التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

غطرسة وعنصرية ألمانية.. وقطر ترد وتهاجم بروح رياضية 

على ما يبدو أنه حتى كرة القدم لم تسلم من العنصرية الأوروبية، فهذه المرة دخلت على خط الكيد تصريحات ألمانية عنصرية والملف هو بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها قطر، حيث عبّر وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن استياء بلاده من “ازدواجية المعايير” الألمانية، لافتًا إلى أن قطر واجهت حملة ممنهجة ضدها على مدى 12 عامًا منذ اختيارها لاستضافة كأس العالم.

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن ألمانيا تتعامل مع بلاده كمستضيف لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 بـ «تكبر شديد وعنصرية» في إشارة منه الى الانتقادات المتكررة من قبل النخب السياسية والإعلامية والرأي العام لاستضافة الدولة الخليجية الحدث الرياضي الكبير.

وتأتي تصريحات الوزير القطري في وقت يواظب فيه مسؤولون واتحادات مشجعين ونخب رياضية ومشاهير في ألمانيا على انتقاد قرار منح قطر شرف تنظيم البطولة الكروية والتي كان آخرها انتقاد وزيرة الداخلية نانسي فيزر.

وذكر الوزير في مقابلة حصرية مع صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) الألمانية أنه «من ناحية يقدم السياسيون الألمان معلومات خاطئة للرأي العام ومن ناحية أخرى لا يواجهون مشاكل معنا عندما يتعلق الموضوع بالشراكات في مجال الطاقة او الاستثمارات».

وأعرب عن عدم تفهمه لازدواجية المعايير في تعامل السياسيين الألمان مع استضافة قطر للبطولة، قائلا «لا أتفهم كيف يمكن الاعتماد على معايير مختلفة عندما يتعلق الموضوع بقطر».

وأردف: “من المفارقات أن يتم اللعب على هذا الوتر في دول أوروبية تسمي نفسها ديمقراطيات ليبرالية. وبصراحة، ينم هذا التصرف عن غطرسة وعنصرية”.

ووصف الشيخ محمد النداءات المطالبة بضمانات أمنية للأقليات، والتي طلبتها وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايسر كشرط مسبق قبل موافقتها على حضور كأس العالم، بأنها غير ضرورية. وقال إن على السياسيين الألمان التركيز أكثر على جرائم الكراهية، التي تحدث داخل حدود بلادهم.

وعن العلاقات الثنائية مع ألمانيا قال «ليس هذا النوع من العلاقات الثنائية بين قطر وألمانيا هو الذي نتمناه».

وشدد المسؤول القطري على جهود بلاده في إجراء اصلاحات كثيرة، مؤكدا أن الحكومة أجرت تغييرات على قوانين العمل.

وأعرب عن قناعته التامة بقدرة بلاده على تنظيم هذا الحدث الرياضي الكبير قائلا «منحنا البطولة نعمة فخورون بها وأنا متفائل بأننا سننظم واحدة من أفضل البطولات التي أجريت لغاية الآن».

وتستضيف قطر نهائيات كأس العالم لكرة القدم بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول المقبلين بمشاركة 32 منتخبًا.

وأواخر الشهر الماضي، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني لمجلس الشورى، إن بلاده تعرّضت، منذ فوزها بشرف استضافة كأس العالم لكرة القدم، لحملات تشويه غير مسبوقة لم يتعرّض لها أي بلد مستضيف، مشيراً إلى أنه “تعاملنا مع الأمر بداية بحسن نية، بل اعتبرنا بعض النقد إيجابياً ومفيداً يساعدنا على تطوير جوانب لدينا تحتاج إلى تطوير”.

وأضاف أمير قطر في كلمته: “ولكن ما لبث أن تبين لنا أن الحملة تتواصل وتتسع وتتضمّن افتراءات وازدواجية معايير، حتى بلغت من الضراوة مبلغاً جعل الجميع يتساءل عن الدوافع والأسباب الحقيقية وراء هذه الحملة”.

وأكد الشيخ تميم أن بلاده سوف تواصل تعزيز مصادر قوتها وبناء قدراتها في مجالات مثل الإعلام المهني، والتعليم العالي، وإنتاج المعرفة، والاستثمار، والوساطة لحل الصراعات بين الدول، واستضافة المناسبات العالمية الكبرى.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استدعت وزارة الخارجية القطرية سفير ألمانيا في الدوحة احتجاجًا على تصريحات وزيرة الداخلية الألمانية بشأن بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها الدوحة، حيث وُصفت بأنها “غير مقبولة ومستهجنة ومستفزة للشعب القطري”.

وقالت فايسر في مقابلة تلفزيونية إن استضافة قطر للمونديال كانت بالنسبة للحكومة الألمانية “صعبة للغاية”، مشيرة إلى أن “هناك معايير يجب الالتزام بها، ومن الأفضل عدم منح شرف تنظيم البطولات لمثل هكذا دول”.

وأشارت في تصريح آخر، إلى أنه “في ما يخص الأحداث الرياضية الدولية في المستقبل، يجب أن نتأكد من ارتباط منح شرف الاستضافة والتنظيم بمعايير حقوق الإنسان”، حسب قولها.

وشددت مذكرة الاحتجاج القطرية على “رفض دولة قطر التام لهذه التصريحات بحق دولة تمثل استضافتها لبطولة كأس العالم إنصافًا لمنطقة ظلت تعاني من صورة نمطية ظالمة لعقود”.

وأكدت مضي قطر “في تنظيم واحدة من أفضل البطولات، من أجل إظهار حضارة المنطقة وتراثها لكل العالم، وتعزيز قيم التسامح بين الشعوب كافة”.

وذكّرت بإشادة أهم مجموعات حقوق الإنسان ومنظمات الأمم المتحدة بإصلاحات قطر في مجال العمال، “لكونها إصلاحات فعالة وطويلة الأمد ونتيجة سنوات من التخطيط المدروس”.

البلاد العربية في نظر الغرب أنابيب من النفط والغاز، أما في الجانب الإنساني فهي عرضة للاتهام المستمر في مستوى الحريات وقبول الآخر. فالغطرسة والطبيعة العنصرية ليست وليدة اللحظة عند الألمان والغرب بل تاريخهم حافل بالعنصرية.

لذلك إن إقامة مسابقة كبرى رياضية وثقافية بمستوى كأس العالم لم تعد ترفاً بل باتت ضرورة وجودية لهذه المنطقة وتكريساً لوجودها كدول وإنسان وليس فقط كمصدر للطاقة على مستوى العالم، كأس العالم سيكرس قطر وجودياً كدولة يوجد فيها إنسان بهذا المستوى من القدرة على التنظيم والإبداع وقبول الآخر والتفاعل الإنساني مع جميع الثقافات.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق