطات الإذاعية، في إطار ما أسمتها “خطّة إعادة هيكلة المحطة”، ويرى البعض أنّ BBC صاحبة التاريخ القديم والطويل من الأكاذيب والاتهامات والادعاءات ونشر الشائعات والترويج سلباً بما يتناسب مع مصلحة المؤسسين والممولين، أيّ ضد الوطن العربي بأكمله، لخدمة مصالحها بريطانيا الخاصة، كما أنّ إعلان الهيئة في بيان لها انه سيتم إلغاء 382 وظيفة بموجب المخطط المدروس، ومن بين الأقسام التي أعلن إغلاقها إذاعة “بي بي سي” العربية بعد 84 عاما من انطلاقها، إضافة إلى البث الإذاعي بعدد من اللغات منها الفارسية والصينية والبنغالية، اعتُبر من قبل متابعين فشلاً ذريعاً في الرسالة الإعلاميّة المخادعة للقناة التي زعمت الحياديّة لعقود طويلة.

“عدوة شعوب المنطقة” هذا اللقب الذي أطلقه الكثير من الشعوب على “بي بي سي” التي حاولت جاهدة طوال سنوات عملها تأجيج الأوضاع في منطقتنا بما يخدم مموليها، ومن ينسى أنّها عززت محاولات إفشال الصلح فى اليمن وصبت البارود على النار في حروب سوريا وليبيا والسودان والعراق ولبنان، باعتبارها تعكس توجهات المملكة المتحدة واستراتيجيتها فى العلاقات الدولية، فعلى مدار تاريخ هذه القناة الشهيرة كان هناك تعمد مقصود في تغطية أوضاع المنطقة بشكل متحيز وبطريقة ذكيّة للغاية حيث يشعر البعض بأنّها حياديّة لكنها تدس السم في عسل كل خبر يُحرر فيها، بما يخالف معايير المهنة الحقيقيّة.

وتزعم إدارة القناة أنّ التضخم المرتفع والتكاليف المرتفعة وتسوية رسوم الترخيص النقدية الثابتة أدت إلى خيارات صعبة عبر هيئة الإذاعة البريطانية، وتتحدث أنّ خدمات القناة الدولية بحاجة إلى توفير 28.5 مليون جنيه إسترليني كجزء من المدخرات السنوية الأوسع البالغة 500 مليون جنيه إسترليني كجزء من محاولتها لجعل الشركة رائدة رقميّة، ما يعني أنّها لم تعد تستطيع هدر الأموال على رسالة إعلاميّة لا تلقى صدى في الأساس في ظل التطورات الهائلة في المجال الإعلامي الجديد والتي لم تكن قادرة على مواكبتها.

كذلك، إنّ قناة “بي بي سي” التي تدعي دائما المهنية والالتزام بقواعدها وأصولها التي باتت مفقودة في السوق الإعلاميّ، ألا أنّها أثبتت للشارع العربيّ منذ تأسيسها أنها بعيدة كل البعد عن هذه المهنية، كيف لا وهي تابعة لـ “بلاد الحرية والديمقراطية” التي استعمرت العالم لدرجة أنّها سُميت الامبراطوريّة التي لا تغيب عنها الشمس، وقامت بتشويه الحقائق ودعم جماعات إرهابيّة إعلاميّاً، وروجت لمعلومات كاذبة أو مغلوطة، عن حقيقة الأوضاع العالم العربي والمنطقة، ودعمت تنظيمات متشددة بشكل واضح ومتعمد في كل تغطياتها.

وعلى الرغم من أنّ خدمات بي بي سي باللغات الأجنبية ستقلص لكنها لن تغلق تماما إذ سيتمكن الجمهور من متابعة محتواها عبر الإنترنت، وستنقل الخدمة الرقمية باللغة العربية إلى مكتب “القناة في العاصمة الأردنية عمان، وستعمل “بي بي سي” على التركيز على الإعلام الرقمي بما في ذلك خدمة البودكاست أو المدونات الصوتية، وسيستمر في المرحلة الحالية البث التلفزيوني المجدول باللغتين العربية والفارسية، وتزعم “بي بي سي” أن جزءا كبيرا من اهتمامها للبرامج الإعلامية الهادفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وستركز على البرامج العلمية والثقافية وتوجه الاهتمام إلى المرأة والشباب، كما ستعطي عناية خاصة للبرامج الوثائقية.

أيضاً ودعماً لاستمرار سياسة الممولين في لندن، ستحافظ “بي بي سي” على دورها في تقديم الأخبار خاصة في البلدان التي تعاني من نقص المعلومات حسب ادعائها، لتصيغ الواقع كما يرغب الساسة البريطانيون، كما ستقدم للجمهور الخدمة الإعلامية بأكثر من 40 لغة كما قالت ليليان لاندور مديرة الخدمة العالمية، رغم أنّ القناة تُتهم بعرض تفاصيل وأكاذيب تزلزل البلدان.

أخيراً، إنّ قناة بي بي سي وأخواتها في العالم يفقدون دورهم رويداً رويداً نتيجة كشف خبثهم ودهائهم، مع تطور عقلية المشاهد بشكل كبير نتيجة تحليله العميق للواقع والمشهد، وإنّ الدليل والبرهان الأكبر على ذلك هو انسحاب بي بي سي من المشهد الإعلاميّ لمصلحة قنوات أُخرى ربما تتبع نفس خطواتها في المستقبل، ما يعني أنّ هذا الفشل الإعلامي يمكن أن يتوقع من وسائل الإعلام أخرى تتدخل في شؤون البلدان وتزعزع استقرارها.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق