التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

نصرالله يتصدر الإعلام العبريّ.. “إسرائيل” هُزمت في قضية ترسيم الحدود 

في ظل تمسك لبنان وبالأخص المقاومة في حق حماية واستخراج ثروة البلاد من النفط والغاز وتأكيد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، على التزام المقاومة بحماية سيادة لبنان وحقوقه وثروته للحصول على حقه في استثمار ثروته النفطية والغازية وهو الأمل الوحيد الجاد والحقيقي لتجاوز الخطر المحدق بلبنان، يحتدِم النقاش داخل كيان الاحتلال الإسرائيليّ حول اتفاق ترسيم الحدود المُتوقّع بين لبنان والعصابات الصهيونيّة التي تسيطر على الأراضي العربية، حيُث يستمّر تراشق الاتهامات بين مؤيّدي الاتفاق ومعارضيه، بالرغم من أنّ القاسم المُشترك بينهما هو مدى نجاح نصر الله، في ما يمكن تسميته بـ “ليّ ذراع الولايات المُتحدّة الأمريكيّة وكيانها الإسرائيليّ”، وإلزامهما، تحت طائل التهديد والوعيد بفتح معركة شاملة في الشمال، على التنازل ومنح اللبنانيين حقهم وفق القوانين والمعاهدات والمواثيق الدوليّة، درءاً لمعركة المنتصر الأوحد فيها “محور المقاومة”، في وقت تحوّل فيه حزب الله اللبنانيّ إلى قوّة تملك من الجهوزية والحنكة السياسية، والقدرات العسكرية ما لم تمتلكه بعض الدول، باعتراف الإسرائيليين أنفسهم.

خضوع لإملاءات نصرالله

بإسهاب كبير، تحدث الإعلام الإسرائيليّ مؤخراً عن تصعيدٍ جديد مع المقاومة اللبنانيّة والمقاومة الفلسطينيّة، مشددين على أن “إسرائيل” لن تكون قادرة على خوض حرب متعددة الجبهات على الصعيد العسكريّ أو حتى على صعيد الجبهة الداخلية، بل ستتعرض لضربة هائلة قد يقتل فيها الآلاف برأيّهم، وهذا ما أقّر به محللو الكيان الذين اعترفوا بأنّ كبار جنرالات جيش العدو خضعوا لإملاءات نصر الله، وطالبوا حكومة كيانهم في توصية رسميّة، كشفت النقاب عنها القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، بتوقيع اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان بأسرع وقت ممكن لمنع أي تصعيد في الشمال، كما هدّدّ السيد نصر الله.

وبعد أن وجد الكيان الصهيوني نفسه في حالة ارتباك أمام موقف الأمين العام لحزب الله اللبناني وزعيم المقاومة، ووقف نشاط هذا الكيان في حقول النفط والغاز، ونجاح ميزان الردع (المرعب) الذي تمارسه المقاومة والذي أجبر الكيان الإسرائيلي على إعادة كل حساباته، تتحدث مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع بالمؤسسة الأمنيّة التابعة للعدو للإعلام العبريّ، أنّه “لم يولد بعدُ لا القائد ولا رجل الاستخبارات الإسرائيليّ أو الغربيّ، الذي يستطيع دخول رأس السيد نصر الله، وينجح في تحليل ما يخططه”، وبالفعل إن رسالة ومرور طائرات حزب الله المسيرة فوق حقول النفط والغاز المشتركة كانت واضحة جدا والطائرات المسيرة فعلت ما كان من المفترض أن تفعله، وأفهمت الإسرائيلي أن الثروة الوطنية للبنان هي “خط أحمر”.

“فشل تلو الآخر، بخصوص حماس وحزب الله”، هذا ما شدّدت عليه المصادر التي نوّهت إلى أنّ نصر الله “اعتاد تسلّق الأشجار بفضل سياسة إسرائيل في العقد الأخير، لذلك يشعر بأنّه يستطيع تهديدها بخصوص ترسيم الحدود”، وبالفعل نجح حزب الله في إقامة معادلة الردع الخاصة به ضد العدو الصهيوني، وهذا الردع لا يقتصر فقط على حماية الموارد البحرية اللبنانية من عدوان كيان الاحتلال، كما أنه يأتي في سياق التعامل مع التهديدات الإسرائيلية ضد مجموعات المقاومة الأخرى والفلسطينيين.

تدخل من قيادة جيش العدو

وفقاً لوسائل إعلام العدو،فإنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ تدخل بقوّة من أجل تسريع توقيع الاتفاق بين الكيان الغاصب والجمهورية اللبنانية، رغم أنّ الحديث يدور عن خطوة سياسيّة، وليست عسكريّةً أوْ أمنيّة، كما أن جيش العدو قام بتحضير توصية قدّمها للمستشارة القانونيّة للحكومة الإسرائيليّة أكّد فيها أنّ المصالح الاستراتيجيّة والتكتيكيّة لتل أبيب تُحتّم على الحكومة الحالية، بصفتها حكومة انتقاليّة بالتوقيع سريعًا ودون تأجيلٍ على الاتفاق مع بيروت، وهو المُستند الذي كانت تنتظره المستشارة القانونيّة للتصديق على توقيع الاتفاق دون عرضه على البرلمان (الكنيست) الإسرائيليّ، كما ينص قانون الاحتلال العسكري لفلسطين.

وتشير تلك المعلومات إلى أنّ هناك أهمية أمنيّة بالغة في التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود بين الكيان ولبنان في أسرع وقت ممكن، كما لفتت الوثيقة الإسرائيلية إلى أنّ جيش الاحتلال وشعبة الاستخبارات العسكريّة بعثا بتوصية شديدة اللهجة للمستشارة جاء فيه أنّ الاتفاق الذي يتبلور بين العدو ولبنان حول ترسيم الحدود المائيّة في صيغته الحاليّة، يُساهِم مُساهمةً مهمّةً للمصالح الأمنيّة للعدو، مع وجود حاجة ماسّة ومُلحة جدًا من الناحية الأمنيّة والسياسيّة للتوصّل لاتفاقٍ فوريّ أوْ في أقرب وقت ممكنٍ ودون أي عرقلة أو تأجيل، وذلك لمنع التصعيد العسكريّ على الجبهة الشماليّة بين الأراضي الفلسطينية السليبة ولبنان، والمقصود هنا حزب الله، وهو التصعيد الذي من المُتوقّع جدًا أنْ ينفجر في القريب العاجل، وبالتالي يتعيّن على الحكومة استغلال نافذة الفرص الخاصّة التي فُتِحَتْ بهدف التوقيع على الاتفاق مع لبنان، في سجل حزب الله نهوضاً بالمسؤولية في الدفاع عن حقوق لبنان النفطية والغازية في مياه المتوسّط.

معادلة لبنانيّة جديدة

رسم أمين عام حزب الله معادلة جديدة عنوانها الخيار شعبيّ والوطنيّ، وأثبت أنه لن يتساهل مع من يرغب بسلب حقوق اللبنانيين، وذلك لحماية حقوق بلاده في ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلّة وتحديد منطقته الاقتصادية الخالصة في مياه المتوسّط واستخراج ثروته منها، رغم الضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي حاولت دفع لبنان نحو تقديم التنازلات، لكن الخيار العسكري الذي لا يدرك العدو سواه ردع كيان الاحتلال بالفعل، وكان لافتاً أسلوب تغطية الإعلام الإسرائيلي لهذا الحدث الذي شكّل نصرالله عنوانه الأبرز.

كذلك، إنّ الموقف اللبنانيّ وعلى رأسه المقاومة المتمسّك بالحقوق البحرية ورفضه للتنازل أمام الاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة، لتكون خطوة في مسار حماية سيادة اللبنانيين على ثرواتهم ومقدراتهم وحقهم في التصرّف فيها، دفع العدو للاستعجال في حل تلك القضية قبل أن تصل إلى الحرب، والدليل ما ذكره التلفزيون العبريّ حول أنّ موقف مجلس الأمن القوميّ التابع للعدو ووزارة الخارجيّة لا يختلف كثيرا عن موقف جيش الكيان، ولذا فإنّ المُستشارة القضائيّة لحكومة العدو أشارت إلى أنّ الحديث لا يجري عن إخلاء مستوطناتٍ أوْ اتفاق سلامٍ، ولا توجد حاجةً لإجراء استفتاءٍ شعبيٍّ لإقرار الاتفاق مع لبنان، كما لا توجد حاجة لعرض الاتفاق على الكنيست لإقراره بأغلبية 80 نائب كنيست من أصل 120 نائبًا”.

وفي ظل تعاظم قوّة المقاومة اللبنانية العسكريّة والتي تستند بالدرجة الأولى على كمية ونوعية الصواريخ التي يمتلكها حزب الله، انتقد كتاب صهاينة خضوع قادة الجيش والأجهزة الأمنيّة الحاليين والسابقين في “إسرائيل” لتهديدات حزب الله، متحدثين أنهم جُنّدوا للدفاع عن الاتفاق ودفع الحكومة الإسرائيلية إلى التوقيع عليه، لخشيتهم من أنْ يقوم السيد نصر الله بتنفيذ تهديداته التي أكّد فيها أنّه قادرٌ على إصابة واستهداف أيّ هدف ومنشأة استراتيجيّة في العمق الإسرائيليّ، وأضاف:”عندما ردّ القادة بتل أبيب بالقول إنّه يتفاخر، قام الرجل بإرسال المُسيّرات لحقل (كاريش) وقال فيما بعد إنّ الرسالة وصلت لإسرائيل، والرسالة فعلاً وصلت”، كما هو في الواقع.

نتيجة لكل ما ذُكر، يؤمن الإسرائيليون أنّ قادتهم تطوّعوا لدعم الاتفاق بين الكيان ولبنان، نتيجة التهديدات التي أطلقها السيد نصر الله، ما يعني أنّ القادة الأمنيين الإسرائيليين هُزِموا أمام المقاومة اللبنانية وخضعوا للإملاءات التي وضعها الحزب، ومن بين هؤلاء القادة القائد العّام للجيش، الجنرال أفيف كوخافي، والقائد القادم الجنرال هرتسي هليفي، وجميع نظرائهم في هيئة الأركان العامّة، حيث تحوّل “حزب الله” بالفعل إلى تهديد حقيقيّ لكيان الاحتلال الغاشم عبر إرساء معادلات ردعٍ جديدةٍ، تجعل العدو الإسرائيلي يحسب ألف حساب قبل الدخول في أيّ حرب، في وقت تتحدث فيه بعض الدراسات أنّ حزب الله يعد أضخم قوة عسكرية خارج إطار الجيوش النظامية في العالم، و يمتلك ترسانة هائلة من المدفعية الصاروخية، إضافة إلى صواريخ باليستية، ومضادات للطائرات، وأسلحة مضادة للدبابات إضافة إلى القذائف المضادة للسفن قادرة على ردع العدو أكثر مما يتخيل، وهنا تظهر المقاومة في لبنان كقوة مهمة تُخيف الصهاينة بشدّة، بالمقابل، يظهر العدو الصهيونيّ معترفاً بأنّ الأراضي التي يسيطرون عليها باحتلالهم العسكريّ في فلسطين باتت بالكامل في مرمى صواريخ المُقاومة، بما في ذلك مفاعل ديمونا النوويّ، وجميع المنشآت الحساسّة في “إسرائيل”، فيما يقف عاجزاً عن إدراك وتفسير حجم تنامي وثبات المقاومة في لبنان وغيره.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق