التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 22, 2024

أهداف الهجوم على رتل الوقود الإيراني عند معبر القائم-بوكمال 

أفادت مصادر إخبارية عراقية وسورية بحدوث هجوم جوي مساء أمس على قافلة شاحنات عند معبر القائم- البوكمال كانت تنقل الوقود. وحسب العالم، فإن القافلة المستهدفة تضمنت خزانات وقود كان العراق قد قدمها للبنان بينما كانت تعبر الأراضي السورية لتصل إلى لبنان، وقد منع العراق منع مرور باقي ناقلات القافلة بسبب استهداف الناقلتين.

ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها رسمياً عن هذا الهجوم، فإن موقع “صابرين نيوز” العراقي نسب هذا الهجوم إلى طائرات أمريكية بدون طيار وأعلن أن شحنة هذه القافلة كانت نفطاً إيرانياً كان متوجهاً إلى لبنان عبر الأراضي السورية.

لكن رغم حقيقة أن وسائل الإعلام العراقية حددت أمريكا كسبب لهذا الهجوم، زعم مسؤول أمريكي في محادثة مع مراسل بي بي سي أن هذا الهجوم نفذه مجهولون وأن أمريكا ليس لها دور فيه. من ناحية أخرى، تدعي بعض المصادر أن الكيان الصهيوني مسؤول عن هذا الهجوم. لكن بغض النظر عن المسؤول عن هذا الهجوم، فإن أهداف هذا الهجوم تتماشى مع المؤامرة التي يتم متابعتها ضد استقرار لبنان والتقدم الاقتصادي للمنطقة.

أزمة الطاقة في لبنان وسط ضغوط أمريكية

كانت قافلة ناقلات الوقود التي دخلت حدود القائم – البوكمال تملك تصريح مرور في العراق لدخول سوريا في طريقها إلى لبنان. واجه لبنان، الذي واجه أزمة اقتصادية كبيرة في السنوات الأخيرة، مشاكل في توفير تكاليف الوقود خلال العام الماضي. وقد تفاقم هذا التحدي مع ارتفاع أسعار الطاقة في الأسواق الدولية في الأشهر الأخيرة واضطراب الحياة اليومية للبنانيين.

يعد نقص الوقود أحد أكثر الجوانب إيلاما للأزمة الاقتصادية المستمرة في لبنان، والتي تسببت في ارتفاع الأسعار. أفاد موقع “المونيتور” الشهر الماضي بأن الوضع أصبح مريعاً لدرجة أن بعض اللبنانيين يطبخون الآن على الحطب.

كما تسبب نقص الوقود في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وفي بعض الأحيان خلال الأشهر الماضية، تم توفير الكهرباء لمدة ساعة إلى ساعتين فقط للقطاع السكني. أدى انقطاع الكهرباء في جميع أنحاء البلاد، إلى جانب مغادرة العديد من الأطباء، إلى تدهور القطاع الصحي في لبنان، حيث صدرت تحذيرات من الانهيار الوشيك للقطاع الصحي.

في غضون ذلك، تواجه الحكومة اللبنانية مشكلة تقليص الاحتياطيات النقدية في البلاد لشراء الوقود، إذ أعلن مصرف لبنان المركزي في آب 2021 أنه سينهي الدعم عن قطاع المحروقات. في الواقع، منذ بداية الأزمة الاقتصادية، كان البنك المركزي يستخدم احتياطياته من الدولار لتمويل دعم استيراد الوقود حتى لا تزيد أسعار السلع والخدمات كثيرًا.

هذا الوضع وعدم قدرة رجال الدولة اللبنانيين على حل مشكلة الطاقة أوحى لهم بشراء الوقود من إيران. ونتيجة لذلك، أعلنت مصادر لبنانية، في أيلول من العام الجاري، عن اتفاق لتصدير الوقود من جمهورية إيران الإسلامية إلى لبنان.

أفادت شبكة المنار بأن الجانب الإيراني أعلن للوفد اللبناني في طهران موافقته على تصدير 600 ألف طن من الوقود إلى لبنان خلال 5 أشهر.

إضافة إلى ذلك، وقعت الحكومة اللبنانية اتفاقية مع السلطات العراقية في أوائل الصيف، ستزود بغداد بموجبه لبنان بمليون طن من الوقود لمدة عام واحد. ووافق لبنان بدوره على تقديم الخبرة الطبية للعراق.

في نفس الوضع، أظهرت مواقف رجال الدولة اللبنانيين أنهم يتعرضون لضغوط من السفارة الأمريكية لعدم استيراد الوقود من إيران والعراق، كما في هذا الصدد، ميشال عون، رئيس لبنان، في 19 آب 2021، بعد لقاء السفيرة دوروثي شيا في بيروت، أعلنت أمريكا نقل الغاز من مصر والكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر سوريا. خطة لم تنفذ واستمرت أزمة الطاقة والكهرباء للبنانيين. والواقع أن خطة استيراد الغاز والكهرباء من مصر والأردن جاءت فقط للتغطية على دور أمريكا في تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان.

عمل حزب الله في تسهيل عقد شراء الوقود من إيران والعراق، والأهم من ذلك، لعب دورا فعالا في انتصار لبنان على الكيان الصهيوني في قضية حقول الغاز، ما أدى إلى زيادة شعبية المقاومة، وهذا أمر تخافه أمريكا بشدة. نتيجة لذلك، من الواضح أن للولايات المتحدة مصلحة راسخة في منع حل مشكلة الطاقة في لبنان.

معبر بوكمال – القائم، الطريق الرئيسي الذي يربط إيران بالبحر الأبيض المتوسط

تشترك دولتا العراق وسوريا في حدود برية تبلغ حوالي 605 كيلومترات، معظمها متاخمة لمحافظتي دير الزور في سوريا والأنبار في العراق.

القوى المتواجدة في محور المقاومة، نتيجة المعادلات الجديدة في الأزمات التي نشأت بعد ظهور داعش، تُقيّم الحدود المشتركة بين البلدين على أنها بقعة التواصل والتأثير الاستراتيجي في المنطقة.

ممر البوكمال بمحافظة دير الزور السورية جنوب نهر الفرات وممر القائم بمحافظة الأنبار غربي العراق. إدارة هذا المعبر المهم والمناطق المحيطة به، والذي يلعب دورًا حيويًا في توفير التبادلات الأمنية والتجارية بين دولتي سوريا والعراق، وتسهيل وصول إيران إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​في لبنان وسوريا وإنشاء طريق عبور إقليمي سريع من الخليج الفارسي إلى البحر الأبيض المتوسط وحتى الطريق الدولي (ممر شرق-غرب من جابهار إلى البحر الأبيض المتوسط). وهي القضية التي تحاول أمريكا جاهدة أن تجهضها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق